يوم زايد للعمل الإنساني.. الإمارات عاصمة عالمية للخير
تحيي الإمارات، الأربعاء، "يوم زايد للعمل الإنساني" في وقت تتواصل فيه مبادراتها الإغاثية، ما يتوجها بحق عاصمة للإنسانية وعمل الخير.
يصادف "يوم زايد للعمل الإنساني" 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويعد هذا اليوم مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته الإمارات منذ عهد المؤسس وإلى اليوم من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى.
منذ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حرصت الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على إحياء تلك الذكرى بالسير على نهجه في العطاء ومواصلة أعمال الخير التي غرسها في نفوسهم، وفاء لسيرته واستلهاما لحكمته.
وسيرا على نهجه، واصل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية من بعده مسيرة الخير، لتحتل الإمارات لسنوات عدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.
دبلوماسية الخير
وتحل ذكرى "يوم زايد للعمل الإنساني" هذا العام فيما تواصل دولة الإمارات إرسال مساعدات غذائية وإغاثية وصحية تباعاً لمختلف أنحاء العالم تتوج بها دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.
وتتواصل في الإمارات حالياً مبادرة "المليار وجبة" الأكبر بالمنطقة لتوفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم.
نجحت مبادرة "المليار وجبة" منذ إطلاقها مطلع رمضان الجاري في تسجيل نحو 196.5 مليون وجبة، تضاف إلى إجمالي 220 مليون وجبة حققتها حملة "100 مليون وجبة" التي انطلقت رمضان الماضي.
كما تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برامجها الرمضانية في 64 دولة حول العالم، مع رصد ميزانية إضافية لتوسيع مظلة المستفيدين منها خارج الإمارات.
وبالتوازي مع تلك المبادرة، أرسلت الإمارات مساعدات إنسانية منذ مطلع رمضان الجاري إلى عدد من الدول من بينها أوكرانيا والصومال وأفغانستان.
لغة الأرقام
مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، نجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات 320 مليار درهم شملت 201 دولة، من بينها مساعدات قدمتها الإمارات بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلغت أكثر من 98 مليار درهم حتى عام 2000، ونحو 206 مليارات و34 مليون درهم (56.14 مليار دولار أمريكي) خلال الفترة من 2010 وحتى 2021.
وفيما تشير الإحصاءات إلى أن المساعدات الإغاثية التي قدمتها دولة الإمارات منذ تأسيس اتحادها عام 1971 وحتى عام 2018 وصلت إلى 178 دولة حول العالم زاد هذا العدد خلال الجهود الإنسانية التي قادتها الإمارات لتقديم ونقل المستلزمات الطبية والوقائية الخاصة بمواجهة جائحة كوفيد-19.
وتعد الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة كوفيد-19، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة.
ومنذ بدء الجائحة في 2020 وحتى يوليو/تموز 2021، بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2154 طنا تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.
وإلى جانب المساعدات الطبية، تم إنشاء مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة خلال الجائحة في كل من السودان، وغينيا، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتركمانستان.
كما تم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إضافة إلى التبرع بقيمة 10 ملايين دولار، كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.
كما تتصدر الإمارات دول العالم ضمن قائمة "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" للعمل الإنساني من حيث نسبة المساعدات الإنمائية الرسمية للدخل الوطني الإجمالي.
وتمضي القيادة الإماراتية على طريق المؤسس في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.
416 مليون وجبة
ومن أبرز جهودها الإنسانية في هذا الصدد، مبادرة "المليار وجبة" التي نجحت منذ إطلاقها مطلع رمضان الجاري في تسجيل نحو 196.5 مليون وجبة، تضاف إلى إجمالي 220 مليون وجبة حققتها حملة "100 مليون وجبة" التي انطلقت رمضان الماضي، ليصبح مجموع ما تحقق حتى الآن نحو 416.5 مليون وجبة، بحسب موقع المبادرة.
ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، بعد إضافة حصيلة مزادات "أنبل رقم" الخيرية الداعمة لمبادرة "المليار وجبة"، التي يتم تنظيمها مساء اليوم الأربعاء.
وينطلق مزاد "أنبل رقم" الخيري في فندق قصر الإمارات في أبوظبي، بالتزامن مع "يوم زايد للعمل الإنساني"، لدعم جهود مبادرة "المليار وجبة" الأكبر في المنطقة، بمزايدة أهل الخير ورواد العمل الإنساني على 15 رقماً مميزاً للوحات المركبات الفردية والثنائية والثلاثية وأرقام الهاتف المتحرك المميزة، التي سيعود ريعها كاملاً لتوفير الدعم الغذائي للمحتاجين في 50 دولة.
ويشكل التزامن بين مزاد "أنبل رقم" الخيري في أبوظبي وفعاليات يوم زايد للعمل الإنساني فرصة لمضاعفة المساهمات الخيرية والإنسانية لرواد العمل الخيري في أبوظبي والدولة، ترسيخاً لمكانة الإمارات في ريادة الدول الرائدة في إغاثة المحتاجين.
ويتم تنظيم مزاد "أنبل رقم" في أبوظبي بعد أربعة أيام من نجاح نسخته في دبي بجمع 53 مليون درهم لدعم مبادرة "المليار وجبة"، وتسجيلها بيع ثالث أغلى رقم مركبة في العالم بقيمة 35 مليون درهم لرقم اللوحة AA8 الصادر في دبي، كما سجل رقم الهاتف المتحرك الماسي من اتصالات 0549999999 ريعاً قياسياً بلغ 5 ملايين درهم ستذهب لتوفير وجبات غذائية للمحتاجين ضمن مبادرة "المليار وجبة" ضمن الالتزام الإنساني من الإمارات إلى العالم.
