يوسف داود.. المهندس الذي بنى مجده الفني بالضحك

في مثل هذا اليوم، 24 يونيو، تحل الذكرى 13 لوفاة الفنان يوسف داود، أحد الأسماء اللامعة التي حفرت مكانها في تاريخ الكوميديا المصرية.
لم يكن يوسف داود، ممثلًا من البداية؛ فقد تخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء عام 1960، وبدأ حياته المهنية كمهندس، إلى أن شهد منتصف الثمانينيات نقطة تحوّل كبيرة، حين لمع نجمه في العرض المسرحي "زقاق المدق"، حيث لفت الأنظار بقدرته التمثيلية، وبدأت بعدها مسيرته الفنية في التصاعد.
أحد أبرز محطاته الفنية كانت في التعاون المستمر مع الفنان عادل إمام، حيث شاركه في مجموعة من أشهر أعماله السينمائية مثل "زوج تحت الطلب"، "كراكون في الشارع"، "سلام يا صاحبي"، و"النمر والأنثى"، إلى جانب أدواره المسرحية المتميزة في "الواد سيد الشغال" وغيرها. كما انتقل بنجاح إلى شاشة التلفزيون، ليصبح من الوجوه التي تعلق بها الجمهور عبر أدوار متنوعة تميزت بخفة الظل والاتزان في الأداء.
ورغم حضوره الكوميدي اللافت، عُرف يوسف داود بأداء شخصيات متوترة أو صارمة، وهو ما يعكس براعته في تقمص الأدوار على النقيض من شخصيته الحقيقية، التي كشفت ابنته دينا أنها كانت هادئة وعاشقة للكتب والفنون. وأشارت في تصريحات صحفية إلى أنه كان يحب الرسم والنجارة، ويحرص على عزل أسرته عن ضغوط المجال الفني.
كما خدم داود في القوات المسلحة لمدة 7 سنوات خلال فترة الحرب، وهي تجربة تركت أثرًا في شخصيته لكنها لم تنل من خفة دمه أو هدوءه، الذي حمله معه حتى نهاية حياته في عام 2012.