هدنة اليمن بأسبوعها الخامس ..انتهاكات حوثية تغتال فرص السلام
وفقا لإحصائيات صادرة عن التحالف العربي بقيادة السعودية والجيش الوطني اليمني، بلغت الخروقات الحوثية أكثر من 2700 خرق.
دخلت الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي باليمن أسبوعها الخامس، مدججة بآلاف الانتهاكات والخروقات الحوثية التي تواصل اغتيال فرص السلام، ونسف التحركات التي تقودها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي التاسع من أبريل الماضي، أعلن التحالف العربي وقف إطلاق النار من جانب واحد استجابة للدعوات الأممية المطالبة بالتفرغ لمحاربة فيروس كورونا الجديد، وفيما أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية، واصلت المليشيا الحوثية رفضها لها، بل واعتبرتها "مناورة سياسية".
وضربت المليشيا الانقلابية بمعاناة اليمنيين عرض الحائط، فبينما كان الهدف من الهدنة الإنسانية "مواجهة الانتشار المحتمل" لفيروس كورونا، أصبح الوباء يتفشى في 5 محافظات يمنية، مسجلا 5 وفيات وأكثر من 22 إصابة.
ووفقا لإحصائيات صادرة عن التحالف العربي بقيادة السعودية والجيش الوطني اليمني، فقد بلغت الخروقات الحوثية أكثر من 2700 خرق منذ التاسع من أبريل الماضي.
ـ توسع على الأرض وصواريخ باليستية
تمتلك المليشيا الحوثية سجلا أسود في خرق الهدن الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، سواء أعلنت التزامها بها أو لم تلتزم، ويبرز اتفاق ستوكهولم الهش بخصوص مدينة الحديدة، كمثال على الإصرار الحوثي بإطالة أمد الحرب في اليمن.
وخلال الأسابيع الأربعة الماضية من الهدنة الجديدة، استغلت المليشيا الحوثية التزام التحالف العربي والجيش الوطني بوقف إطلاق النار، وشنت عمليات عسكرية برية واسعة في محافظة الجوف، تسببت بتهجير أكثر من 70 ألف مدني قسريا من منازلهم.
لم تكتف المليشيا الحوثية بذلك، ووفقا لمصادر عسكرية حكومية لـ"العين الإخبارية"، فقد كانت المليشيا تحاول إسقاط محافظة مأرب النفطية خلال شهر رمضان الحالي، وحشدت من أجل ذلك مئات من المقاتلين.
وشنت المليشيا الحوثية، هجمات يومية على جبهتي "صرواح "و"مجزر" في مأرب، كما كثفت من هجماتها في محافظة البيضاء، فضلا عن قصف يومي على المناطق المأهولة بالسكان في محافظة الضالع، جنوبي البلاد.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية للهدنة عند الزحوفات البرية، فالصواريخ الباليستية أيضا كانت حاضرة، حيث حاولت المليشيا الحوثية إطلاق 3 صواريخ خلال يومي الأربعاء والخميس من صنعاء باتجاه الأراضي السعودي، لكن اثنين منها سقطا في محافظتي عمران وصعدة.
كما واصلت المليشيا الحوثية إطلاق الطائرات المفخخة بدون طيار على مواقع الجيش الوطني في مأرب، لكن الدفاعات الجوية للجيش والمقاومة، تمكنت من إسقاط 3 طائرات مسيرة خلال الأسبوع الرابع من الهدنة.
ـ نسف لجهود السلام
عطلت المليشيا الحوثية كافة التحركات الدولية الهادفة لاستغلال وقف إطلاق النار من أجل إحياء عملية المفاوضات السياسية بين أطراف النزاع اليمني، وذلك من خلال رفض المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي لوقف الحرب واستئناف عملية السلام.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا لا تزال ترفض المبادرة الأممية، وتصر على فرض ما سمتها بـ"وثيقة الحل الشامل" التي قدمتها وتنسف خلاصة مشاورات المبعوث الأممي مع أطراف النزاع طيلة الأشهر الماضية.
واستأنف المجتمع الدولي، ضغوطه على المليشيا الحوثية، واليومين الماضيين، أكد سفراء الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية، دعمهم المطلق لمقترحات المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وطالبوا بوقف شامل لإطلاق النار، وذلك خلال لقاء عبر الإنترنت مع المتحدث الرسمي للمليشيا، محمد عبدالسلام.
وفي المقابل، أكدت الخارجية اليمنية في لقاء مماثل مع سفراء الدول الخمس، دعمها لجهود المبعوث الأممي وترحيبها بالدعوة الأممية بشأن توحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا ووقف شامل لإطلاق النار في البلاد.
ونبهت الحكومة اليمنية من التصعيد الحوثي خلال الهدنة، وقال إنه "يؤكد مضي مليشيا الحوثي في تنفيذ الأجندة الإيرانية التخريبية ونسف كل جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، دون اكتراث بمعاناة ومصير الملايين من المدنيين ودعوات توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا".