النفايات البلاستيكية.. ملجأ اليمنيين للهروب من دمار مليشيات الحوثي
أصبح تجميع العلب البلاستيكية والمعدنية أحد أهم مصادر الرزق للعديد من السكان والنازحين في المناطق الساحلية لليمن.
ففي مدينة المخا، غربي محافظة تعز، المطلة على البحر الأحمر، يحرص خالد أحمد هادي، شاب في الثلاثين من العمر على تجميع العلب الفارغة لبيعها لاحقا مقابل مبلغ مالي زهيد لإنفاقه في شراء المواد الغذائية لأبنائه الخمسة.
يقول خالد وهو نازح فر من مدينة الحديدة الواقعة غربي البلاد لـ"العين الإخبارية" ، إنه لم يعثر على عمل كما أن المهنة التي كان يعمل بها سابقا لم تعد مطلوبة، ولم يجد أمامة سوى جمع العلب الفارغة وبيعها على محال التجميع.
حال رضوان، يشبه ما يقوم به خالد وإن كان يقوم بجمع العلب المعدنية، لأنها تدر عليه ربحا مميزا يستطيع من خلاله إنفاقه على أسرته التي نزحت من أعالي مناطق البرج إلى المخا.
يصل سعر الكيلو من المعدن نحو 1500 ريال، أي ما يقارب واحد دولار أمريكي، مقابل 150 ريال للكيلو من البلاستيك.
ويصل حجم ما يستقبله أحد مراكز التجميع في المخا نحو 100 كجم من المواد البلاستيكية والمعدنية فيما يعمل في هذا المجال العشرات في محافظات متفرقة.
تأمين حياة الأسر
في كثير من أوقات النهار، يشاهد أناس يعملون في تجميع العلب بشقيها البلاستيكية والمعدنية ويبيعونها لاحقا لقاء بعض المال، وهو أمر ساهم كثيرا في تنقية البيئة من المخلفات.
يقول نصر وهو عامل آخر في هذه المهنة، لـ"العين الإخبارية"، عندما لا تجد عملا أو أنك غير قادر على الأعمال الشاقة، يكون تجميع العلب الفارغة الطريقة الوحيدة لكسب العيش.
يربح نصر يوميا نحو 5 آلاف ريال، وهو مبلغ زهيد إذ ما قورن بأسعار المواد الغذائية، ومما زاد من ضآلة المبلغ هو تراجع قيمة الريال أمام العملات الأجنبية.
يضيف نصر، كان هذا المبلغ إلى جانب الحصة الغذائية التي استلمتها من إحدى المنظمات الدولية تؤمن عيشا كريما لأسرتي، لكن الانهيار المفاجئ في قيمة الريال غيرت الوضع وزادت من قتامته.
الحوثي يعطل التصدير
في مركز تجميع بمدينة المخا التي تتستحوذ على ميناء شهير كان يوما ما نافذة البلاد لتصدير القهوة إلى العالم، تتراكم كتل المواد المعدنية التي تم ضغطها على شكل مربعات لبيعها لاحقا فيما تنتشر العلب البلاستيكية بكميات كبيرة.
يقول أحد العاملين في مركز التجميع واسمه ناجي لـ"العين الإخبارية" إن هذه الكميات كان يتم شحنها في السابق إلى الخارج عبر الميناء، لكن حرب مليشيات الحوثي أوقفت ذلك.
ومع عودة ميناء المخا للعمل يتطلع ناجي إلى إعادة شحن تلك الكتل المعدنية التي يصل وزن الواحدة منها نحو 50 كجم إلى الخارج لإعادة تدويرها بدلا من نقلها عبر شاحنات إلى مدينة عدن الواقعة جنوب البلاد.
يضيف كان هنا عمال يكسبون رزقهم من هذه المخلفات المعدنية التي يتم تدويرها، ونأمل أن يسهم عودة الميناء للعمل في عودتهم أيضا فيما كانوا يقومون به في السابق.
تدوير النفايات
يختلف الأمر بالنسبة إلى المواد التي يتم تجميعها من البلاستيك إذا أسهم وجود معامل صغيرة في محافظة عدن في استمرار عمليات التدوير داخليا عوضا عن التصدير.
يقول ناجي، من يعملون في تجميع البلاستيك من السهل عليهم بيعها سريعا إذا يتم تجزئتها إلى بلورات صغيرة يتولى ذلك المعمل شحنها كمواد عام إلى مصانع البلاستيك في البلاد.
أما بالنسبة إلى المعدنية، فإنه يتم شحنها إلى بعض الدول وهذا يحتاج إلى جهد آخر في النقل والتصدير عبر ميناء عدن، بحسب ناجي.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز