زمالك كارتيرون.. هوية مفقودة وحلول غائبة
فريق الزمالك المصري يقدم أداء باهتا مع الفرنسي باتريس كارتيرون في الفترة الأخيرة.. تابع التفاصيل
شعرت جماهير نادي الزمالك بالتفاؤل عندما تم التعاقد مع الفرنسي باتريس كارتيرون، ليخلف الصربي ميلوتين سريدوفيتش "ميتشو" في قيادة الفريق، بعدما خرجت الأمور "فنيا" عن سيطرة الأخيرة، ليخسر مباراتين متتاليتين محليا وأفريقيا، ويتراجع مستوى الأبيض تحت قيادته.
لكن وبعد البداية الموفقة لكارتيرون بـ3 انتصارات متتالية على حساب الشرقية في دور الـ32 لكأس مصر "3-1"، ثم أول أغسطس الأنجولي "2-0" في دوري أبطال أفريقيا، وأخيرا بيراميدز في الدوري "2-0"، بدأ منحنى الأداء في تراجع رهيب وغير مبرر.
الخسارة من طلائع الجيش "2-3" جاءت في ظل أداء باهت للفريق الأبيض، تبعه تعادل سلبي محبط أمام سموحة مع تحسن نسبي في المستوى، وأخيرا تعادل بالنتيجة نفسها مع الإنتاج الحربي في مباراة افتقد فيها الزمالك الحلول الفنية.
ولعل ما يميز المدير الفني دائما قدرته على خلق الجمل التكتيكية والشكل الفني والهوية المميزة للفريق، لكن ذلك لم ينجح فيه كارتيرون – حتى الآن – على الرغم من أن لديه قائمة جيدة من اللاعبين.
مشكلة زمالك كارتيرون تمثلت في أن الفريق لا يقدم أداءً مقنعا من خلال عدم القدرة على تنفيذ الضغط المتواصل على المنافس دفاعيا وهجوميا، فنجد منافسي الزمالك يقومون ببناء الهجمات بارتياح شديد، حتى وإن غابت الفرص الحقيقية على مرمى الفريق الأبيض، فإن الدفاعات تبدو سبلا ممهدة أمام مهاجمي المنافسين.
وما يزيد من أزمة الزمالك، المعضلة الهجومية، فبجانب افتقاد الجمل التكتيكية التي تُنفذ سواء من لعب مفتوح أو ضربات ثابتة، فإن الفريق الأبيض لم يقدم سوى حلول فردية واجتهادات من اللاعبين لا تنم عن أن هناك خطة متفق عليها، أو أنه كانت هناك خطة بالفعل، لكن التنفيذ جاء فرديا من اللاعبين، وهو أمر يضع المدرب في مأزق أيضا، كونه لا يفرض سيطرته على الفريق ويظهر شخصيته بقوة في الغرف المغلقة، خصوصا أن السلبيات نفسها مستمرة من مباراة لأخرى.
بعيدا عن الهجوم، فإن إحدى أبرز سلبيات الزمالك في حقبة كارتيرون خط الوسط، فلم يعد فرجاني ساسي لاعب خط الوسط الدولي التونسي، يقدم الحلول السهلة لزملائه، بل يصر على تعقيد اللعب وتعطيل الهجمات بالشكل الاستعراضي، في حين فقد زميله طارق حامد كثيرا من مستواه، وأصبح يعتمد على الجانب البدني في الاحتكاكات بشكل أكبر.
وفي ظل غياب التأثير الواضح لخط الوسط، فإن الأجنحة الهجومية للزمالك تبقى معطلة ممثلة في محمد أوناجم والعائد من الإصابة أحمد سيد "زيزو"، بينما تراجع مستوى أشرف بن شرقي بشكل كبير، وفي المقابل يبقى مصطفى محمد معزولا تماما عن باقي زملائه في الملعب.
ولم يلحظ كارتيرون من مباراة لأخرى وجود تباعد كبير بين خطوط فريقه، وهي سلبية لا يمكن لأي مدرب أن يسمح بها، لأنها كفيلة بتدمير أي خطط فنية أو جمل تكتيكية.
أمر آخر يعيب الزمالك مع كارتيرون هو عدم إعداد الفريق ذهنيا بالشكل الأمثل، فحينما تمر الدقائق دون أن يحرز الفريق هدف التقدم، يتحول الأداء إلى العشوائية والارتجال، وقبل ذلك العصبية والانفعال الزائد، الأمر الذي ينعكس بالسلب على المستوى، في حين أن شخصية الفريق البطل دائما ما تتضمن أن يؤدي اللاعبون بثبات حتى الثواني الأخيرة، ما مكن الأهلي وأندية أخرى من تحقيق انتصارات في الدقائق الحاسمة، رغم صعوبة بعض المباريات.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز