اليمن من منبر الأمم المتحدة.. الحوثي يحشد للجبهات لاستئناف الحرب
من على منبر الأمم المتحدة، فتح اليمن دفاتر جرائم الحوثي وسجله الوحشي الرامي لاستئناف جولة جديدة من الحرب عبر مواصلة الحشد للجبهات.
وقالت الحكومة اليمنية على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، إن مليشيات الحوثي تواصل حشد مقاتليها في الجبهات، مشيرة إلى أنها لا زالت تهدد بالعودة إلى الحرب واستئناف الصراع وإراقة المزيد من دماء اليمنيين ومفاقمة الأزمة الإنسانية.
وأضاف أن "ميليشيات الحوثي الإرهابية التي اختارت إشعال الصراع في البلاد، هي اليوم تختار استمرارها دون الاكتراث بمعاناة اليمنيين وآمالهم في السلام، والأمن، والاستقرار، والحرية".
استقطاب وتجنيد
وفي بيان اليمن أمام مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، أكد السعدي أن أفعال هذه المليشيات تثبت لنا يوماً بعد الآخر، عدم جديتها في التعامل المسؤول مع جهود السلام؛ إذ تواصل تشييد المراكز العسكرية الصيفية لاستقطاب وتجنيد مئات الآلاف من الأطفال والزج بهم في الخطوط الامامية في أكبر عملية تجنيد تشهدها البشرية.
المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، قال: "تواصل تفخيخ الأراضي اليمنية بزراعة الألغام والمتفجرات التي تحصد أرواح اليمنيين بشكل يومي، كما تعمل على تجويع وإفقار المجتمع، والتضييق على الأعمال الخيرية والتجارية، الأمر الذي ترتب عليه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها أكثر من 80 قتيلاً وعشرات الجرحى في صنعاء في الشهر الماضي".
ولفت إلى استمرار انتهاكات المليشيات الحوثية لقواعد ومعايير القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وتقييد الحقوق والحريات، بما في ذلك فرض نظام المحرم، وحرمان النساء اليمنيات من حقوقهن الأساسية في المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع، واعتقال الصحفيين واستهداف التجمعات السكنية المدنية، والتي نتج عنها وفاة العديد من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وموجة نزوح داخلي.
وثمن السعدي، الجهود والمساعي الإقليمية والدولية وجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، بما في ذلك جهود الوساطة التي يبذلها "الأشقاء في السعودية وعُمان؛ بهدف تجديد الهدنة وإنهاء الصراع وتحقيق السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها".
خيار السلام
كما أكد التزام الحكومة اليمنية بخيار السلام وحرصها على التعاطي الإيجابي والبنّاء مع كل الجهود التي تصب في اتجاه الوقف الشامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الأمم المتحدة، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في الأمن والاستقرار والتنمية.
وقال المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي: "لأكثر من 8 سنوات، تقبع مدينة تعز، و4 ملايين من ساكنيها، تحت رحمة الحصار الحوثي الخانق، الذي لا يزال مستمراً ليومنا هذا، بعد أن تنصّلت المليشيات الحوثية عن التزاماتها وفقاً لاتفاق الهدنة واتفاق ستوكهولم قبل ذلك".
وأضاف أن "هذه المليشيات توغل في اعتداءاتها ومحاولاتها لإحكام هذا الحصار الغاشم أكثر وأكثر، بما في ذلك عبر استهدافها للبنى التحتية بشكل متكرر، وآخرها استهداف طريق الكدحة الحيوي، بتاريخ 5 مايو/أيار من هذا العام بالقذائف والطائرات المسيرة، والذي تستمر فيه الأعمال الإنشائية بهدف والتخفيف من معاناة السكان".
إنهاء المعاناة
وفي هذا الصدد، دعت الحكومة اليمنية "المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الاضطلاع بدوره ومسؤولياته، وممارسة المزيد من الضغوط على المليشيات الحوثية، ومن خلفها إيران، للجنوح للسلام والتعاطي بإيجابية مع مساعي السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية التي طال أمدها".
وشددت على أهمية مراقبة سلوك هذه المليشيات حرصاً على نجاح الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع، مثمنا "الدور الريادي للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية، والتدخلات الإنسانية الحاسمة ونقلها إلى مرحلة التنمية المستدامة، في دور أضحى شاهداً على الشراكة الاستراتيجية والروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين".
كما دعا الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية المانحة لتعزيز أوجه الدعم الاقتصادي والتنموي والإنساني لليمن، للمساهمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتجاوز التحديات الراهنة وتخفيف معاناة الشعب اليمني.