اليمنية في عهد الحوثيين.. مقتولة وأرملة ودرع بشري
في الوقت الذي احتفلت فيه نساء العالم بيوم المرأة، نكأت المناسبة جراح اليمنيات بسبب الانتهاكات الكبيرة التي تعرضن لها من قبل الحوثيين.
حل الثامن من مارس/ آذار 2017 ضيفاً ثقيلاً على المرأة اليمنية، ففي الوقت الذي احتفلت فيه جميع نساء العالم بالحدث البارز، كانت المناسبة مختلفة بالنسبة لليمنيات، حيث نكأت جراحهن بسبب جحم الانتهاكات الكبيرة التي تعرضن لها من قبل الحوثيين، وخصوصاً منذ الانقلاب على السلطة قبل عامين.
وباتت المرأة اليمنية في عصر الحوثيين إما مقتولة أو أرملة لفقدان الآلاف لأزواجهن أو متسولة، بعد أن دفعهن الفقر للخروج إلى الشوارع لمد أياديهن من أجل تحاشي المجاعة.
والتزمت المنظمات الأممية التي تعمل من صنعاء الخاضعة لسلطة الحوثيين، الصمت حيال الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية من قبل الجماعة الانقلابية، ومر الثامن من مارس/ آذار دون أن تطلق أي من المنظمات الدولية أي تقرير لها بشأن ما تعرضت له النساء في اليمن من انتهاكات بشعة.
وكانت المرأة اليمنية هدفاً رئيسياً للانتهاكات الحوثية والقتل المباشر، ووفقا للتحالف اليمني لرصد حقوق الإنسان، فقد قتلت 136 امرأة في اليمن خلال العام 2016، بنيران الحوثيين، 16 منهن لقين حتفهن بالألغام الأرضية التي يزرعها الانقلابيون في أحياء سكنية، فيما أصيبت 2800 امرأة غالبيتهن بتشوهات جراء القصف.
وذكر التحالف في تقريره السنوي الصادر قبل أيام، حصلت "بوابة العين" على نسخة منه، أن محافظة تعز، وسط البلاد، تصدرت الرقم الأعلى في لائحة الانتهاكات، و ذلك بمقتل 107 امرأة.
وإضافة إلى القتل المباشر، كانت النساء اليمنيات عرضة لأبشع أنواع الانتهاكات، وهي استخدامهن كدروع بشرية في مناطق الصراع، ووفقاً لـ"سمية محمد"، وهي ناشطة سياسية، فقد استخدم الحوثيون النساء في مدينة"المخا"، وعدد من الأحياء الخاضعة لسيطرتهم في مدينة تعز، كدروع بشرية وأجبروهن على عدم مغادرة مناطق الصراع من أجل كبح جماح تقدم القوات الحكومية.
وأعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان الأممية، الشهر الماضي، أن الحوثيين قاموا بقنص عائلات في المخا وأجبروهن على عدم النزوج واستخدامهن كدروع بشرية.
وقالت سمية لـ"بوابة العين": "أيضاً في المناطق الخاضعة لسيطرتهم هناك استغلال رخيص للمرأة، حيث يعلنون في أكثر من مناسبة استهداف التحالف لمجالس عزاء نسوية ولا يوجد دليل واحد على ذلك، والسبب فقط أنهم يريدون حشد المزيد من المقاتلين إلى صفوفهم، واقناعهم بأنه يتم استهداف النساء، ويقومون بإظهار صور لأشلاء وأطفال بعضها تم فضحها والتأكد بأنها من مواقع الإنترنت ومناطق صراع عربية".
وخلافاً للقتل، حوّلت الحرب الحوثية آلاف النساء اليمنيات إلى أرامل بعد فقدان أزواجهن، سواء الذين قتلوا بنيران الحوثيين أو الذين تم الزج بهم من أنصارهم في معارك على الشريط الحدودي بالقوة.
وبعيداً عن القتل، انتهك الحوثيون الأعراف القبلية التي تجرم المساس بالمرأة، حيث قاموا بالاعتداء على عشرات الوقفات الاحتجاجية النسوية في العاصمة صنعاء.
وقال ناشطون، إن رابطة أمهات المعتقلين في سجون الانقلابيين واحتجاجات نسوية، تعرضت خلال العامين الماضيين لـ60 اعتداء، تنوع بين الاعتداء بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي، وإطلاق الألفاظ المسيئة والتحرش.
وحسب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، فقد تم توثيق احتجاز 12 امرأة في السجون من قبل الحوثيين، خلال فترة الانقلاب.
ويبدو أن الضرر النفسي كان من أشد الانتهاكات الجسيمة التي نالتها النساء من الانقلاب الحوثي، وقالت طالبة جامعية رفضت الافصاح عن اسمها خشية البطش لـ"بوابة العين": "الجروح التي زرعها الحوثيون في قلوب النساء لن تندمل، المرأة اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية تخشي أن تصبح مقتولة هي وأطفالها، وفي مناطق الحوثيين تعيش في حالة رعب مستمر خشية من اعتقال زوجها وعائل أسرتها الوحيد، أو أن يقومون بسحب أولادها منها وتجنيدهم إجبارياً".