"التارجت" يدفع مصانع كوريا الشمالية لبيع البطاطا الحلوة
أهداف الإنتاج تدفع مصانع كوريا الشمالية لبيع البطاطا الحلوة للحصول على تمويلات تمنحها ضمانات تحقيق "التارجت" المنشود.
وتشتد حاجة شركة "توكشون موتور" التي تديرها الدولة في البلد الآسيوي إلى المال لشراء المواد الخام، حتى تتمكن من تصنيع ما يكفي من السيارات والشاحنات وقطع الغيار لتحقيق أهداف الإنتاج التي حددتها الدولة.
وقالت مصادر محلية لإذاعة "آسيا الحرة" إنه من أجل ذلك، أقامت الشركة أكشاك أغذية أمام بواباتها لبيع البطاطا الحلوة المشوية لجمع الأموال.
وتقوم شركات أخرى تديرها الدولة بالأمر نفسه، حيث تبيع مجموعة من المواد الغذائية من الكستناء إلى الفاكهة، على أمل جني ما يكفي من الأموال لشراء ما يحتاجونه.
صعوبات!
واعتبرت إذاعة آسيا الحرة في الأمر مثالا آخر على كيفية عمل اقتصاد كوريا الشمالية المتعثر الذي تديره الدولة.
وقال أحد المقيمين في بيونغان الجنوبية -شريطة عدم كشف هويته لأسباب أمنية-: "لا يبيعون البطاطا الحلوة المشوية والكستناء المشوي فحسب" في تلك المصانع، "لكن يبيعون أيضًا الخبز والسجائر والفاكهة بأسعار تراها في الأسواق. كما لو أنهم يبيعون بمتجر غذاء عام".
وتوقف الإنتاج بالمصانع الكورية الشمالية عندما أغلقت السلطات الحدود مع الصين مطلع 2020 لدى بداية جائحة كوفيد-19. وأدى ذلك إلى قطع واردات المواد الخام وأشكال أخرى للتجارة بين البلدين.
واستؤنفت التجارة المحدودة عبر الحدود منذ ذاك الحين، لكن لم يعد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وفي مطلع 2023، عرضت السلطات في بيونغ يانغ خطة اقتصادية من 12 نقطة للعام الجديد، وهددت المسؤولين في الشركات التي تديرها الدولة بأنهم سيواجهون مساءلة إذا لم يؤدوا دورهم في بلوغ تلك الأهداف.
وكان العامل الأساسي في هذه الخطة أن تبدأ المصانع من جديد، لكن بدون تمويل الحكومة لشراء المواد الخام.
وتضغط السلطات على الشركات المصنعة لجني الأموال الخاصة بها لشراء المواد التي تحتاج إليها، ما دفعها لبيع المواد الغذائية الأساسية، بحسب المصادر.
ويعتبر مجمع شركة "توكشون موتور"، الذي يقع في بيونغان الجنوبية، أحد أكبر مواقع التصنيع في كوريا الشمالية التي تديرها الدولة. وجرى إنشاؤه عام 1958، ويضم الآن 9 مصانع.
"تارجت"
وفي عام 2017، أمر زعيم كوريا الشمالية جيم جونغ أون الشركة بإنتاج نوع جديد من الشاحنات سعة 5 أطنان، ولذا أعيد تجديد خطوط التجميع وتحديثها لتحقيق هذه الغاية.
لكن، بحسب المصادر، تراجعت المبيعات والإنتاج بشدة عام 2020، ولم يكن لدى المصنع المال لشراء إمدادات ومواد خام.
وقال مصدر: "منذ بداية هذا الشهر، تم وضع منصة للبطاطا الحلوة المشوية أمام بوابة كل مصنع في مجمع توكشون موتور".
وتابع: "أنشأ المديرون بكل مصنع في المجمع منصة لبيع البطاطا الحلوة المشوية، قائلين إنهم سيستخدمون الأرباح لتجهيز المواد والأموال لإنتاج قطع غيار وإطارات السيارات".
كما بدأت المصانع في مجمع نامهونغ يوث بنفس المقاطعة تشغيل أكشاك طعام، بحسب ما قاله مصدر آخر لإذاعة آسيا الحرة، شريطة عدم كشف هويته.
ويوجد بالمجمع 3 آلاف موظف، وكان ينتج المواد الكيميائية والأسمدة ومياه الصودا منذ السبعينيات.
لكن أثرت أكشاك المواد الغذائية التي تديرها تلك المصانع على أعمال العديد من العائلات التي تدير أكشاكا صغيرة في الأسواق التي تمثّل عنصرا أساسيا في اقتصاد كوريا الشمالية.
وبما أن الوظائف الحكومية لا تقدم أجورا تكفي لتلبية متطلبات الحياة، تضطر معظم العائلات إلى الاتجاه نحو إدارة أعمال جانبية لجني دخل إضافي.
وقالت المصادر إن البطاطا الحلوة التي تبيعها المصانع تتمتع بجودة أفضل من تلك التي تباع في الأسواق، وبالتالي فإن أكشاك المصانع ستقلل بشكل شبه مؤكد مبيعات البائعين، الأمر الذي جعل الكثير من الناس مستائين.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز