اختلاف اللغات يعيق استثمارات الصين في إفريقيا
أحد التحديات الصعبة التي يواجهها الصين في دفعه نحو الاستثمار في البلدان الإفريقية هو الحاجز الثقافي ومواجهة التحديات اللغوية.
يعد الحاجز الثقافي وتحديدا اللغة أحد التحديات الصعبة التي تواجهها الصين في دفع هذا البلد الآسيوي نحو الاستثمار في البلدان الإفريقية.
- الصين تتمدد في إفريقيا وتضخ المليارات بمشروعات للغاز
- 180 مليار دولار عائدات الصين من الاستثمار في أفريقيا
وقد أدت الثغرات في الاتصال نتيجة لاختلاف اللغات التي يتحدث بها كل من بين الأفارقة والصينيين إلى عدم القدرة على التواصل فيما بينهم، الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى سوء الفهم، وفي بعض البلدان الإفريقية، تسببت حالات سوء الفهم هذه في فقدان الشركات الصينية الفرص الاستثمارية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، فإنه على الرغم من أن هناك بعض اللغات العالمية التي يمكن لكل من الجانبين التواصل من خلالها مثل اللغة الإنجليزية، فهناك عدد لا يستقل به من البلدان الإفريقية التي لا تتحدث الإنجليزية ولا تتقن غير البرتغالية مثل موزامبيق والرأس الأخضر وغينيا - بيساو وأنغولا وساو تومي وبرينسيبي وغينيا الاستوائية.
ووفقاً لدراسة أجراها مؤخراً المعهد الوطني للإحصاء في موزمبيق الذي أشار إلى أن اللغة البرتغالية يتحدث بها أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة، ويعتبر ذلك عاملاً أساسية في عرقلة الاستثمار في البلد حيث يكافح رجال الأعمال من أجل فهم اللغة.
"رواندا" أيضا هي واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم كانت من الدول التي أخذ زمام المبادرة لتغير لغتها الرسمية، لتجاوز حاجز اللغة فيما يتعلق بالاستثمار.
فبعد أن لاحظت رواندا الدور الذي تؤديه اللغة في رفاهية بلد ما، استبعدت اللغة الفرنسية كلغة رسمية، واستبدلتها باللغة الإنجليزية، وهي لغة يتحدث بها عدد كبير من البلدان الإفريقية.
وقال بول كاجامى الرئيس الرواند إن هذا التحول هو جزء من عملية إعادة تنظيم شاملة لجذب المستثمرين الدوليين ووضع اقتصاد البلاد في المرتبة الأولي.
ويقول اقتصاديون صينيون، إن الرغبة القوية التي شهدها العديد من الصينيين في الكليات والجامعات لدراسة اللغات الإفريقية المحلية هي نتيجة لانهيار التواصل الدائم بين المستثمرين الصينيين والسكان المحليين، مما أدى إلى سوء الفهم.
وكان هذا هو السبب الجذري للملاحظات التي لا أساس لها، ولا سيما في المناطق الريفية في إفريقيا، بأن الصينيين موجودون في إفريقيا لسرقة مواردهم واستغلال الموارد البشرية في إفريقيا.
وستؤدي الجهود التي يبذلها الصينيون للتعرف على الثقافات المختلفة للبلدان الإفريقية واعتمادها إلى سد الفجوة بينهم وبين السكان المحليين، وتعزيز علاقة العمل وقتل حالات سوء الفهم التي كانت قائمة بين الاثنين لمدة طويلة.
ومن خلال اعتماد اللهجات الإفريقية، وحتى التزاوج مع السكان المحليين، فإن الصين لا تكتسب الدعم في القارة فحسب، بل أيضا تكسر الحواجز الثقافية لتهزم نظيراتها الآسيوية، وخاصة الهنود واليابانيين.
ويقول الخبراء إن التحدي الأكبر الآن أمام الصينيين هو اتخاذ خطوة والبدء في تعليم الأفارقة لغتهم.
وسبق أن قال نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا ذات مرة: "إذا كنت تتحدث مع رجل بلغة يفهمها، فهذا يذهب إلى رأسه، وإذا كنت تتحدث إليه بلغته، فهذا يذهب إلى قلبه".
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg جزيرة ام اند امز