بموضة "صنع في الصومال".. مصممون يتحدّون أزمات السياسة
الأزمات السياسية في الصومال لم تمنع مجموعة من مصممي الأزياء الشباب من إنتاج أزياء تحمل شعار "صنِع في الصومال".
لم تمنع الأزمات السياسية التي عانت منها الصومال خلال العقود الأخيرة، مجموعة من مصممي الأزياء الشباب من إنتاج أزياء تحمل شعار "صنِع في الصومال".
وقالت المصممة الصومالية الشابة حواء عدن حسن: "لطالما كانت الموضة حلماً يراودني"، مضيفةً: "على صعيد الملابس تبقى الخيارات محدودة، فمن جهةٍ ثمة ملابس غالية الثمن مستوردة وموجّهة للميسورين، ومن جهة أخرى هناك ملابس مصنّعة محلياً".
وتسعى حواء ومصممون شباب آخرون إلى تغيير هذا المعطى من خلال موضة "صنِع في الصومال".
وبدأت حواء حلمها خلال صف الرسم في المدرسة، حيث كانت تميل أكثر إلى رسم الملابس وليس المناظر الطبيعية والحيوانات، ومن ثم درست الخياطة بغية تحويل رسوماتها إلى ملابس فعلية.
وأكدت: "أدركتُ أنه بإمكاني التخصّص في هذا المجال.. كنت أشاهد برامج الموضة عبر التلفزيون، وفي كل مرة أحاول أن أفهم أفكار المصممين وأرسم ما رأيته".
وبرنامج حواء المفضّل "بروجكت رانواي" الأمريكي لتلفزيون الواقع، الذي تقدّمه عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم.
في مشغلها الواقع داخل منزلها، ترسم حواء عباءات جديدة وحجابات بإدخال تعديلات على قصاتها وألوانها، ويساعدها والدها الخياط وشقيقتها الكبرى في القص والتنفيذ، بينما تعتمد على شقيقها البكر في المشروع حتى يعينها في شراء الآلات.
وذكرت حواء بفخر: "أكسب عيشي من خلال هذا النشاط"، وهي لا تكترث لاعتداءات وحوادث إطلاق النار المنتظمة في المدينة وتصفها فقط بأنها "مصدر إزعاج" من شأنها تأخير عمليات تسليم الملابس.
وكذلك منى محمد عبدالله، مصممة أزياء أخرى حدّدت لنفسها مهمة جعل الصوماليين يختارون الإنتاج المحلي، إذ قالت الشابة (24 عاماً) بأسف: "يأتي إلى متجري أشخاص وعندما يدركون أن الملابس صممت وأنتِجت محلياً يغادرون، لأن لديهم فكرة سلبية عن الملابس المصنعة في البلاد".
وعلى غرار حواء، تدرّبت منى بنفسها، مشدّدة على الأمور التي تميزها عن الخياطة العادية، وأوضحت بثقة: "مصمم الأزياء يبتكر ملابس لها قصة، فيما الخياط يخيطها من دون أن يفكر وهو يكتفي بالنسخ".
وغالبية زبونات حواء ومنى من الشابات مثلهما وميسورات الحال نوعاً ما.
ويطمح عبدالشكور عبدالرحمن آدم إلى تحقيق أحلامه أيضاً، إلا أن الشاب البالغ من العمر 19 عاماً يواجه عبء التقاليد.
وأفاد الشاب النحيل الذي دخل عالم الموضة بعدما شاهد عروض أزياء عبر التلفزيون: "في الصومال من الصعب جداً لشاب أن يصبح مصمم أزياء، فالناس يعتبرون هذا المجال مخصّص للمرأة"، لكن رغم ذلك يصرّ عبدالشكور على مواصلة الدرب وتصميم أزياء الرجال والنساء معاً.
aXA6IDE4LjIxNi4yNTAuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز