شباب عدن.. البحث عن التمكين والسلام رغم أوجاع الحرب
الشباب أساس الأوطان وعمادها، وهو ما تنبهت له المنظمات والسلطات المحلية في مدينة عدن اليمنية، وسعت إلى تحويله إلى واقع، عبر مشروع طموح.
المشروع عبارة عن إشراك الشباب في عملية بناء السلام في مديرية دارسعد، شمال مدينة عدن، والتي تشتهر بأنها من أكثر المديريات اضطرابا؛ بسبب تفشي الفقر، وهو ما تفاقم مؤخرا، مع توافد آلاف الأسر النازحة.
وتنفذ المشروع مؤسسة "ألف باء.. مدنية وتعايش"، بالتعاون مع السلطات المحلية بمديرية دارسعد، عبر إشراك الشباب في عملية بناء السلام والحياة المدنية.
مراحل المشروع
مساعد البرامج في مؤسسة "ألف باء مدنية وتعايش"، ومدير مشروع إشراك الشباب في بناء السلام، هشام أسامة، أشار إلى أن المشروع بدأ منذ شهر أغسطس/آب 2021، ويستمر حتى أبريل/نيسان 2022.
وأضاف أسامة لـ"العين الإخبارية" أن المشروع بدأ بتنفيذ جلسات نقاشية، بين شباب من مديرية دارسعد تم اختيارهم عبر مقابلات شخصية، وبين السلطة المحلية بالمديرية، بهدف مناقشة أوضاع الشباب بالمديرية، والمقاربة بين الجهتين، واستعراض مشكلات الشباب، والاستماع من السلطات المحلية عن رؤيتها في تقديم الحلول والمعالجات.
وأشار إلى أن المرحلة التالية من المشروع عبارة عن "تدريب وتأهيل" يستهدف الشباب في مجال بناء السلام وحل النزاعات وآليات الوساطة. وعقب ذلك، سينفذ الشباب أنشطةً في كل المجالات، رياضية أو ترفيهية أو اجتماعية، متضمنة ما تم تناوله من محاور في التدريب، بما يخدم بناء السلام والتعايش والمدنية بالمديرية، ومعالجة الأوضاع التي تعيشها، بحسب هشام أسامة.
بناء قدرات الشباب
يأتي المشروع في إطار برنامج "مجتمعات يمنية معا أقوى"، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبالشراكة مع منظمة "مجتمعات عالمية". وأكد مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بمديرية دارسعد، زيد الشامي، استعداد السلطات المحلية بالمديرية لتسهيل عمل المؤسسات والمنظمات التي تسعى إلى تطوير الشباب وبناء قدراتهم.
وشدد الشامي على ضرورة الاهتمام بمجالات سبل العيش، وتدريب وتأهيل الشباب في هذه المجالات وإشراكهم في تنمية المديرية، مشيرا إلى اهتمام السلطات المحلية ورعايتها للمشاريع الهادفة إلى تعزيز دور الشباب، في ظل توجهٍ عام بتنمية الشباب وبناء قدراتهم على المدى البعيد.
وكشف الشامي عن الاهتمام بتفعيل دور اللجان المجتمعية، في ظل انتشار الفقر بدارسعد، واستثمار طاقات الشباب المؤهلين لتنمية المديرية.
تعزيز السلام
من جانبها، قالت المدير التنفيذي لمؤسسة "ألف باء.. مدنية وتعايش"، بهية السقاف، لـ"العين الإخبارية" إن المشروع يأتي بهدف تمكين الشباب في دارسعد ودمجهم في عملية بناء السلام، مضيفةً أن المشروع يستهدف خمسين شابة وشابة من أبناء المديرية.
ولفتت إلى أن المشروع يأتي ضمن إشراك الشباب في الحياة المدنية، ويهدف إلى مناقشة واقع الشباب بمديرية دارسعد واستشراف المستقبل، تمهيدا لتوفير احتياجات تدريبية مناسبة في مرحلة التأهيل، على أن يلي عملية التأهيل، تكليف الشباب المشاركين بتنفيذ أنشطة مجتمعية ومحلية تُشركهم في الحياة المدنية، وتعزز عملية السلام المجتمعي، كمخرجات نهائية للمشروع.