زها حديد.. معمارية عراقية وصلت للعالمية بتصميماتها
المعمارية العراقية زها حديد تميزت بمجموعة من الإنشاءات الغريبة حول العالم، وصممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأمريكا.
غزت بتصميماتها المعمارية المتميزة العالم وانضمت إلى مصاف عظماء المعماريين، وتفردت المعمارية العراقية زها حديد بمجموعة من الإنشاءات الغريبة حول العالم، وصممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأمريكا.
رأت أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكراً على الرجال فوصفت بأنها أقوى مهندسة في العالم، وحققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصميمات المعمارية بل صممت أيضاً الأثاث وصولاً بالأحذية، واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.
وفي إطار احتفالاته باليوم العالمي للمرأة، الأحد، ينشر محرك البحث "جوجل" قائمة تضم قصصاً وحقائق عن 12 امرأة ملهمة من جميع أنحاء العالم، والتي تضم المهندسة العراقية زها حديد كواحدة من تلك النماذج التي يمكن للناس سماع قصصهم عن طريق التفاعل مع مساعد جوجل باللغة العربية.
تتلمذت زها حديد على يد أبرز المعماريين منهم المعماري الهولندي، ريم كولهاس، الذي وصفها بأنها "كوكب يدور في مجرة وحدة".
وتميزت مبانيها أيضاً بالمتانة؛ حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها، وتعتبر نقطة التحول في حياة زها حينما التحقت بالجمعية المعمارية في لندن.
وتركت عدداً من المشاريع المعمارية التي لا تزال تحت التنفيذ، مثل جسر أبوظبي بالإمارات ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا، وصممت متحف العلوم في فولفسبيوج شمال ألمانيا عام 2005، والذي لقي انتقادات قبل تنفيذه، وكل ما صممته المعمارية زها كان بالنسبة لغيرها "مستحيلًا"، حتى تجرأ البعض، واصفاً إياها بالمهندسة "القرطاس"، وهو ما فخرت به بعد ذلك إذ إنه كان بمثابة دليل واضح على عدم قدرة غيرها على التخيل.
وأهم ما امتازت به أعمالها كان "الانسيابية" فلا يمكن للمتأمل أن يحدد أي جزء عالٍ في البناية أو أي جزء منخفض، هو فقط يشعر بأنه يبحر عبر فن يعبر عما داخله.
ونالت حديد العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة "بريتزكر" في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة، وجائزة ستيرلينج في مناسبتين.
كما حازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012، وحصدت الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها.
ومن أبرز ما صممت محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، ومركز لندن للرياضات البحرية، الذي تم تخصيصه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، ومحطة الأنفاق في ستراسبورج، والمركز الثقافي في أذربيجان.
بالإضافة إلى المركز العلمي في ولسبورج، ومحطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.
ولم تقتصر أعمال زها على الغرب، لكن العالم العربي كان له نصيب منها؛ حيث صممت دار الأوبرا في دبي، وجسر أبوظبي بالإمارات.
كما نجحت في تصميم مركز للألعاب الأوليمبية في لندن عام 2012، وكان من المفترض أن تشرف على بناء الملعب الأوليمبي للألعاب الأوليمبية في طوكيو عام 2020، والذي صممته ليسع 80 ألف مقعد، غير أنه لم تتم الموافقة عليه بسبب تكلفته الباهظة الذي وصل إلى أكثر من مليار دولار.
ورحلت زها حديد عن عالمنا في مارس/آذار 2016 عن عمر يناهز الـ65 عاماً.