قيادي يمني: عراقيل الإخوان لن تتوقف.. ودور السعودية حاسم
حذر قيادي يمني من استمرار عراقيل الإخوان في طريق حكومة الكفاءات الجديدة، الذي توج إعلانها جهد سعودي حاسم ومحوري.
وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح إنه لولا الإصرار الكبير للسعودية ما كان لفرقاء السياسة أن يصلوا إلى تحقيق توافق حول تشكيل حكومة جديدة، تمخضت وسط حمام دم في أعقاب تدخلها الحاسم في إسكات صوت المدافع على الأرض بناء على اتفاق الرياض.
وأشار إلى أن الدور المحوري للأشقاء في التحالف بقيادة السعودية دفع بجميع الأطراف للوصول إلى مستوى عالٍ من تنفيذ مصفوفة اتفاق الرياض وأثمر توافقا، خاصة في خضم محاولات حثيثة من قبل بعض الأطراف داخل الشرعية استهدفت إفشال السلام والاستمرار في الحرب لتعطيل حشد الجهود نحو المعركة الحقيقية مع الانقلاب الحوثي.
وأكد القيادي اليمني، في حوار مع "العين الإخبارية"، أن الخطوات الأكثر أهمية وعبدت الطريق نحو خروج تشكيل الحكومة إلى الضوء برزت عقب ما تم إنجازه في الشق العسكري وفقا لاتفاق الرياض، ووقف نزيف الدم والفصل بين القوات المتحاربة بفعل الجهد الكبير لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة الإمارات الفاعلة.
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي قدم مرونة مسؤولة في تنفيذ الشق العسكري ومثلها على طاولة المفاوضات، كما قطع بالتزامه في تنفيذ بنود آلية تسريع اتفاق الرياض وإعادة نشر القوات العسكرية بين العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين الطريق أمام أي مساعٍ إرهابية لنسف الاتفاق بعد عام من إبرامه.
ووفقا لصالح فإن المجلس الانتقالي نفذ "ما عليه في الشق العسكري بإعادة تموضع قواته العسكرية خارج عدن وانسحابها من خطوط التماس في أبين، بناء على خارطة انتشار قدمها التحالف العربي وحددت التموضع في مواقع معينة.
وأشاد بتوفيق قوات التحالف بإشراك ألوية "العمالقة" القوة الضاربة في القوات الجنوبية والأكثر حضورا في مسرح المواجهات مع مليشيات الحوثي الانقلابية للعمل كقوة حفظ سلام بين القوات المناهضة للمتمردين، ونشر حواجز للتفتيش والمراقبة.
كما أعادت فتح وتأمين الخط الدولي الحيوي والشريان الرئيسي الواصل بين العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت بعد تموضعها في أبين على بحر العرب.
وأعرب المسؤول في المجلس الانتقالي عن تقديره للجهود السعودية، مؤكدا الحفاظ على ما تم تحقيقه والعمل لإنجاح الاتفاق والوصول به إلى بر الأمان والانتصار لأهدافه المرجوة، انطلاقا من قاعدة "التوافق" التي قام عليها اتفاق الرياض بين المكونات الموقعة عليه.
أولويات المرحلة
نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي اعتبر أن معالجة الملف الاقتصادي والتغير في إدارة الجانب العسكري، أهم ملفين في قائمة أولويات المرحلة سواء من قبل الحكومة الجديدة أو القوى السياسية أو تحالف دعم الشرعية، وذلك لإنقاذ الوضع المعيشي واستعادة نقاط القوة في المعركة مع الانقلاب الحوثي حال أي تفاوض شامل.
وأوضح صالح أن الوضع الاقتصادي تعرض لسياسات تدميرية اتبعتها أطراف معينة في الحكومات السابقة، وتسببت في إرهاق كاهل الناس، تزامنا مع حرب لا تنتهي للمليشيات الحوثية لضرب هذا الملف المرتبط بحياة اليمنيين شمالا وجنوبا.
وتابع القيادي اليمني أن "إنقاذ الشعب مما يعانيه من أزمات اقتصادية خانقة بفعل انقطاع المعاشات وارتفاع الأسعار وتدهور كبير لقيمة العملة المحلية، وتردي مستوى الخدمات هي الألوية الأولى".
فيما الثانية تكمن في مهمة الحكومة الجديدة في رسم برنامج ناجع للملف العسكري، يستهدف حشد كل القوى وتوحيدها وتصويب معركة الجميع الحقيقية بعيدا عن جنوب اليمن، وتتمثل في مواجهة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي تتربص بالجميع.
العراقيل الإخوانية
ولا تزال المخاوف من اختلاق الإخوان لعقبات جديدة قائمة بشكل كبير في أعقاب سياسة توزيع التوجهات التي اعتمدها حزب الإصلاح (الرافعة السياسية للتنظيم الدولي الإرهابي) للاستحواذ على حصص الأحزاب ومراكز القوى الأخرى.
ولم يستبعد القيادي في المجلس الانتقالي أن يعمل الإخوان وحلفاؤهم على زرع خنادق مفخخة في طريق الحكومة برئاسة الدكتور معين عبدالملك، مستغلة نفوذها وسيطرتها الكبيرة في مفاصل مؤسسات الدولة.
وحسب منصور صالح فإن تغلغل الإخوان خلال السنوات الماضية أسهم في اختطاف قرار الشرعية، ووصل حده إلى استغلال مؤسسة الرئاسة لصالح مشروعها التدميري.
واختمم حديثه بقوله "هناك جماعات معارضة لاتفاق الرياض والمتمثلة بجماعة الإخوان ومن يمشي في ركابها تخلق فخاخا كبيرة لإفشال مهام الحكومة الجديدة".