النفط والدولار في مرمى اليوان
![النفط والدولار يواجهان اليوان الصيني](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2018/3/26/62-223659-yuan-denominated-oil-chinese-move-currency-world_700x400.jpeg)
انطلاقة لافتة شهدتها عقود شنغهاي الآجلة للنفط الخام، في بداية تعاملاتها باليوان، فهل تهدد العملة الصينية الدولار؟
انطلاقة لافتة شهدتها عقود شنغهاي الآجلة للنفط الخام، في بداية تعاملاتها، اليوم الإثنين، وسط إقبال محلي وعالمي كبير على توقيع العقود الجديدة.
وتحاول الصين من خلال إطلاق هذه العقود، أن تخطو خطوة جديدة نحو تحويل عملتها إلى العالمية وتداولها في أكثر من بلد كنقد متداول في المبادلات التجارية.
وتشير توقعات خبراء نفط واقتصاد، إلى أن الخطوة الجديدة لبكين، ستجد إقبالا كبيرا من المتعاملين حول العالم، لتصبح عقود شنغهاي ثالث سعر مرجعي، إلى جانب برنت وغرب تكساس الوسيط.
وتعني هذه الخطوة، أن الصين ستحصل على مزيد من النفوذ في تسعير النفط، إذ تعد البلاد ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم بعد الهند وقبل الولايات المتحدة الأمريكية.
خطوة سابقة
وفي ديسمبر/ كانون أول 2015، دخل اليوان الصيني رسميا إلى سلة العملات الرئيسية للاحتياطي الدولي في صندوق النقد الدولي.
ومع دخول العملة الصينية لاحتياطات صندوق النقد الدولي، كعملة رئيسة، فإنها تكون بذلك العملة الخامسة إلى جانب الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والين الياباني واليورو الأوروبي.
ويعد دخول اليوان، نجاحا لاقتصاد الصين التي حاولت على مدى عقود تقوية عملتها بإدخالها معاملات تجارية مع دول أخرى، بعيدا عن الدولار الأمريكي.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، حينها، إن "استمرار جهود الصين وتعزيزها، سيؤديان إلى نظام نقدي ومالي دولي أكثر متانة، سيدعم بدوره نمو واستقرار الصين والاقتصاد العالمي".
مكسب للصين
يقول الخبير الاقتصادي والنفطي وضاح ألطه (عراقي مقيم في الإمارات)، إن دخول الصين لتسعير النفط بعقود شنغهاي الآجلة أمر غير مستغرب.
وأضاف ألطه، وهو عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، في اتصال مع "العين الإخبارية" إن عدم الاستغراب ينبع من كون الصين هي ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم، ومستورد رئيس للغاز كذلك.
واعتبر أن امتلاك الصين للاحتياطات النقدية الكبيرة بالنقد الأجنبي، وامتلاكها احتياطي متين من سندات الخزانة، يعطي المتعاملين نوعا من الأمان.
وسيتداول العقد في بورصة شانغهاي الدولية للطاقة، من الساعة 9 صباحا حتى 11:30 صباحا بتوقيت غرينتش، ومن 1:30 ظهرا حتى 3 مساء، وليلا بين الساعة 9 مساء والساعة 2:30 صباحا.
واستبعد حدوث ردود فعل من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقود عملتها تسعير عقود النفط، ومعظم التجارة العالمية بين الدول.
إلا أن تخوفات مهنية قد تتملك المتعاملين، بحسب الخبير الاقتصادي والنفطي العراقي، تتمثل في تذبذب سعر صرف العملة المحلية للصين (اليوان).
وتابع: "اليوان هي عملة غير مسيطر على سعر صرفها من جانب الحكومة الصينية.. يفترض أن يكون هناك سعر صرف (حر) بعيد عن تدخل الحكومة.
ونوه إلى أن بكين، "نفذت مؤخرا عمليات لتخفيف قبضتها عن اليوان.. لكن التخوف يبقى واردا حتى وإن تم امتصاصه تدريجيا".
واعتبر ألطه، أنه من المبكر الحديث عن تأثر تعاملات ومبيعات النفط بالدولار الأمريكي، "حتى إنه من الصعب أن يصل دخول اليوان حد التأثير على الدولار".
aXA6IDMuMTI4LjIwMy4xNTgg
جزيرة ام اند امز