أرقام تكشف نهج الخير والعطاء الإماراتي الراسخ، والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
وتعد المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 2 أبريل/نيسان الموافق الأول من شهر رمضان 2022، إحدى ثمار دبلوماسية العطاء التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولا يمر يوم منذ إطلاق الحملة إلا ويشهد تبرعات مليونية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.
وتستهدف المبادرة الأكبر في المنطقة توفير دعم غذائي يصل إلى مليار وجبة للفقراء والجوعى في 50 دولة حول العالم، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم.
مساعدات رمضانية لـ64 دولة
وبالتوازي مع المبادرة، عززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برامجها الرمضانية في 64 دولة حول العالم، ورصدت ميزانية إضافية لتوسيع مظلة المستفيدين منها خارج الدولة، وذلك بفضل تبرعات المحسنين والخيرين، وتضامنهم الكبير مع تلك المشاريع، وتجاوبهم مع حملة رمضان التي تتعزز فعالياتها على مستوى الدولة.
وتنفذ هيئة الهلال الأحمر مشاريع إفطار صائم وزكاة الفطر وكسوة العيد في 4 قارات، في إطار توجيهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، ويستفيد منها أكثر من مليون شخص.
ويجري حاليا تنفيذ برامج رمضان في 19 دولة في آسيا شملت: فلسطين، العراق، اليمن، الأردن، سوريا، المالديف، تركيا، باكستان، الهند، بنجلاديش، فيتنام، تايلاند، كمبوديا، سيريلانكا، الفلبين، ماليزيا، اندونيسيا، طاجكستان، قرغيزستان.
إلى جانب 31 دولة في أفريقيا، منها: مصر، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السنغال، الصومال، السودان، أثيوبيا، بنين، بوركينافاسو، تشاد، تنزانيا، نيجيريا، توجو، النيجر، جنوب أفريقيا، جامبيا، جزر القمر، سيراليون، غانا، غينيا، مالي، أوغندا، كينيا، سيشل، موزمبيق، ليبيريا، رواندا، كوناكري، الرأس الأخضر، زيمبابوي.
هذا بالإضافة إلى 11 دولة في أوروبا، هي: كازاخستان، صربيا، أرمينيا، جورجيا، روسيا، ألبانيا، الجبل الأسود، كوسوفا، البوسنة، بلغاريا، وقبرص، وفي أمريكا الجنوبية تنفذ الهيئة برامجها الرمضانية في كل من البرازيل وكولومبيا والمكسيك.
ودائما ما تخصص الهيئة مبالغ إضافية لتنفيذ تلك المشاريع في المناطق المضطربة من العالم، والدول التي تواجه ظروفا إنسانية استثنائية نتيجة للأزمات والكوارث التي ألمت بها، وهذا العام عززت الهيئة مشاريعها الرمضانية في اليمن والدول المستضيفة للاجئين السوريين.
مساعدات إنسانية
وجنبا إلى جنب مع مساعداتها الرمضانية، تواصل الإمارات إرسال مساعدات إنسانية لمختلف الدول حول العالم.
وقبل يومين، أرسلت دولة الإمارات طائرة تحمل على متنها 30 طناً من المواد الغذائية والإغاثية إلى أفغانستان، للمساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء إلى الأهالي خاصة من النساء والأطفال في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم حالياً والتي زادت من شدة الأوضاع الصعبة في العديد من دول المنطقة التي تعاني في الأصل تدهوراً في أوضاعها الإنسانية.
وتعد دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة لأفغانستان لمساعدتها في تخطي الأزمات والكوارث التي عانتها سواء بفعل الطبيعة أو نتيجة للحروب، فخلال الفترة من شهري سبتمبر/ أيلول وحتى ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2021 دشنت دولة الإمارات جسراً جوياً تم من خلاله إرسال 21 طائرة حملت نحو 500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية لتوفير الاحتياجات الضرورية لأكثر من نصف مليون شخص معظمهم من النساء والأطفال.
ومع تفاقم الأزمة الأوكرانية، أطلقت دولة الإمارات مساعدات إنسانية لدعم أوكرانيا في ظل الظروف الراهنة.
وقبل أسبوع تم تسيير طائرة مساعدات تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية، وسيارات إسعاف مجهزة طبياً ضمن جسر جوي إغاثي متصل منذ مارس/آذار الماضي، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك إلى مدينة وارسو ببولندا.
وقبل 10 أيام، وصلت إلى ميناء مقديشو باخرة مساعدات إماراتية تحمل 572 طنا من المواد الإغاثية، سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمساندة النازحين والمتأثرين من الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية. وتتضمن المساعدات المواد الغذائية الأساسية لتوفير احتياجات 600 ألف شخص.
ويأتي تحريك هذه الشحنة من المساعدات في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، بتقديم كل ما من شأنه أن يلبي احتياجات الأشقاء في الصومال من المساعدات الإغاثية التي يحتاجها المتأثرون من الجفاف في ظروفهم الحالية، والحد من حجم المعاناة الإنسانية في بلادهم.
وتمضي القيادة الإماراتية على طريق المؤسس في مد يد العون والمساعدة والعمل على مكافحة الفقر والجوع ومساعدة المعوزين حول العالم دون النظر إلى جنسياتهم أو لونهم أو ديانتهم.