تأهب يمني لمواجهة موجة ثانية من كورونا
رفعت الصحة اليمنية الجاهزية في كل المرافق الطبية لمواجهة موجة ثانية من كورونا عقب ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة.
وأعلنت اللجنة اليمنية العليا لمواجهة وباء كورونا، الأربعاء، إحصائية جديدة تضمنت تسجيل 34 حالة إصابة في 5 محافظات تخضع للحكومة المعترف بها دوليا ويعد أكبر عدد خلال الموجة الثانية التي تضرب البلد الغارق في الحرب.
وأوضحت اللجنة الوطنية في بيان أن محافظة حضرموت تصدرت المحافظات اليمنية بواقع 14 حالة إصابة، يليها العاصمة المؤقتة عدن بنسبة 12 حالة و4 إصابات في محافظة تعز و4 حالات في محافظتي الضالع وشبوة جنوبي البلاد.
وأشارت إلى تسجيل 4 حالات وفاة وحالة تعافي واحدة، فيما بلغ إجمالي الحالات المؤكدة في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا 2221 منها 624 حالة وفاة و1433 حالة تعافي.
ووجهت وزارة الصحة اليمنية، الثلاثاء، كل المستشفيات ومكاتب فروع الصحة في المحافظات غير الخاضعة للانقلابيين الحوثيين، برفع مستوى الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى داخل المرافق الطبية، وعزل الحالات المشتبه بها والإبلاغ عن الحالات المؤكدة.
وشددت الوزارة في وثيقة رسمية، حصلت "العين الإخبارية" نسخة منها، على تفعيل دور التقصي الوبائي وتقييم وضع مراكز العزل والمختبرات المركزية ووحدات PCR لمواجهة الثانية من فيروس كورونا.
في الصدد ذاته، أعلن مركز العزل في محافظة شبوة الجاهزية لاستقبال حالات الإصابة للموجة الثانية من فيروس كورونا.
وأشار مكتب الصحة في المحافظة النفطية، إلى إكتشاف 28 حالة اشتباه بكورونا منها 10 حالات وفاة و4 حالات إيجابية منذ بداية العام الجاري.
وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومراكز الدراسات المعنية من كارثة إنسانية لتفشي جولة جديدة محتملة من وباء كورونا في البلد الفقير الغارق بالحرب ويفتقر لنظام صحي متماسك.
وبحسب مركز الإمارات للسياسات، توفي آلاف اليمنيين بسبب الوباء، في الموجة الأولى إثر عجز النظام الصحي عن استيعاب كل الحالات المشتبه بها، واضطرار عدد كبير، إن لم يكن العدد الأكبر من الحالات، للبقاء في المنازل تحت رعاية ذويهم بانتظار التعافي أو الموت.
وقال المركز في ورقة بحثية الشهر الماضي إن غالبية اليمنيين (نحو 70%) هم من سكان المناطق الريفية ويسكنون تجمعات متباعدة في السهول وبطون الجبال، ويصعب معرفة ما يجري فيها لأنها بعيدة عن الإحصاءات الرسمية وعن وسائل الإعلام.
وحذرت الورقة البحثية من تحول اليمن إلى بؤرة إقليمية للجائحة إثر هشاشة النظام الصحي، مشددا على ضرورة التفاعل الرسمي مع هذا الوباء ومواجهته كعامل حاسم باتجاه تخطي البلاد خطر كورونا.
وأوضحت أن التوصل إلى لقاح للفيروس قلّل من المخاوف وبعث الاطمئنان حول العالم، لكن اليمن بالنظر إلى ظروفه، سيواجه بالتأكيد صعوبةً في الحصول على الكمية التي يحتاج إليها من اللقاحات، حتى تحت مظلة مبادرة "كوفكس" الدولية، فقد لا يحصل في أحسن الأحوال إلا على 20% من احتياجاته.
وانتقدت ورقة العمل تسيس مليشيات الحوثي وطريقة تعاملها مع الأزمة، واعتبار الوباء، من قبيل "مؤامرةً أمريكية صهيونية"، وتلفيق التهم للتحالف والمنظمات الدولية الإنسانية وموظفيها بإدخال الفيروس للبلاد.
ويعتمد الحوثيون بالفعل سياسة تعتيم إعلامي حتى اليوم، ولا يزالون يحجبون البيانات الخاصة بانتشار الوباء، كما تتحكم المليشيات في الاختبارات وعدم إعلان النتائج إلا إذا كانت سلبية، بزعم تفادي حدوث ذعر بين السكان.
وطبقا للمركز فقد تبنت مليشيات الحوثي سياسة عنيفة في تتبع الحالات، حيث "كانوا يرسلون مليشيات مسلحة إلى منازل الأشخاص الذين يعانون من الأعراض، وحوّلوا الإصابة بالفيروس عموماً إلى وْصمة" ما أثار مخاوف السكان ودفعهم لحجب الإبلاغ عن الحالات المشتبهة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز