من زيدان وصولا لعوار.. مُزدوجو الجنسية يرفضون الجزائر
بات مسلسل رفض اللاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة، الانضمام للمنتخب الجزائري، حدثا مكررا في السنوات الأخيرة، وهو ما أحدث حالة من الإحباط في صفوف جماهير "الخضر"، الطامحة لرؤية هذه المواهب بقميص بلادها.
ويسود اقتناع في صفوف مناصري "محاربي الصحراء" بكون المواهب ذات الجنسية المزدوجة تجعل من الجزائر خيارا ثانيا، بحكم تواجد طموح قوي لديها للعب في المستوى العالي مع منتخب فرنسا.
ورغم النجاحات التي حققها الاتحاد الجزائري لكرة القدم في بعض ملفات المواهب من أصحاب الجنسية المزدوجة على غرار تلك المتعلقة بسفيان فيغولي ورايس مبولحي وعيسى ماندي وآدم وناس ورشيد غزال الذين قاموا كلهم بتغيير جنسيتهم الكروية من الفرنسية إلى الجزائرية، فإن الإخفاقات كانت حاضرة أيضا في بعض الملفات الأخرى.
زيزو يصنع ربيع فرنسا
تعود أصول زين الدين زيدان إلى منطقة القبائل في شمال الجزائر، وقد انضم لمنتخب فرنسا في سنة 1994، وتحديدا بعد مباراة بلغاريا الشهيرة التي أضاع فيها "الديوك" بطاقة الترشح لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة دراماتيكية.
وتبدو الأخبار متضاربة بخصوص قصة زيدان مع منتخب الجزائر، حيث روجت بعض الأطراف لرواية تؤكد تعرضه للتهميش من قبل المدرب الراحل جمال الكرماوي، وأنه رفض استدعاءه لـ"الخضر" بسبب عدم اقتناعه بالمستويات التي كان يقدمها مع فريقه السابق بوردو الفرنسي، وهو الأمر الذي نفاه المدرب.
بينما تحدثت روايات أخرى، في المقابل، عن رفض زيدان حمل قميص "الخضر" بسبب رغبته في تمثيل "الديوك".
وقاد "زيزو" منتخب فرنسا للفوز بلقبي كأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا 2000، مما جعله يرتقي مرتبة الأساطير إلى جانب ريموند كوبا وميشيل بلاتيني..
ولم تغفر الجماهير الجزائرية حتى الآن خطوة زيدان بحمل قميص فرنسا لمدة 12 عاما، وتفضيله على الانضمام للخضر، حيث واصلت انتقاده بطريقة لاذعة حتى بعد تقديمه مؤخرا مساعدات للدولة الجزائرية، في إطار الحرب المفتوحة على فيروس كورونا.
ندم نصري وبنزيمة
تألق الثنائي سمير نصري وكريم بنزيمة في بداية الألفية الجديدة تباعا مع أولمبيك مارسيليا وأولمبيك ليون مما فتح أمامهما أبواب الانضمام لمنتخب فرنسا.
وقدم الثنائي المنحدر من أصول جزائرية مستويات قوية مع "الديكة" مما جعلهما محل إشادة كبيرة من قبل الملاحظين والجماهير، غير أنهما سرعان ما تعرضا لمعاملة مهينة وتم استبعادهما بشكل نهائي من منتخب فرنسا لأسباب ساذجة.
نصري وبنزيمة أبديا في عدة مناسبات ندمهما على تسرعها في خطوة تمثيل منتخب فرنسا، مما حرمهما من فرصة المشاركة مع منتخب الجزائر.
وظهر بنزيمة في الفترة الأخيرة في عدة مناسبات بقميص منتخب الجزائر، في رسالة واضحة على ندمه على القرار الذي اتخذه في عام 2006 باللعب لصالح منتخب فرنسا.
فقير وعوار يلاحقان الحلم الفرنسي
حالة الندم التي يعيشها حاليا الثنائي سمير نصري وبنزيمة لم تمنع نبيل فقير وحسام عوار من ملاحقة الحلم الفرنسي.
فقير، الذي ينشط حاليا مع ريال بيتيس الإسباني، منح في وقت ما، موافقته على تمثيل منتخب الجزائر، قبل أن يتراجع عن موقفه بإصرار من جون ميشيل أولاس، رئيس السابق في أولمبيك ليون الفرنسي ليختار اللعب لصالح منتخب فرنسا.
حضور فقير مع منتخب فرنسا لم يكن دوريا، حيث يتم الاستعانة به في غالب الأحيان، في صورة حدوث غيابات بسبب الإصابة أو العقوبات.
عوار، من جهته، فضل فرنسا على الجزائر، رغم علمه بصعوبة الفوز بمقعد أساسي مع "الديكة"، في ظل تواجد منافسة قوية في مركزه.
موهبة أولمبيك ليون الفرنسي لم يقدم مستويات قوية مع منتخب فرنسا في مباراة أوكرانيا، ليجد نفسه خارج حسابات ديديه ديشامب المدير الفني للديوك، في موقعتي البرتغال وكرواتيا الأخيرتين.