الصين تعزز مكانة اليوان بزيادة احتياطي الذهب
الصين تحاول تعزيز مكانة البلاد في السوق المالية العالمية وعملتها اليوان بزيادة احتياطي البلاد من الذهب
تُظهر احتياطيات الصين المزدهرة من الذهب، والتي قدرها بعض المحللين بأنها تجاوزت 4000 طن خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، خطة البلاد لتنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي في الوقت الذي انخفضت فيه قيمة العملة الأمريكية فضلاً عن تعزيز مكانة البلاد في السوق المالية العالمية، وفقا للخبراء.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز الصينية" أنه " على الرغم من أن بنك الشعب الصيني- البنك المركزي في البلاد- لم يكشف علناً عن خطط لزيادة احتياطيات الذهب منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016، إلا أن بعض المحللين في السوق، استناداً إلى حسابات على الناتج المحلي والواردات الذهب في السنوات الأخيرة، أشاروا إلى أن إجمالي احتياطيات الذهب فى الصين بلغ نحو 20193 طنا خلال شهر يونيو/حزيران، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع الصناعة المحلية cnfol.com خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال التقرير إن حوالي 16193 طناً من الذهب مملوكة للمواطنين الصينيين بينما يحتفظ البنك المركزي ب 4 آلاف طن.
وهذا العدد يعني أن الصين تجاوزت ألمانيا باعتبارها ثاني أكبر حامل للذهب في العالم بعد الولايات المتحدة التي لديها احتياطيات ذهبية تُقدر ب 8133 طنا، استناداً إلى تقرير نشره مجلس الذهب العالمي.
وأعلن بنك الشعب الصيني عن احتفاظه ب 1.842 طناً من احتياطي الذهب في أكتوبر / تشرين الأول 2016،
وفي يوليو/ تموز عام 2015، وإبريل/ نسيان 2009، بلغت احتياطيات البلاد من الذهب 1658و 1054 طنا على التوالي.
وفى النصف الأول، تم بيع إجمالي 158.4 طن من الذهب فى السوق المحلى بزيادة 51%على أساس سنوي، وفقا للبيانات الصادرة عن جمعية الذهب الصينية.
وقال ليو شيو شى، المحلل البارز فى بنك الاتصالات، لصحيفة جلوبال تايمز، إن البنك المركزي الصيني يتحرك على ما يبدو لزيادة نسبة الذهب فى احتياطي النقد الأجنبي الذي تبلغ قيمته 3 تريليون دولار".
وقال الخبراء إن الصين فى نموها الاقتصادي السريع راكمت ما يكفي من الدولارات للحفاظ على حسابها التجاري، وإن البلاد تتطلع الآن إلى تنويع احتياطها لتجنب المخاطر المحتملة مثل انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وهي أكبر عملة احتياطية في السوق المحلي.
وانخفضت قيمة الدولار الأمريكي بنسبة 9 % فى النصف الأول من عام 2017، مسجلة أسوأ أداء لها منذ عام 1985، وذلك وفقا لما ذكره موقع "وول ستريت".
وقال ليو "على العكس العملات الافتراضية التي تتعرض لعدم اليقين في السوق، يعتبر الذهب وسيلة آمنة ومستقلة نسبياً للتحوط ضد تقلب أسعار الصرف والحفاظ على القيمة الحالية للأصول على الأقل".
وأضاف أنه من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة الأساسي مرة أخرى فى ديسمبر القادم، الأمر الذي قد يدفع اليوان إلى الهبوط.
وقال "في الوقت الحالي، يمكن أيضا زيادة احتياطي الذهب كوسيلة لتخفيف ضغط التراجع اليوان وتحقيق استقرار سعر صرف اليوان".
وقال تشو يينج هاو، المحلل البارز بمركز بكين للتبادلات الذهبية لصحيفة نفسها، إن الاحتياطيات الذهبية الوفيرة يمكن أن تعزز أيضا مكانة الصين فى السوق المالية العالمية وتسرع عملية تدويل اليوان على المدى الطويل.
وأشار إلى أن أحد المعايير التي تحدد ما إذا كانت العملة يمكن أن تؤهل لتصبح عملة متداولة عالميا للقيمة هي كمية الذهب التى تمتلكها البلاد.
وذكر تشو، على سبيل المثال، أن تأثير الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي يرجع جزئيا إلى أنها تمتلك أكبر احتياطي من الذهب فى العالم".