فيديو: الزمالك يخسر من صنداونز بأخطاء "أولى ابتدائي"
أخطاء بدائية وقع فيها مدرب الزمالك ولاعبوه أشبه بتلك التي يرتكبها الأطفال في بداية التحاقهم بالتعليم في أولى ابتدائي
خسر الزمالك من صنداونز الجنوب إفريقي بثلاثية نظيفة وابتعد كثيرا عن تحقيق حلم جماهيره بالعودة إلى منصات التتويج الإفريقية بعد غياب طويل.
عنوان عريض لمباراة الذهاب التي انتهت في جنوب إفريقيا، لكنه لا يعبر عن مضمونها الذي يقول أن الفارق الفني بين الفريقين لا يسمح لصنداونز بالفوز بثلاثية، مثلما إنه لم يكن متفوقا في المباراة نفسها لدرجة الفوز بتلك النتيجة الثقيلة.
في الحقيقة أرتكب المدرب مؤمن سليمان والحارس أحمد الشناوي وبعض لاعبي الزمالك "أو لنقل واصلوا ارتكاب" أخطاء بدائية وقعوا فيها من قبل في أغلب اللقاءات التي أدارها سليمان وأخرها مباراة العودة أمام الوداد في الرباط، وهي أخطاء أشبه بتلك التي يرتكبها الأطفال في بداية التحاقهم بالتعليم في أولى ابتدائي.
بعبارة مختصرة يمكن القول إن الزمالك خسر لأن مؤمن سليمان لم يكن حاسما فيما إذا كان يرغب في الدفاع أم في الهجوم، حيث لعب بتشكيل هجومي وخطة دفاعية؟!
دفاعيا لم يفعل سليمان شيئا لعلاج أخطاء مباراة الوداد الدفاعية على سبيل المثال وأصر على مشاركة الشناوي في المباراة رغم هبوط مستواه بشكل ملفت متجاهلا إعطاء الفرصة لجنش، وإذا كان الرد أن المباراة لا تحتمل التجارب فلماذا قرر المدرب تجربة معروف يوسف كظهير أيسر ربما لأول مرة منذ انضمامه للزمالك قبل موسمين؟!
مشكلة الشناوي الكبيرة في اعتقادي إنه يفقد ثقته بنفسه بشكل سريع وهي مشكلة لا يبدو أن الخبرة الدولية ولا تكرار اللعب قادرين على علاجها، وبالتالي يضع أعباء مضاعفة على زملائه المدافعين، فيتكرر وقوعهم في أخطاء ساذجة بدورهم ليستقبل الفريق أهدافا وفيرة، تزيد بدورها من اهتزاز ثقة الشناوي والمدافعين في أنفسهم.
كذلك لا يوجد دور واضح لإبراهيم صلاح في وسط الملعب، لأن ألف باء التكتيك يقول إن وجود صلاح بجوار طارق حامد كثنائي وسط دفاعي في وسط الملعب يعني إغلاق العمق الدفاعي للفريق تماما، وهو ما لم يحدث بدليل هدف صنداونز الأول الذي جاء بتمريرة من العمق إلى العمق.
كذلك لا يظهر صلاح في التغطية على الظهيرين لعلاج مشكلة الجانبين المفتوحين على مصراعيهما، وهي مشكلة مستمرة للزمالك مع مؤمن سليمان ما ينفي فكرة أنها وليدة النقص العددي للفريق في البطولة الإفريقية، حيث ظهرت بوضوح في مباراة الأهلي في نهائي الكأس المحلية، ولولا غياب التوفيق عن لاعبي الأهلي وتألق قلبي الدفاع جبر وإسلام لسجل الأهلي أهدافا كثيرة.
في مباراة اليوم اعتمد مدرب صنداونز على لعبة واحدة تكررت أكثر من 10 أو 15 مرة طوال الشوط الأول هي رفع الكرة عالية في الجناح الأيمن لتجد لاعبين على الأقل من صنداونز لاستغلال عدم تمركز معروف يوسف في مكانه كظهير، وعدم معاونة شيكابالا الفعالة له في الدور الدفاعي.
هجوميا لم يظهر على الأقل في الشوط الأول أي تكتيك هجومي واضح للزمالك في الشوط الأول حيث غابت تماما الأفكار الهجومية والجمل المحفوظة، ولم يظهر لي كمشاهد سبب الدفع بالرباعي شيكابالا وأيمن حفني وستانلي وباسم يوسف في مباراة وضح أنك تعتمد فيها على تكتيك دفاعي؟!
كذلك لم يتضح سبب الدفع بشيكابالا في المباراة وهو لاعب قيمته السابقة كانت في انطلاقاته السريعة وهي ميزة فقدها بحكم السن والوزن، في حين كان يمكن إعطاء الفرصة لمصطفى فتحي الأخف وزنا والأكثر سرعة، على الأقل لتحجيم الدور الهجومي لأحد ظهيري صنداونز، مع الاكتفاء بوجود أيمن حفني كلاعب مهاري واحد.
أو كان يمكن الدفع برمزي خالد كظهير أيسر مع بقاء معروف في مكانه الطبيعي في وسط الملعب وهو أمر كان سيضمن تعزيز الجانب الدفاعي لوسط الملعب وربما يقلل من المشكلة الدفاعية على الجانب الأيسر، لكن المدرب لم يفعل ذلك إلا بعد أن تأخر في النتيجة بثلاثية نظيفة حين سحب شيكابالا ودفع برمزي خالد.
أيضا لم يكن مفهوما سبب سحب باسم مرسي الذي كان أكثر لاعبي الزمالك حركة في الجزء الهجومي، للدفع بمصطفى فتحي والإبقاء على ستانلي البعيد جدا عن مستواه، اللهم إلا إذا كان المدرب يأمل في أن يكرر اللاعب النيجيري "طلعته" الفردية التي أحرز منها الهدف الثاني في الوداد في لقاء العودة، وهو أمر إن صح يعكس حقيقة مؤسفة يرددها البعض عن النادي القاهري بأنه يتحرك وفقا لفكرة التفاؤل والتشاؤم وليس وفقا لأمور فنية.