من البرازيل للأرجنتين.. اليوان يفكك هيمنة الدولار على التجارة اللاتينية
أضحى اليوان الصيني عملة أكثر أهمية على الساحة التجارية في أمريكا اللاتينية، بعد أن شق طريقه إلى قلب الاقتصادين الأكبر في القارة: الأرجنتين والبرازيل.
ومع حصول اليوان على مكانة أكبر في تجارة البلدين، من المتوقع أن يدخل اليوان كعملة تجارة بينية في القارة على حساب العملة الخضراء الغالية والشحيحة.
وبالأمس، أعلن وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا أن بلاده تعتزم تسديد ثمن وارداتها الصينية باليوان بدلا من الدولار، وذلك عقب اجتماع في بوينس آيرس مع السفير الصيني زو شياولي.
- اقتصاد الدول العربية في 2022.. أكبر من الهند وأصغر من ألمانيا
- أول عملة رقمية مدعومة بالذهب.. دولة أفريقية تدق مسمارا في نعش الدولار
والخطوة، سبقها إعلان البرازيل والصين في مارس/آذار الماضي أنهما اتفقتا على استخدام عملتيهما المحليتين في التبادل التجاري فيما بينهما، بدلا من استخدام الدولار.
اليوان والأرجنتين
وقالت الأرجنتين إنها ستبرمج "جزءا من وارداتها باليوان (بما يساوي) أكثر من مليار دولار الشهر المقبل".
وأكد أن هذه الآلية "ستحل مكان" استخدام احتياطات الأرجنتين المتناقصة من الدولار.
واتهمت الحكومة الأرجنتينية الثلاثاء المعارضة اليمينية في البلاد بالتسبب في تقهقهر قيمة البيزو مقابل الدولار، وأمرت بفتح تحقيق بذلك.
وسجل سعر البيزو 227 مقابل الدولار في سوق الصرف الرسمية الثلاثاء، لكنه شهد تراجعا أكبر في السوق "الزرقاء" الموازية.
والسوق الزرقاء هي السوق التي تكون فيها المنافسة قليلة أو معدومة.
وبدأ تدهور العملة المحلية الأرجنتينية الأسبوع الماضي بعد ضغوط استمرت لأيام على البيزو ووسط حالة من الغموض قبل إجراء الانتخابات في بلد يطبق ضوابط على سعر الصرف للحد من آثار الأزمة المالية والتضخم الذي تجاوز نسبة 100%.
وقالت الخبيرة الاقتصادية ماريا كاستيليوني لمحطة "تي ان" التلفزيونية إن خفض قيمة العملة كان في جزء منه نتيجة بحث الأرجنتينيين عن "ملاذ" بالدولار الأمريكي لحماية قوتهم الشرائية.
وأشار ماسا إلى أن قرار الدفع باليوان يحسّن "صافي احتياطات الأرجنتين".
وأضاف أنه يسمح لنا بالحفاظ على "حجم الواردات ووتيرة التجارة بين الأرجنتين والصين"، بعد عام ضعيف بالنسبة للصادرات الأرجنتينية التي تراجعت جراء تضرر قطاع الزراعة بسبب الجفاف المستمر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وسعت الأرجنتين مقايضة العملات مع الصين بمقدار 5 مليارات دولار، في محاولة لتعزيز الاحتياطيات الدولية للأرجنتين.
الاتفاق مع البرازيل
وخلال منتدى أعمال صيني برازيلي رفيع المستوى عقد في بكين الشهر الماضي، واصلت الصين ضم المزيد من الدول إلى دائرة البلدان المتعاملة باليوان والعملات المحلية في التجارة الخارجية.
والبرازيل والصين يؤديان أدوارا مهمة في تشكيل السوق العالمي، فالصين هي صاحبة ثاني أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، فيما تعتبر البرازيل أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
وكان الاتفاق آنذاك هو الأول من نوعه الذي تعقده الصين مع إحدى دول أمريكا اللاتينية، خاصة أن بكين هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 150 مليار دولار في 2022.