زكي رستم.. الفنان الذي كره النساء وتسبب في شلل أمه
كان الفنان زكي رستم شديد الاختلاف عن كل من حوله، يحظى بشخصية قوية على الشاشة وفي الواقع الحقيقي ايضا.
وفي ذكرى رحيله التي تحل 15 فبراير/ شباط 2022، تستعرض "العين الإخبارية" ملامح من حياة هذا الفنان الاستثنائي، والذي شهدت حياته مواقف مؤلمة، رغم نشأته وسط أسرة شديدة الثراء.
من هو زكي رستم؟
اسمه محمد زكي محرم محمود رستم، وشهرته "زكي رستم" من مواليد 5 مارس/ آذار 1903 وسط أسرة أرستقراطية، وكان والده سياسياً بارزاً، وصديقاً شخصياً للزعيم مصطفى كامل، وفي عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا، ورفض استكمال مشواره التعليمي، الأمر الذي أصاب والدته بحزن شديد، لأنها كانت تتمنى له الالتحاق بكلية الحقوق مثل أغلب أبناء العائلة.
ومارس زكي رستم الرياضة في سن الشباب، وحصل على بطولة الجمهورية في حمل الأثقال، لكنه لم يستمر، وقرر العمل ممثلا، الأمر الذي أصاب كل أفراد أسرته بالغضب الشديد، فكيف لابن الأسرة الثرية العمل في مجال التمثيل، لاسيما أن الممثل لم يكن يحظى بنفس المكانة التي هو عليها.
غضبت الأم وحاولت إقناع ابنها بالعدول عن هذه الفكرة، ولكنه رفض التراجع، وكان هذا الموقف سببا رئيسيا في إصابة أمه بالشلل وتدهور حالتها الصحية.
بداية زكي رستم
شاءت الأقدار أن يلتقي زكي رستم بالفنان عبدالوارث عسر، ونشأت بينهما علاقة طيبة، وأقنعه بالعمل مع فرق الهواة المسرحية حتى يتعلم ويكتسب الخبرة.استجاب زكي رستم للنصيحة، وبعد ذلك التحق بفرقة "جورج أبيض" ثم فرقة "عزيز عيد".
ومن المسرح انتقل إلى عالم السينما، عن طريق المخرج محمد كريم، الذي رشحه للمشاركة في بطولة فيلم "زينب" الصامت، وبعد ذلك توالت أعماله الرائعة على شاشة السينما، والتي قدم خلالها ما يقرب من 200 فيلم، إلا أن المعروف منها 60 فقط، مثل "خاتم سليمان" 1946، "بائعة الخبز" 1953، "نهر الحب" 1960، وغيرها.
وجسد رستم دور الشرير بمهارة شديدة على الشاشة، لكنه في الحقيقة وبشهادة عدد كبير من الذين عاصروه، كان إنسانا شديد الطيبة، ومحبا للعزلة، لا يهوى السهر أو الحفلات، وتنتهي علاقته بزملائه بعد انتهاء التصوير.
الحياة الشخصية
عرف الفنان زكي رستم الحب مرة واحدة فقط، أحب فتاة ثرية وحاول أن يتزوجها إلا أن أسرتها رفضت الفكرة، بحجة أنه يعمل "مشخصاتي" ولا يرتقى لمستوى أسرتها.لم تتحمل هذه الفتاة الابتعاد عن زكي رستم، إذ كانت تحبه بشكل جنوني، وهو أيضا كذلك.
وعندما باءت فكرة الزواج بالفشل، رفع زكي رستم راية الاستسلام، بينما لجأت الفتاة إلى الانتحار، وأنهت حياتها في لحظة من اليأس.
تألم زكي رستم كثيرا بعد الحادث، وتصدعت روحه، فقرر أن يعيش على ذكرى الفتاة التي دفعت حياتها ثمنا لحبه، ولم يتزوج وعاش يردد دائما أنه يكره النساء ولا يفكر في الزواج.
أيام زكي رستم الأخيرة
ساءت الحالة النفسية للفنان زكي رستم عندما أصيب بضعف شديد في السمع، وبات غير قادر على سماع أصوات زملائه الفنانين أثناء التصوير، لذا وقع في العديد من المواقف المحرجة، وفي 1968 قرر الاعتزال والابتعاد عن الأضواء.
وعاش أيامه الأخيرة مع رجل عجوز كان يتولى خدمته ويرعى شؤونه، وكلب كان يحبه ويرافقه دائماً، وفي 15 فبراير/شباط 1972 رحل عن الحياة إثر أزمة قلبية، مات وحيدا في منزله، وشيع جثمانه 4 أشخاص فقط، من بينهم الخادم الذي لازمه طول رحلة حياته.