يوشيهيدي سوجا.. ابن المزارع يجني أهم منصب باليابان
سيرة ذاتية لرئيس الوزراء الياباني الذي لا ينتمي إلى عائلة سياسية وبدأ حياته من الصفر
لا ينتمي إلى عائلة سياسية، والده كان مزارع فراولة، كتوم هادئ الطباع، محارب ضد البيروقراطية، براجماتي محايد، عصامي بدأ حياته من الصفر حتى أضحى الآن على هرم السلطة لإحدى أكبر دول العالم تقدما.
إنه يوشيهيدي سوجا الرجل صاحب الـ71 عاما الذي انتخبه البرلمان الياباني اليوم الأربعاء، ليتولى رئاسة الحكومة خلفا لشينزو آبي بعد فوزه بالانتخابات الداخلية للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم قبل يومين بأغلبية ساحقة ليتولى رئاسته.
وعلى نقيض كثيرين في الحزب الليبرالي الديمقراطي المحافظ، فإن سوجا لا ينتمي لعائلة سياسية، ووالده كان مزارع فراولة في منطقة أكيتا الريفية بشمال اليابان.
وبدا سوجا متفاخرا بنشأته البسيطة في خطاب له عند قبوله ترشيح الحزب له لقيادته، حيث ذكر أنه بدأ حياته "من الصفر" قائلا: "أن يتمكن شخص عادي مثلي من التقدم ليصبح في هذا المنصب لرئاسة مجلس الوزراء، فهذه هي ديمقراطية اليابان، أليس كذلك؟".
ولم يكشف إلا في مناسبات معدودة عن جوانب من حياته الشخصية، مبقيا عائلته بعيدا عن الأضواء.
لكنه كشف في مقابلات بأنه يبدأ وينهي يومه بـ100 حركة رياضية لشد عضلات المعدة، وبأنه لا يستطيع مقاومة شطائر البانكيك.
وبعد المدرسة الثانوية انتقل إلى طوكيو وزاول أعمالا مختلفة، ليتمكن من سداد قسط الجامعة الليلية، قبل أن يتبوأ أول منصب عام له في 1987 بفوزه بمقعد في المجلس البلدي ليوكوهاما قرب طوكيو.
وفاز شوجا بمقعد في مجلس النواب عام 1996 وطالما أبدى الدعم لآبي ودفعه للترشح لولاية ثانية رغم ولاية أولى كارثية استمرت عاما واحدا.
وعندما تحدى آبي العقبات وعاد لرئاسة الحكومة في 2012، عيّن سوجا أمينا عاما للحكومة، وهو المنصب الذي يُعتقد أنه ساعده في الدفع لتطبيق العديد من قرارات آبي التاريخية، ومن بينها تخفيف القيود على العمال الأجانب.
وقُرب سوجا من آبي يعني أن يُنظر إليه كشخص قادر على التحدث بصراحة مع رئيس الوزراء، ونصحه بعدم القيام بزيارة مثيرة للجدل في 2013 إلى نصب ياسوكوني في طوكيو، الذي تعتبره العديد من دول الجوار رمزا لماضي اليابان الاستعماري.
وفيما تجاهل آبي النصيحة مثيرا غضبا إقليميا وتوبيخا أمريكيا قلما يحدث، لم يكرر زيارة النصب علما بأن أعضاء في حكومته قاموا بذلك.
براجماتي محايد
ويقول خبراء إن سوجا شخص براجماتي أكثر منه عقائدي، وينظر إليه العديد من المشرعين في التيارات السياسية داخل الحزب الليبرالي على أنه شخصية محايدة.
لكن صورته الهادئة حصلت على دفعة العام الماضي مع الإعلان عن حقبة إمبراطورية جديدة بمناسبة تولي الإمبراطور ناروهيتو العرش.
والإثنين الماضي، فاز سوجا بالانتخابات الداخلية للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، لكي يصبح رئيسا جديدا للحزب، ووعد بمواصلة سياسة سلفه الذي كان يتولى السلطة منذ نهاية 2012.
وأعلن آبي، أكثر رؤساء وزراء اليابان بقاء في السلطة الشهر الماضي، استقالته بسبب سوء حالته الصحية، منهيا فترة استمرت نحو ثماني سنوات.
ويواجه رئيس الوزراء الجديد مجموعة من التحديات بما في ذلك إنعاش الاقتصاد المتضرر من أزمة فيروس كورونا.
تحديات لم يغفلها سوجا في برنامجه، حيث أكد على أن إنعاش الاقتصاد أولوية مطلقة يماثلها الحد من انتشار الوباء العالمي.