أنشطة كوريا الشمالية النووية.. مفاعل يونغبيون والرقابة عن بعد
تواصل كوريا الشمالية تطوير أسلحة نووية منذ طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2009، كما تتوالى تجاربها لإطلاق صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى كوريا الشمالية، وهي الآن تراقبها من بعيد، إلى حد كبير من خلال صور الأقمار الصناعية، بهدف الحصول على فكرة عن عدد الأسلحة التي تستطيع إنتاجها.
الرقابة التي تفرضها بيونغ يانغ على برنامجها النووي وتجاربها الصاروخية المتكررة تثير قلق الوكالة الذرية، وكذلك جيرانها خاصة كوريا الجنوبية واليابان، ويزيد الأمر تعقيدا عدم القدرة على إجراء الرقابة اللازمة لبرنامج كوريا الشمالية النووي، إلا "عن بعد".
الرقابة الغائبة
الوكالة الدولية دعت مرارا كوريا الشمالية إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والتعاون، على وجه السرعة، مع الوكالة في التنفيذ الكامل والفعال لاتفاقية الضمانات العالمية الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وحل جميع القضايا العالقة، لا سيما تلك التي ظهرت أثناء غياب مفتشي الوكالة عن البلاد.
وأكدت أنها مستعدة للعودة إلى كوريا الشمالية وتعزيز قدرتها على لعب دورها الأساسي في التحقق من برنامج كوريا الشمالية النووي.
واليوم الإثنين، جدد مدير الوكالة رفائيل غروسي دعوة كوريا الشمالية للامتثال الكامل بالتزامتها الدولية المتصلة ببرنامجها النووي.
وأعرب غروسي في كلمته خلال دورة مجلس محافظي الوكالة في فيينا عن أسفه لاستمرار كوريا الشمالية في أنشطتها النووية غير الخاضعة لرقابة الوكالة، معتبرا ذلك انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وقال إن الوكالة تواصل الحفاظ على استعدادها لأداء دورها الأساسي في التحقق من برنامج كوريا الشمالية النووي، مشيرا إلى أنه أطلع الشهر الماضي مجلس الأمن الدولي على هذه الأمور.
مفاعل يونغبيون النووي
أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "بالغ قلقها" بشأن المؤشرات التي تفيد مواصلة تشغيل كوريا الشمالية لمفاعل يونغبيون النووي.
ويعتقد على نطاق واسع، وفقا للوكالة، أن المفاعل، الذي تبلغ طاقته 5 ميغاوات، أنتج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية، وهو يقع في صميم برنامج كوريا الشمالية النووي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش كوريا الشمالية إلى الامتناع عن أي أنشطة متعلقة بالأسلحة النووية، واستئناف المحادثات مع الأطراف الأخرى المعنية.
وقال الأمين العام إن "الانخراط الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والنزع الكامل والقابل للتحقق من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية."
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها السنوي، إن المفاعل يقوم بتصريف مياه التبريد مما يشير إلى أنه يعمل.
وقال تقرير سابق إن مدة عمل المفاعل تشير إلى أنه تم التعامل مع مجموعة كاملة من الوقود المستهلك، على عكس معالجة النفايات أو الصيانة واللتين تتطلبان مدة زمنية أقصر.
وقالت الوكالة إن "المؤشرات الجديدة لتشغيل المفاعل ومختبر الكيماويات الإشعاعية (إعادة المعالجة) مقلقة للغاية"، وتعد وانتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال التقرير أيضا إن هناك مؤشرات تدل على حدوث أنشطة التعدين والتركيز في منجم ومصنع لليورانيوم في بيونغسان.
النشاط التشغيلي في مفاعل يونغبيون بدأ مجددا منذ ديسمبر 2018، بعد أشهر من لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في سنغافورة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
معلومات شحيحة
الرقابة الإعلامية الصارمة التي تفرضها كوريا الشمالية تجعل المعلومات عن مفاعل يونغبيون شحيحة.
يدير المفاعل مركز يونغبيون للأبحاث العلمية النووية الذي بدأ العمل في 1987، ويقع في مقاطعة نيونغبيون في مقاطعة بيونغان الشمالية، على بعد 90 كم من بيونغ يانغ.
أنتج المركز المواد الانشطارية التي استخدمت في تجارب الأسلحة النووية الكورية الشمالية في 2006 و2009، ومنذ 2009 يعمل المركز على تطوير تقنية مفاعلات الماء الخفيف لمحطات الطاقة النووية.
وفي 2 أبريل/نيسان 2013 أعلنت السلطات الكورية الشمالية عن إعادة تأهيل كل منشآت المركز والتي من بينها مفاعل بقوة 5 ميغاواط ومصنع لتخصيب اليورانيوم على خلفية أزمة في شبه الجزيرة الكورية.