بيئة
احتجاجات الشباب قد تُغيّر ميزان السردية المناخية (حوار)
هناك حاجة لدعم صوت الشباب في مفاوضات المناخ.
ارتفعت أصوات الشباب في مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية؛ خاصة خلال السنوات الماضية، مع تصاعد أزمة المناخ وانتشار آثارها بين المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم؛ ولأنّ الشباب هم المستقبل، يأتون ممثلين بلادهم؛ لإيصال أصوات مجتمعاتهم وإبراز معاناتهم مع آثار التغيرات المناخية في المؤتمرات المناخية؛ فصارت أدوارهم أكثر تأثيرًا ومحورية في العمل المناخي؛ إذ يساهمون في الضغط على صناعة السياسات عبر مجموعات معتمدة مثل YOUNGO (وهم الشبكة الرسمية للشباب في الأمم المتحدة للمناخ). كما يُقدمون حلولًا وابتكارات علمية تساعد مجتمعاتهم في التكيف مع آثار التغير المناخي، فضلًا عن مساهمتهم في رفع الوعي المجتمعي العام بالأزمة المناخية وكيفية التعامل معها.
وفي هذا الصدد، أجرت "العين الإخبارية" حوارًا حصريًا مع "محمد كمال"، عضو الوفد الشبابي لمنظمة "غرينبيس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى COP30، أخبرنا "كمال" عن المهارات التي يحتاجها الشباب ليكونوا أكثر فعالية في العمل المناخي، كما أخبرنا عن ملاحظته للتقدم في ملفات التفاوض المناخي خلال حضوره لـ COP30، وأبدى رأيه بشأن بعض مخرجات المؤتمر.
إليكم نص الحوار..
1- ما المهارات التي يحتاجها الشباب ليكونوا فاعلين في الحوارات المناخية؟
يحتاج الشباب إلى فهم تقني بسيط، لكن دقيق للملفات المناخية، مثل التكيف والتمويل والخسائر والأضرار، مع قدرة على تحويلها إلى رسائل سياسية واضحة. علاوة على ذلك؛ فإنهم بحاجة إلى فهم أفضل لكيفية تأثير تغير المناخ على مجتمعاتهم واحتياجاتها.
2- ما مدى قدرة مجموعات المراقبين الشباب (Youth Constituency – YOUNGO) على التأثير في مسودات القرارات خلال مراحل الصياغة والتفاوض؟
لدى YOUNGO تأثير غير مباشر، لكنه مهم، وذلك عبر البيانات المشتركة والاجتماعات مع المفاوضين وممارسة الضغط الإعلامي المستمر، وقد تجلى ذلك في دفع ملف التكيف والانتقال العادل على وجه الخصوص في أثناء COP30.
3- برأيك، ما أهمية دمج الشباب في الوفود التفاوضية للدول الأطراف؟
إنّ دمج الشباب في الوفود، يحوّلهم من مراقبين إلى ضاغطين إلى جزء من صناعة القرار. هذا من شأنه أن يعزز المواقف الوطنية ويقربها للواقع وللغة العدالة التي نصبو إليها. إضافة إلى أنّ ذلك يساهم دمج الشباب في الوفود التفاوضية في بناء جيل جديد من المفاوضين على دراية عميقة بملفات المناخ، وليست مجرد معرفة سطحية.
4- هل تظن أن الأطراف قد نجحت هذه المرة في اعتماد قائمة المؤشرات خاصة بالتكيّف؟
بالفعل، تم التوصل إلى اتفاق بشأن بعض المؤشرات الأولية للهدف العالمي بشأن التكيف، وتُغطي تلك المؤشرات بعض المواضيع الرئيسية، مثل: العوامل الاجتماعية والاقتصادية والمياه. ومع ذلك، فإن الاتفاق ضعيف ولا يتضمن مؤشرات تغطي وسائل التنفيذ أو مؤشرات تُمكّن من الحصول على تدفقات تمويلية للتكيف، إلا أنه يفتح الطريق -على الأقل- لمواصلة العمل على مؤشرات التكيف في خلال السنوات القادمة. وقد أظهر هذا أن المفاوضات كانت سياسية أكثر منها تقنية، مما يُظهر كيف يُمكن أحيانًا تجاهل الجوانب التقنية تمامًا في ظل الخلافات السياسية.
5- ما العقبات التي قد تواجه تمويل صندوق الخسائر والأضرار، وكيف يمكن ضمان شفافية وعدالة توزيع التمويل؟
أكبر العقبات هي تردد دول الشمال في التمويل بمنح كافية ومحاولة تحميل القطاع الخاص أو القروض الدور الأكبر، وهذا من شأنه أن يخلق خطر ديون جديدة. تحتاج الشفافية إلى قواعد إفصاح عامة، ومعايير أولوية واضحة للدول والمجتمعات الأكثر تضررًا، ومشاركة فعلية للمجتمع المدني في الرقابة.
6- هل تظن أن احتجاجات الشباب في COP30 للمطالبة بالعدالة المناخية مؤثرة حقًا على مخرجات المؤتمر المنتظرة؟
نعم مؤثرة؛ لأنها تُغيّر ميزان السردية، وتجعل تكلفة التراجع السياسي أعلى أمام الرأي العام. في COP30، ساعدت الاحتجاجات في تثبيت فكرة العدالة ضمن آليات التكيف والانتقال العادل حتى لو النصوص كانت أقل من المطلوب.
7- كيف يختلف السياق السياسي والمناخي المحيط بـ COP30 عن الدورات السابقة، وما الانعكاس المتوقع على مسار التفاوض؟
كان COP30 في قلب الأمازون، ومع ضغط عالمي متصاعد بعد تعثر مسار خفض الانبعاثات، تركزت المفاوضات على "النجاة" عبر التكيف والتمويل بدلًا من الوعود العامة. وظهر الانعكاس في التقدم الذي شهدناه في الانتقال العادل، لكن كان هناك ضعف واضح في ملف الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.