إن لم تكن تحبه فأنت على الأقل تعرفه وتكن له الاحترام، قدم الكثير لكرة القدم كلاعب أو مدرب، وبسببه عشقت أجيال "الساحرة المستديرة".
زين الدين زيدان أو "زيزو" صاحب الحضور الطاغي، وكاتب صفحات في تاريخ فرنسا الكروي، أسطورة الزمن الجميل الذي طالما أذهلنا بلمساته السحرية.
أصله عربي
عام 1972، ولد الطفل زين الدين زيدان في إحدى ضواحي مدينة مارسيليا جنوب فرنسا، لأبوين مهاجرين من الجزائر، وهو الأصغر بين 5 أشقاء، ويعتز بأصوله العربية والدماء الجزائرية التي تسير في عروقه.
قال في مقابلة مع مجلة "Esquire" الأمريكية: "أنا على صلة وثيقة بالعالم العربي عن طريق والدي، أنا فخور جدا بكوني فرنسيا، لكنني أيضا فخور جدا بأن لدي هذه الجذور وهذا التنوع".
البدايات
عشق كرة القدم منذ الصغر، لعب مع جيرانه وأصدقائه، وانضم إلى ناد محلي هو سانت هنري، وفي عام 1986، انتقل زيدان إلى أكاديمية نادي كان، لتكون هذه بداية الانطلاق نحو القمة.
لعب زيزو منذ 1989 مع الفريق الأول لنادي كان، ثم انتقل إلى بوردو في صيف عام 1992، وتألق بشكل لافت للنظر، وفي العام التالي حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي.
انهالت العروض على زيزو من مختلف الأندية العالمية، وفي ربيع عام 1996 كان قراره باللعب في صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي، واستطاع أن يحقق مع ناديه العديد من البطولات المحلية والقارية.
في عام 2001، انتقل للعب في صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، بصفقة قياسية عالمية، قدرت بنحو (77.5 مليون يورو)، وحقق العديد من البطولات، وعلى رأسها بطولة دوري أبطال أوروبا 2002، والتي سجل زيدان فيها هدفا أسطوريا، يعتبر من أعظم الأهداف في تاريخ دوري أبطال أوروبا.
صانع أمجاد الديوك
مسيرة زيدان مع منتخب فرنسا كانت استثنائية، بدأت في أغسطس/ آب 1994، إذ لعب بقميص الديوك 108 مباريات، سجل فيها 31 هدفا.
قاد زيزو منتخب فرنسا في مونديال 1998، للتتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم، وذلك بعد فوز مقنع على البرازيل بـ3 أهداف دون رد، كان لزيدان منها هدفان.
كما قاد المنتخب للجمع بين لقبي كأس العالم واليورو، وذلك بعد الفوز بلقب البطولة الأوروبية التي استضافتها بلجيكا وهولندا في 2000 وفازت بها فرنسا.
اعتزال الأسطورة
اعتزل زيدان كرة القدم عام 2006 وهو بعمر 34 عاما، بعدما حقق مع الفريق الملكي لقب السوبر الإسباني مرتين، ولقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وبطولة إنتركونتيننتال مرة واحدة.
لم يكن زيدان مجرد لاعب استعراضي يمتع الجمهور بمهارته وتحكمه المذهل في الكرة، بل كان نجما فذا يضفي أفضلية كبيرة لفريقه ضد منافسيه من الناحية التكتيكية، كما امتلك شخصية قيادية قوية.
زيزو رجل الطوارئ
بداية من عام 2010، تولى زيدان عدة مناصب إدارية في ريال مدريد، عمل لفترة قصيرة كمدير فني لفريق تحت 17 عاما في النادي.
كان خبر إقالة الإسباني رافائيل بينيتيز مدرب الفريق الأول متوقعا، لكن النبأ الصادم وقتها هو تعيين زيدان مديرا فنيا خلفا له، وحامت الشكوك حول قدرته على النهوض بالنادي من كبوته.
سرعان ما بدد "زيزو" كل الشكوك وأعاد ترتيب أوراق البيت الأبيض، وعاد به لمضمار المنافسة، وفاجأ زيدان الجميع بحصد لقب دوري أبطال أوروبا في موسمه الأول مع ريال مدريد، قبل أن يحقق إنجازا تاريخيا؛ هو حصد اللقب نفسه في الموسمين التاليين، تفوق زيزو على عمالقة القارة كبايرن ميونخ ويوفنتوس وأتلتيكو مدريد وليفربول.
وبجانب ثلاثية دوري الأبطال، أعاد زيزو لقب الدوري الإسباني لخزينة ريال مدريد بعد غياب 5 سنوات، ثم رحل دون سابق إنذار بنهاية موسم 2018، بعدما حقق 9 ألقاب ببطولات مختلفة.
عاد زيزو مرة أخرى للريال، حقق ريال مدريد لقبين في ولاية زيدان الثانية، هما الدوري والسوبر الإسباني، ثم رحل بنهاية موسم 2020-2021، بعدما فشل الفريق في حصد أي لقب لأول مرة منذ قرابة 10 سنوات.