بالصور: يمنيون يواجهون البنادق برسالة سلام موسيقية
مع أزيز الرصاص، ودوي المدافع والصواريخ، باتت أنغام الفن والموسيقى آلة للحياة لشباب اليمن في مواجهة أسلحة الموت.
وعلى أصوات كبار فنانيها، كأمثال: أبوبكر سالم، كرامة مرسال، محفوظ بن بريك وعلي العطاس وعبدالرحمن الحداد؛ يخوض 50 شاب يمني، منهم 25% فتيات، تجربة فن محافظة حضرموت (شرق) لرسم لوحات الحياة بألون التراث الحضرمي اليمني الأصيل.
وأحيت سلسلة فعاليات لوزارة الثقافة اليمنية صوت أنغام الفن والموسيقى من وسط الحرب، وتجسد ذلك عبر الدورة التدريبية المستمرة منذ أيامٍ في مدن حضرموت، بمجال الفن الموسيقي، واستهدفت شباب وفتيات مدينة المكلا، المدينة التي عانت 2016 حرب تنظيم القاعدة الإرهابي.
ولاقت الفعالية التدريبية إقبالاً كبيراً لم يتوقعه القائمين على الفعالية من مكتب وزارة الثقافة ساحل حضرموت، ما يعكس رغبة الشباب اليمني، والحضرمي خصوصاً، بنسيان مآسي الحرب والدمار، واكتساب ثقافة موسيقية وفنية؛ استكمالاً لمشوار التراث الغنائي الذي اشتهرت به حضرموت.
ويتدرب الشباب على دراسة قراءة النوتة الموسيقية وعناصرها الأساسية، وكذا دائرة الرباعيات والخماسيات، والمركبات الأساسية الموسيقية وانقلاباتها.
ويؤكد مدير دائرة الإعلام والنشر بمكتب الثقافة بالساحل، عبدالله باحارثة، أن الدورة انطلقت أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتختتم في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، تندرج ضمن خطة ثقافية فنية نوعية لسلطات حضرموت.
ويشير باحارثة لـ"العين الإخبارية" إلى أن وزارة الثقافة تتجه نحو الاهتمام بفئة الشباب ورعاية إبداعاتهم الفنية المختلفة، وشغل أوقات فراغهم بالنافع والمفيد من المعلومات.
ويضيف أن الخطة تضمنت عددًا من الدورات المماثلة في مديريتي الشحر وغيل باوزير، بالإضافة إلى دورات الرسم التشكيلي والتي تتمحور في مجال تعليم أساسيات رسم الطبيعة الصامتة بالألوان الزيتية، والتي كانت باكورة أعمال المكتب بعد التوقف القسري لكل أنشطة مكتب الثقافة؛ نتيجة جائحة كورونا".
وتابع: "دورة الموسيقى التي أقيمت في مدينة المكلا أتت على خلاف الدورتين السابقتين في الشحر وغيل باوزير، سواءً من حيث محاور الدورة أو عدد المتدربين ونوعيتهم من الشباب من الجنسين".
وأكد باحارثة أن نسبة الفتيات المشاركات في الدورة بلغت 25%، وهذا ما شكّل نقطة مهمة لنا في مكتب وزارة الثقافة ساحل حضرموت بعد سنواتٍ من انحسار مشاركة العنصر النسائي في مثل هكذا دورات واقتصارها على الشباب الذكور.
ويُذكر مدير عام مكتب الثقافة بإرث حضرموت الفني، حيث كانت حاضرةً وبقوة في المشاركات الفنية داخلياً وخارجياً، منذ أكثر من 3 عقود، وتجاوزت في فترات سابقة مجرد تنظيم دورة في الموسيقى أو غيرها من الفنون؛ كونها تحتضن معهدًا للفنون.
حراك ثقافي واسع
وتحدث باحارثة لـ"العين الإخبارية" أن أحد أهداف هذه الفعاليات المتواضعة هي تحريك الساكن الثقافي في المحافظة والوطن عموماً، في ظل حالة الحرب وأصوات الرصاص المنبعثة من فوهات البنادق وآلات القتل.
وأكد أن حضرموت لترسل عبر هذه الفعاليات رسالة السلام عبر الفن والموسيقى، وتداعب أنامل شبابها أوتار النغم واللحن الجميل، على أصوات كبارها كـ"أبوبكر سالم، كرامة مرسال، محفوظ بن بريك وعلي العطاس وعبدالرحمن الحداد" وغيرهم ممن كانت لرسالتهم الفنية وقع إيجابي كبير تخطو بها حدود اليمن.
كما أن من ضمن الأهداف الرئيسة هي إيجاد أرضية صلبة يبني عليها المتدربين أحلامهم وتطلعاتهم من خلال فتح آفاق أرحب أمامهم لتأسيس توجهاتهم المستقبلية؛ ودراسة الموسيقى بطريقة أكاديمية وعلمية معمقة.
وتتجه الحكومة اليمنية لإعادة تفعيل كل الفنون والموسيقى والمسرح والنشاط الإبداعي في المدارس والجامعات في سياق معركة الوعي الوطنية والحراك الثقافي في مواجهة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
واعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، تفعيل النشاط الثقافي وإعادة الروح الثقافية والفنية في عدن وكل المحافظات المحررة ضرورة بالنسبة للحكومة الجديدة في معركة التصدي للمشروع الإيراني وأداته الحوثية، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ny4xNzMg
جزيرة ام اند امز