"جمعة فرح".. مبادرة شبابية لمواجهة الصدمات النفسية في غزة
مبادرة جمعة فرح تشمل التنشيط العقلي والحركي، حيث يتم تقديم لوحات فنية تمثيلية لشخصيات مشهورة مثل توينزي، وفقرات توعوية لعمو عموش ومروش.
لحظات مفزعة متكررة يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، خاصة الأطفال، جراء أصوات الانفجارات والأحداث الساخنة حولهم؛ لذا أطلق مجموعة من الشباب مبادرة للتخفيف من معاناتهم، ومواجهة الصدمات النفسية التي يتعرضون لها.
مها الريس، طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، كانت تتبول لا إرادياً بعد كل قصف، وتفزع بشدة وترفض النوم في غرفتها مع شقيقتها، ومنذ أن رأت عمو عموش ومروش في مبادرة "جمعة فرح" تغيرت أحوالها، وفهمت أن الحياة ممكنة بدون فزع.
وقال منذر ياغي، البالغ من العمر 30 عاماً، وهو منسق مبادرة "جمعة فرح" لـ"العين الإخبارية": "مبادرة (جمعة فرح) شبابية، تم إطلاقها من قبل 3 أشخاص، ومن ثم تطورت في عام 2014 بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة".
وأضاف: "توسعت الفكرة بإيجاد دعم لها من قبل (مركز فلسطين الصدمة في بريطانيا)، وأنشطتها بدأت بالتجوال على المدارس والحارات والمستشفيات، والمراكز المعنية بالأطفال، لتنظيم جلسات تفريغ نفسي".
وأوضح: "كوني متخصص في هذا المجال، شكلت فريقاً من 10 أشخاص، لكل واحد منهم له تخصصه ضمن المبادرة، وأثبتت المبادرة أهميتها، فالتمارين التي نطبقها في المدارس أعطت نتائج إيجابية، وتم اكتشاف العديد من الحالات النفسية التي تحتاج إلى علاج من الصدمات".
وتابع "ياغي": "مبادرة جمعة فرح تشمل التنشيط العقلي والحركي، حيث يتم تقديم لوحات فنية تمثيلية لشخصيات مشهورة مثل توينزي، وفقرات توعوية لعمو عموش ومروش، وبرنامج مسابقات، ومسرح الدمى، والحكواتي، وكل ما يمكن أن يستفيد منه الطفل نسعى لاستخدامه واستحضاره".
واستطرد: "قد نضطر أحياناً إلى إدخال أفراد من عائلات الأطفال ضمن برامجنا لمساعدتهم نفسياً، وخلال السنوات الخمس من عمر المبادرة شاركنا في العديد من الكرفانات، وهذه السنة سيكون لنا كرفان في يوم الطفل الفلسطيني، يستهدف الأطفال الذين تم مساعدتهم نفسياً لتجاوز الصدمات وإعادة تأهيلهم المجتمعي".
وقال "ياغي" إن قطاع غزة يعج بالأفكار الخلاقة، والطاقات البشرية المميزة، ولكنها تفتقد إلى من يرعاها ويهتم بها ويجعلها واقعاً، مضيفاً:" المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة ليس مستقراً من الناحية الأمنية، وهذا الاضطراب ينعكس سلباً على المزاج الفردي للمواطن، ويدخل البعض في حالة صراع نفسي يشل حركته أحياناً ويجعله عنصراً معطّلاً للحياة".
وتابع: "لذا نجد دورنا مهماً كأصحاب مبادرة تعتني بالحالة النفسية للناس، وأنشطتنا يستفيد منها الأطفال والكبار، وقد نفذنا برنامج معالجة لمرضى متلازمة داون والتوحد والتخلف العقلي، ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا، إلا أننا تمكنا من محاصرة الآثار النفسية لبعض الحالات".
وأكد منذر ياغي أن برامج فريقه نفذت بشكل جيد جداً، وشملت 170 ألف طفل في السنوات الـ5 الماضية، والصدمات النفسية موجودة بكثرة في قطاع غزة، و(جمعة فرح) محاولة من شباب يؤمن بنفسه وبقدراته على تحويل السلبي إلى إيجابي والعيش قدر المستطاع باستقرار نفسي، رغم الأحداث والاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال.
وفيما يخص العقبات التي واجهت المبادرة، قال "ياغي": "كانت بعض المدارس تمنعنا من تنفيذ برامجنا فيها، ومع ذلك انطلقنا من بعض الأماكن، ونشرنا مبادرتنا على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، وتوصلنا مع إدارات المراكز المعنية بدعم الطفل حتى اقتنعت الجهات بأهمية ما نقوم به فاستقبلونا".
وأشار "ياغي" إلى أنه من العقبات التي واجهت المبادرة أيضاً التمويل، موضحاً: "يتسبب في بعض المراحل إلى تقليص نشاطاتنا، وبرعاية مركز فلسطين للصدمة في بريطانيا استطعنا تنفيذ أكثر من 350 نشاطاً ضمن فعاليات جمعة فرح".
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز