"رئيس ومدير ومدرب فرنسا".. زيدان يكشف طموح الـ50 بدون باريس سان جيرمان
أطلق الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني السابق، عدة تصريحات مثيرة بخصوص باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا.
ورفض زيدان مؤخرا تولي تدريب باريس سان جيرمان، بحسب ما تناقلت الصحافة الفرنسية، بينما يضع تركيزه الأكبر على قيادة منتخب فرنسا في أقرب وقت ممكن.
وأكد زيدان في حوار مطول لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، بمناسبة عيد ميلاده الـ50 ، بقوله: "علاقتي لم تنته مع منتخب فرنسا. أريد أن أقوده فنيا بالطبع وأتمنى حدوث ذلك يوما ما، لكن متى؟، الأمر لا يتعلق بي".
وواصل: "أريد أن أحصل على تجربة كاملة مع منتخب فرنسا. حدث هذا كلاعب، أجمل شيء حدث لي (يضع يده على قلبه) حقاً. إنها الذروة المطلقة، تلك التجربة التي عشتها كلاعب أريدها الآن كمدرب، هذه فكرة ثابتة في ذهني".
هل يقود زيدان منتخب فرنسا؟
بشأن الموعد الذي يتوقع فيه المدير الفني السابق لريال مدريد قيادة المنتخب الفرنسي، تحدث أفضل لاعبي العالم 3 مرات بقوله: "لا أعلم هل سيحدث هذا أم لا. أيا كان أريد تدريب فرنسا".
وأكمل: "في الوقت الحالي هناك مدرب ولديه أهدافه الخاصة، ولكن لو أتيحت الفرصة لاحقاً سأكون موجودا، مجدداً الأمر لا يعتمد علي (في إشارة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم) ، رغبتي هناك. المنتخب الفرنسي هو الأجمل".
ويتولى ديديه ديشامب منذ 10 سنوات، تدريب المنتخب الفرنسي، حيث قاد بلاده للقبي كأس العالم 2018 ودوري أمم أوروبا 2021 وخسر نهائي يورو 2016.
العمل الحر
كشف زيدان، في الحوار الذي أجرته الصحيفة الفرنسية الشهيرة، عن اهتمامه بالعمل بعيداً عن كرة القدم في المستقبل مع أشخاص يثق بهم.
وردا على سؤال حول ما تبقى لزيدان ولم يقم به، تحدث "أريد مواصلة التدريب ولديّ رغبة في هذا الأمر، ثم بعدها أدخل في مشروع أكون مديره بشكل تام".
وعن طبيعة المشروع تحدث: "ربما رئيس ناد أو مدير شركة، بطبيعة الحال أنا بدأت هذا الأمر بمجموعة Z5 التي أطلقتها مع عائلتي وتحديدا إخوتي فريد ونور الدين وجيمس وأختي ليلا".
وأردف "أرغب في تنفيذ مشروع مع أشخاص أحبهم، يتمتعون بالكفاءة ويمكنني أن أثق بهم. في الحياة، عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص المناسبين.".
تدريب باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد
بشأن قيادة باريس سان جيرمان تحديداً: "تدريب باريس؟ لا تستبعد أي شيء، خاصة حين تكون مدرب هذه الأيام".
وأكمل "حين كنت لاعباً كان لي الاختيار بين جميع الأندية، ولكن كمدرب لا يوجد 50 نادياً يمكنني قيادتهم، هما 2 أو 3 فقط، هذه هي الحقيقة الحالية".
وأكمل: "حين أذهب لفريق يجب أن أحقق الفوز، ومن ثم لا يمكنني التعاقد مع أي فريق".
مانشستر يونايتد الإنجليزي كان من بين الأندية التي ارتبط اسم زيدان بها أيضا، وقال في هذا الصدد: "أنا أفهم الإنجليزية، ولكني لا أجيدها بطلاقة تامة، أعرف أن هناك مدربين يذهبون للأندية بدون الإلمام باللغة، ولكني أعمل بطريقة مختلفة، هناك عوامل عديدة من أجل تحقيق الفوز. هو سياق عالمي وأنا أعرف ما احتاجه لتحقيق الانتصارات".
نهاية رحلته كلاعب لفرنسا
نهاية رحلة زيدان كلاعب في فرنسا شهدت تعرضه للطرد في نهائي كأس العالم 2006 ضد إيطاليا بعد التعدي على مدافع الآتزوري ماركو ماتيراتزي.
ويقول عن تلك الواقعة: "لم تكن أفضل مبارياتنا خاصة بالنسبة لي، ولكن هذا ما حدث، يومها كانت أمي متعبة للغاية، كانت تتحدث لأختي عديد المرات يوميا، كنت أعرف أن أمي ليست بحالة جيدة، وكنت قلقا ولم تكن الأمور خطيرة للغاية ولكني كنت قلقاً".
