اختطاف القيادات اليمنية.. إرهاب إخواني يحاكي أسلوب القاعدة
يقضي قائد عسكري يمني أسبوعه الثاني في سجن سري لمليشيات حزب الإصلاح في محافظة تعز، جنوبي البلاد.
ولا يتورع حزب الإصلاح، الرافعة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي عن اختطاف القيادات العسكرية المسؤولة عن مسرح عملياتي مهم في أكبر جبهة قتال ضد الانقلاب الحوثي، وذلك ضمن تكتيك للمقايضة والابتزاز للقوات اليمنية غير الخاضعة لسيطرته.
وتحولت إجازة "استراحة محارب" للقيادات العسكرية وزيارة أسرهم القاطنة في مناطق سيطرة الإخوان، إلى فرصة ثمينة لحزب الإصلاح لإشاعة الاختطافات كسلوك جديد يحاكي تنظيم القاعدة الإرهابي للضغط على القوات اليمنية والتحالف العربي لتنفيذ مطالب مشبوهة وفتح معارك جانبية بعيدا عن المعركة الأم ضد المليشيا الحوثية.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ"العين الإخبارية"، إن دوريات لحزب الإصلاح، اختطفت العميد في المقاومة المشتركة بالساحل الغربي لليمن، قائد الورد، أثناء عمله في زيارة أسرته النازحة بمدينة "التربة" الواقعة بالجهة الجنوبية الغربية لتعز.
وتحتضن مدينة "التربة" العشرات من الأسر النازحة التي فرت من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية في صنعاء وذمار، وينخرط أربابها ضمن صفوف المقاومة الوطنية التي تقاتل الانقلابيين الحوثيين بالساحل الغربي.
وطبقا للمصادر، فإن العميد الورد، والذي يعمل قائدا للواء الثالث مقاومة وطنية، المرابط بجبهة الحديدة وتعرض لإصابات عديدة وهو يقاتل الحوثيين، اختطف في 27 نوفمبر الماضي، من منزله ونقل إلى سجن سري يتبع الإخوان في مدينة تعز، حيث تقايض المليشيات الإخوانية من أجل إطلاق سراحه.
وتمت عملية الاختطاف، بتوجيهات إخوانية لابتزاز قائد المقاومة الوطنية، العميد ركن طارق محمد عبدالله صالح، والذي يتعرض لأعنف هجوم إعلامي وعسكري مشترك من قبل آلة الحوثيين والإخوان في إطار أطماع قطرية وإيرانية للسيطرة على ثقل نظام الرئيس السابق.
ويتشارك مع مصير الورد ذاته، مئات القيادات والجنود في مناطق سيطرة الإخوان، ففي يوليو/تموز الماضي، تعرض الضابط في المقاومة المشتركة، بشير المقبلي، لعملية اختطاف مماثلة من مدينة التربة، قبل أن يدفع الإخوان بوساطات قبلية لإطلاق سراحه بعد 3 أيام من الإخفاء القسري.
وفي يونيو/حزيران الماضي، اقدمت عناصر حزب الإصلاح، على مداهمة منزل إحدى الأسر النازحة لاختطاف أحد منتسبي المقاومة الوطنية في مدينة التربة، وقامت بترويع النساء والأطفال ونهبت محتويات المنزل.
ضغوط اخوانية حوثية
وتزامنت هذه التطورات في المشهد الأمني والعسكري مع مؤشرات عديدة لاسيما مع تكثيف حوثي للهجوم على مسرح عمليات اللواء الثالث، مقاومة وطنية، الذي يقوده العميد المختطف بسجون الإخوان، قائد الورد في تناغم مشترك بين الحوثي والإخوان.
كما ترافقت العملية، مع مساعي اخوانية لاختراق المسرح العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، عبر بلدة "العلقمة"، على الحدود مع مديريتي الوازعية والمضاربة، في المرتفعات المطلة على البحر الأحمر وذلك بدعم قطري كبير لقائد "اللواء الرابع مشاة جبلي" القيادي الإخواني أبو بكر الجبولي.
وكشفت القوات المشتركة اليومين الماضين، أ المليشيات الحوثية كثفت تحركاتها في محور " شارع صنعاء" القتالي في مدينة الحديدة، حيث مسرح عمليات اللواء الثالث حراس جمهورية وذلك منذ اختطاف قائده الورد من قبل مليشيات الإخوان.
وبينما أكدت في بيان، ردع قوات اللواء الثالث بالمقاومة اليمنية في للهجمات الحوثية في أهم مسرح اشتباك داخل مدينة الحديدة، أشارت إلى أن استمرار اختطاف القائد الورد، يعد خدمة للحوثيين للانتشار واستحداث تحصينات ومحاولة تغير خطوط التماس في المدينة المشمولة باتفاق سلام هش منذ 18 ديسمبر 2018.
مقايضة قبلية
ولكسر إرادة المقاومة اليمنية ومساعيها تجنب خوض أي معارك جانبية عمد تنظيم الإخوان الإرهابي إلى استخدام مسمى "القبائل" في المحافظة ذات الطابع المدني والأكثر حضورا في المشهد السياسي اليمني في مسعى للمقايضة والابتزاز وتمرير الأجندة المشبوهة.
وبعد أيام من عملية اختطاف القائد الورد واخفائه قسريا وبعد ضغوط من الشرعية والتحالف على الإخوان لإطلاق سراحه، دفع حزب الإصلاح بعناصر قبلية مسلحة لتنظيم احتجاج نادر في الأعراف القبلية وسط مدينة تعز وذلك من أجل تبني مسؤولية الاختطاف للقائد العسكري وللمطالبة بإطلاق سراح محتجز على ذمة دعم الإرهاب منذ أكثر من عام.
كما نفذ الإصلاح حملة إعلامية مكثفة من خلال وسائل إعلام إخوانية ممولة قطريا، تسوق اتهامات ضد قوات المقاومة الوطنية في احتجاز شخص يدعى "توفيق السبئي" وتطالب بلسان القبلية بإطلاق سراحه.
ويقول الرائد في الجيش اليمني، بهاء الصبيحي، إن مليشيات الإخوان تمارس الاختطاف والاخفاء إلى جانب الاغتيالات كأبرز أساليبها الدنيئة للمساومة سياسياً وكورقة ضغط على المناهضين وكل من يقف في وجه المشاريع الاخوانية ولحجب انتهاكات ألوية العسكرية.
وتستهدف مليشيات الإخوان، حسب تصريح الصبيحي لـ"العين الإخبارية"، خلط الأوراق باتهامها لما سمّتهم "القبائل"، وذلك في إطار مخطط إخواني لتوسيع الشرخ الاجتماعي وتغذية الصراعات المناطقية واستغلالها لفرض هيمنتها لتمرير أجندتها التخريبية.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg
جزيرة ام اند امز