زها حديد.. معمارية عراقية غزت العالم بتصميماتها الهندسية
محرك البحث "جوجل" يحتفي بالمعمارية العراقية زها حديد التي توفيت في شهر مارس عام 2016 عن عمر ناهز 65 عاما.
تفردت المعمارية العراقية زها حديد بمجموعة من الإنشاءات المعمارية الغريبة والمتميزة حول العالم، واستطاعت أن تغزو العالم وتنضم إلى مصاف عظماء المعماريين في العالم؛ وصممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأمريكا، وتركت عدداً من المشاريع المعمارية التي لا تزال تحت التنفيذ، مثل جسر أبوظبي بالإمارات ومحطة إطفاء الحريق بألمانيا.
وفي إطار احتفالاته باليوم العالمي للمرأة احتفى محرك البحث "جوجل" بعدد من الشخصيات النسائية، السبت، ومن بينهن المعمارية زها حديد التي توفيت في شهر مارس/آذار عام 2016 عن عمر ناهز 65 عاماً.
وتعتبر نقطة التحول في حياة زها حينما التحقت بالجمعية المعمارية في لندن، وتتلمذت على يد أبرز المعماريين مثل المعماري الهولندي ريم كولهاس الذي وصفها بأنها "كوكب يدور في مجرة وحدة".
وصممت زها حديد متحف العلوم في فولفسبيوج شمال ألمانيا عام ٢٠٠٥، والذي لقي انتقادات قبل تنفيذه، لا سيما أن كل ما صممته المعمارية زها كان بالنسبة لغيرها "مستحيلًا"، حتى تجرأ البعض، واصفاً إياها بالمهندسة "القرطاس"، وهو ما فخرت به بعد ذلك إذ إنه كان بمثابة دليل واضح على عدم قدرة غيرها على التخيل.
ويعتبر النقاد أن أهم ما امتازت به أعمال زها عنصر "الانسيابية" فلا يمكن للمتأمل أن يحدد أي جزء عالٍ في البناية أو أي جزء منخفض، هو فقط يشعر بأنه يبحر عبر فن يعبر عما داخله، وهو ما قال عنه باترك شوماخر المعماري الألماني الشهير إنه أشبه بـ"صرخة فيما قدمته منذ عقدين من أعمال في الرسم أو العمارة".
ونالت حديد العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة، وجائزة ستيرلينج في مناسبتين، وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012، وحازت الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها.
وصفت بأنها أقوى مهندسة في العالم، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكراً على الرجال فحسب، وحققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصميمات المعمارية فحسب بل صممت أيضاً الأثاث وصولاً بالأحذية، واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.
تميزت مبانيها أيضاً بالمتانة؛ حيث كانت تستخدم الحديد في تصميمها.
ومن أبرز ما صممت محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، ومبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، وجسر الشيخ زايد في أبوظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية، الذي تم تخصيصه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، ومحطة الأنفاق في ستراسبورج، والمركز الثقافي في أذربيجان، والمركز العلمي في ولسبورج، ومحطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.
لم تقتصر أعمال زها على الغرب، لكن العالم العربي كان له نصيب منها؛ حيث صممت دار الأوبرا في دبي، وجسر أبوظبي بالإمارات.
كما نجحت في تصميم مركز للألعاب الأوليمبية في لندن عام ٢٠١٢، وكان من المفترض أن تشرف على بناء الملعب الأوليمبي للألعاب الأوليمبية في طوكيو عام ٢٠٢٠، والذي صممته حديد ليسع 80 ألف مقعد، غير أنه لم تتم الموافقة عليه بسبب تكلفته الباهظة الذي وصل إلى أكثر من مليار دولار.
ورحلت زها حديد عن عالمنا في مارس/آذار 2016 عن عمر يناهز الـ65 عاماً.