70 % من أطفال اليمن محرومون من التعليم
الأطفال الذين ما زالوا يذهبون إلى مدرستهم في صنعاء من المحظوظين.. فلا يزال لديهم معلمون يُدَرِسون لهم.
الأطفال الذين ما زالوا يذهبون إلى مدرستهم في صنعاء من المحظوظين.. فلا يزال لديهم معلمون يُدَرِسون لهم.
فمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تقول إن ما يزيد على 70 في المائة من أطفال اليمن يُحرمون من التعليم بسبب العجز الشديد في المُعلمين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
وأغلقت كثير من المدارس أبوابها والتي لا تزال تعمل منها تعاني من كثافة كبيرة في عدد التلاميذ ونقص في عدد المُدرسين، بسبب الحرب التي فرضها في البلاد انقلابيو الحوثي وصالح.
وقالت ميرتشيل ريلانو، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن، إن أكثر من 166 ألف مُدرس في اليمن، نحو 73 في المائة من المعلمين، لم يتلقوا أي أجور منذ ستة أشهر، الأمر الذي أثر بالسلب على 78 في المائة من المدارس في أنحاء البلاد.
وأضافت ريلانو في مؤتمر صحفي في صنعاء "في الوقت الحالي لدينا أكثر من 166 ألف معلم في البلاد لم يتسلموا رواتبهم منذ أكتوبر/ (تشرين الأول) العام الماضي. وهذا ربما يزيد أو يقل عن 73 في المائة من إجمالي المعلمين في أنحاء البلاد. وهذا معناه أن 78 في المائة من المدارس في البلاد تأثرت أي أن ما يزيد على 13 ألف مدرسة تأثرت (سلبا). وهذا يعني أن أكثر من أربعة ملايين طفل يتأثرون سلبا بالوضع. في الواقع ربما 4.5 مليون طفل يتأثرون بالوضع".
وتأثرت نحو 13 محافظة يمنية بأزمة المدارس، وهو ما جعل غالبية أطفال اليمن عُرضة لخطر عدم إتمام السنة الدراسية والتخلف عن الدراسة.
وأردفت ريلانو "المدارس في البلاد تُغلق أبوابها قبل الوقت المحدد نظراً لعجز المُدرسين. فالمدرسون لم يعد بوسعهم الذهاب للمدارس لأنهم لا يملكون المال لدفع أُجرة انتقالهم بل وعليهم عبء تدبير ما يوفر لهم احتياجاتهم هم وأُسرهم لأنهم لم يتلقوا أي رواتب منذ أكتوبر/ تشرين الأول".
ونقص المُدرسين معناه أن أزمة التعليم العام الماضي في اليمن يمكن أن تتكرر وربما تزداد سوءاً.
والأزمة بدأت العام الماضي حسب ما تقول الحكومة، بعدما نهب الحوثيون البنك المركزي في صنعاء، ما اضطر الحكومة لنقله إلى عدن، وتحاول الحكومة تدبير كل الرواتب، على الرغم مما تقول إنه عرقلة الحوثيين للتحويلات وهو اتهام ينفيه الحوثيون.
ويقول الموظفون الحكوميون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن، إن رواتبهم متأخرة منذ سبعة أشهر، الأمر الذي يزيد صعوبة توجههم إلى أعمالهم لعدم توفر أُجرة المواصلات لديهم، ناهيك عن توفير احتياجاتهم الضرورية لهم وذويهم.
وأوضحت ريلانو أن عدم توفر التعليم في بلد يمزقه الحرب مثل اليمن يمثل خطورة كبيرة على الأطفال.
وطالبت الأمم المتحدة مسؤولي التعليم بتوفير حل عاجل لدفع رواتب المدرسين.
وطالبت ريلانو بتعهد غير مشروط من كل أطراف الصراع بدعم المدرسين اليمنيين وتعليم الأجيال اليمنية القادمة.
ويقول المُدرسون، إنهم لا يمكنهم أن يعيشوا بدون المال.
وقالت مُعلمة في مدرسة محلية بصنعاء تدعى هدى الخولاني "أتكلم باسمي وباسم جميع الموظفين والمدرسين إن الرواتب مش موجودة. الراتب معناه فلوس. الفلوس هي عصب الحياة. بدونها أعتقد الجميع ما يعرفوش يعيشوا. حتكون معاناة..بهدلة. إحنا أصبحنا تقريباً بنشحت".
وجددت الأمم المتحدة ما يزيد على 600 مدرسة في اليمن منذ تصاعد القتال في البلاد في 2015، كما تجري حالياً عمليات ترميم وتجديد لعدد 500 مدرسة.
وقدمت الأمم المتحدة أيضاً مستلزمات التعليم لأكثر من 600 ألف تلميذ، ودربت ألوف المعلمين على تقديم دعم نفسي واجتماعي لتلاميذهم، لمساعدة نحو 400 ألف تلميذ في حاجة لذلك.