"الوحدة أو الموت".. شعار الحوثي الزائف لابتلاع اليمن
بعد أن شطرت اليمن إلى نصفين وكرست الانفصال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لجأت مليشيات الحوثي لرفع شعار "الوحدة أو الموت".
ويعكس الشعار المراوغ رغبة حوثية لاجتياح الجنوب اليمني، وابتلاع اليمن بكامله بعد أن نجحت بالفعل في السيطرة على الشمال.
شعار زائف لم يمر من أمام مقصلة المجلس الرئاسي اليمني الذي خرج للتحذير من ألغام مليشيات الحوثي وشماعته الجديدة الرامية إلى تسعير الحرب واجتياح المناطق المحررة بدعم من حزب الله الإرهابي والحرس الثوري الإيراني.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي أن الوحدة تتجسد في "العمل الجماعي لمواجهة خطر المليشيات الحوثية الذي يتربص بنا على الأبواب استعداداً لاجتياح المحافظات الجنوبية والمحررة تحت الشعار الزائف "الوحدة او الموت".
وأشار في كلمته عشية الذكرى الـ33 الذي تصادف 22 مايو/ أيار 1990، أن شعار الوحدة أو الموت الذي ترفعه المليشيات لتبرير اعتداءاتها، مثلما كانت ولاتزال ترفع شعار "مقاومة العدوان " للتغطية على حربها ضد الشعب اليمني، وتدمير مقدراته، ومواصلة انتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان، والتربح من اقتصاد الحرب، والمتاجرة بمعاناة الناس.
ولفت إلى أن المليشيات "تستعين بالحرس الثوري الإيراني، ومليشيات حزب الله اللذين أمعنا في تدمير بلدنا وجعلوا منه أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ تخادمهم معاً بالانقلاب على التوافق الوطني في سبتمبر/أيلول 2014، واستمرارهم برفض أي فرصة للسلام، والوفاق، والتعايش بين اليمنيين".
وحدة الجنوب
ولم يغفل العليمي الإشارة لدور الجنوبيين في حماية الوحدة قائلا إن "إخواننا الجنوبيين، كانوا سباقين إلى الوحدة، تنشئة، وفكراً، ونضالاً، وظلوا مخلصين لها، ولا يمكن أن يكونوا مخطئين في ذلك، وهم اليوم محقون في الالتفاف حول قضيتهم العادلة بعدما انحرف مسار المشروع الوحدوي، وأفرغ من مضمونه، وقيمته التشاركية بعد حرب صيف 1994".
وأضاف أن "يوم 22 من مايو/أيار، سيظل يوم عيد من أجل أولئك الحالمين المخلصين في الجنوب والشمال، ومن أجل قيمة الوحدة التي نحتاجها في كل التفاصيل كما تجلت بحوارات ونقاشات الشركاء الجنوبيين مؤخرا، وفي عملنا الجماعي لمواجهة خطر المليشيات الحوثية الذي يتربص بنا على الأبواب".
وأكد أن "الاحتفال بيوم الوحدة، ليس نزوعاً للمكايدة السياسية، أو الإقصاء، وإنما التزاماً بقوة الدستور، والمركز القانوني الشرعي للدولة المعترف بها إقليمياً، ودولياً، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وبالأهداف السامية التي صاغها اليمنيون في الجنوب والشمال قبل ستة عقود".
وأشاد العليمي "بأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وكافة القوى الحاملة للقضية الجنوبية لتفانيهم في خدمة هذه القضية العادلة، إنصافها وجعلها أساسا للحل بموجب إعلان نقل السلطة، واتفاق، ونتائج مشاورات الرياض".
وأشار إلى جملة القرارات التي أصدرها قبل أيام لجبر الضرر، وإعادة الاعتبار للشراكة، وتحقيق العدالة، وفقا لمخرجات الحوار الوطني، ووثيقة ضمانات حل القضية الجنوبية، وذلك بإعادة، وتسوية أوضاع أكثر من 52 ألفا من الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية منذ حرب صيف عام 1994، ووجهنا الحكومة باتخاذ كافة الإجراءات المنسقة مع الدوائر والصناديق المعنية، ومجتمع المانحين لتأمين الموارد المالية المترتبة على هذه القرارات.
وأضاف أنه من المقرر خلال الفترة المقبلة أن نمضي في تطبيق سلسلة من الإجراءات التي تعالج المزيد من المظالم، وذلك في إطار سياسة أشمل تهدف إلى تحقيق الإصلاح المؤسسي وتعزيز الحكم اللامركزي في عموم المحافظات المحررة.
وقال إن "الجنوب القوي والمتماسك مع باقي المدن والمناطق المحررة، يشكل نقطة انطلاق إضافية للتحالف الجمهوري العريض، بعدما تحولت المحافظات الجنوبية إلى ملاذ لملايين النازحين الفارين من بطش المليشيات الحوثية، وأرضاً للباحثين عن حياة آمنة، وسبل العيش الكريم من أبناء المحافظات الشمالية".
إنهاء الانقلاب
تعهد العليمي بخوض المعركة المركزية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية، قائلا إن "معركتنا المصيرية لاستعادة مؤسسات الدولة، ستظل هدفنا الجامع، وسنمضي قدماً في توحيد الداخل والخارج ضد انقلاب وإرهاب المليشيات الحوثية، والمشروع الإيراني الداعم لها".
وأضاف "لا يمكن أن نترك لدعاة الخراب، والمليشيات المسيطرة بالقوة على صنعاء أي فرصة لشق الصف، والمزايدة في قضية الوحدة اليمنية، وهي التي فرضت واقعاً تشطيرياً بإجراءاتها الأحادية المميتة، بدءا بمنع تداول الطبعة الجديدة من العملة، وإغلاق الطرق بين المدن، وفرض الجبايات والرسوم الجمركية بين المحافظات الشمالية والجنوبية، والمحررة وتلك الواقعة تحت سيطرتها، وتغيير المناهج الدراسية، وإعادة تشكيل المؤسسات المنتحلة على أساس عائلي، و طائفي، ومناطقي".
وتابع أنه "بعد مرور 3 عقود على تأسيس كياننا السياسي الراهن أن نميز بحكمة وشجاعة بين النزعة الوحدوية الصادقة التي تنظر إلى اليمنيين كإخوة أنداد وشركاء، و بين النزوع الأحادي التدميري الذي يشطر البلد وشعبه إلى شقين غير متكافئين: سادة وعبيد، مركز وأطراف، أصل وفرع، متغلبين وتابعين".
في سياق السلام، أكد أن المجلس الرئاسي سيمضي في "التعاطي الجاد مع جهود السلام التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، جنباً إلى جنب مع خيار الردع لأي تهديد عدائي من جانب المليشيات الحوثية".
وأهاب بالقوى السياسية باستمرار بتعزيز التفافها حول المجلس الرئاسي الذي يمثل توافقاً وطنياً وسياسياً لهذه المرحلة، وأن يكون هدف إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وخدمة الناس والتخفيف من معاناتهم، إطار عمل جامع، وعدم الاستغراق بالمناكفات، والسجالات الخطابية والإعلامية.