وأتم "نعم ماتيراتزي لم يسب أمي ولكنه سب أختي التي كانت مع أمي وقتها، في أحيان أخرى يسبوك ولا يحدث شيء، ولكن هذا اليوم كان لم يكن هكذا، عليه تقبل ما حدث، لست فخوراً بما فعلت ولكن هذا المشهد جزء من الرحلة، هذه هي مسيرتي وقصة حياتي، وهذا أيضا سبب لأن رحلتي مع فرنسا لم تنته، لا أريد أن يكون هذا المشهد هو الأخير".
زيدان كان قد اعتزل نهائيا بعد كأس العالم 2006، وعن تجربة المونديال الأخير يقول: "في لقاء إسبانيا (في ثمن النهائي) تعرضت للإصابة وأنا أسجل هدفي وحدث تورم في الفخذ، لم يكن أحد يعلم ذلك وقمت بفحوصات وأخبروني بصعوبة أن ألعب ضد البرازيل، ولكني بذلت قصارى جهدي ولعبت، كانت من المحتمل أن تكون آخر مباراة لي وأردت الاستمتاع بكل ثانية فيها".
وقدم زيدان ربما أفضل مباراة في مشواره الرياضي ضد البرازيل في ربع نهائي كأس العالم 2006، وصنع هدف فوز الديوك لزميله تيري هنري بركلة حرة وراوغ نجوم السامبا على مدار اللقاء بشكل خيالي.
تجربة ريال مدريد
قاد زيدان ريال مدريد كمدرب خلال الفترة من 2016 إلى 2018 في فترة ولاية أولى، ثم من 2019 إلى 2021 في الثانية، محققا 11 لقبا أهمها 3 ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا في سنوات الفترة الأولى، في إنجاز لم يتكرر.
ولكن "زيزو" تعرض لهجوم كثير بسبب هذه الثلاثية، من خلال التشكيك في وقوف الحظ أحيانا والتحكيم في أحيان أخرى مع فريقه.
ويقول زيدان عن تلك النجاحات: "الفوز بدوري الأبطال لا يأتي أبدا بالحظ، إنه عمل جاد، خاصة حين تفوز بها 3 مرات متتالية. عملت كالمجنون. لاعبو ريال مدريد آمنوا بي وأنا آمنت بهم، حين أفوز لا أشعر بالدهشة لأني أقدم كل شيء".
زيدان كشف عن تفاصيل التوقيع لريال مدريد حين كان لاعبا في 2001، على منديل ورق قائلاً: "حين وقعت لريال مدريد وكان عمري 29 عاماً، كنت بحاجة لتعزيز مسيرتي وخوض تحد جديد، كنت أفكر في هذا الأمر ونفس الشيء انطبق على فلورنتينو بيريز (رئيس النادي)".
وواصل: "كنا نجلس على طاولة كبيرة في موناكو في حفل عشاء وسلمني رسالة (هل تريد أن تأتي إلى ريال مدريد؟)، وقلت نعم على منديل ورق، ومازلت أسأل نفسي لماذا قمت بالرد بالإنجليزية".
وعن أفضل نهائي مع ريال مدريد أكد زيدان أنه نهائي نسخة 2017 التي سحق فيها نظيره يوفنتوس الإيطالي 4-1 بقوله: "حين هزمنا يوفنتوس كانت المباراة الأكثر اكتمالاً، لقد كان اليوفي الذي لم أفز معه مطلقا بدوري أبطال أوروبا".
ولعب زيدان ليوفنتوس خلال الفترة من 1996 إلى 2001 حين انتقل لريال مدريد الذي بقي فيه حتى اعتزاله عام 2006.
وعن ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا التي حققها في 2017: "من الرائع الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولكن الأجمل الفوز بالدوري الإسباني بعد موسم طويل، صعوبة الليجا تظهر في كل يوم وفي كل مباراة وفي كل تدريب، والفوز باللقبين معاً كان أمراً رائعاً".
وكشف زيدان عن أنه لا يحب الحديث مع لاعبيه بين الشوطين بقوله: "حين تذهب لغرفة خلع الملابس بين الشوطين يجب أن تترك اللاعبين بمفردهم، يكونوا في حاجة للاستشفاء والحديث لـ15 دقيقة لن يساعد، الرسائل لن تصل ولو وصلت لن تصل بالشكل الجيد".
وعن علاقته في الوقت الحالي بريال مدريد قال: "أذهب إلى سانتياجو بيرنابيو كلما كنت قادراً وتواجدت في ملعب دي فرانس لمشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول".
وعن ارتداء القميص رقم 5 كلاعب في ريال مدريد وهو رقم غريب على المهاجمين وصانعي اللعب: "قال لي بيريز إن الرقم المتاح هو 5 ولم تكن لدي أي مشكلة، هذا الرقم منحني الكثير، لقد لعبت 5 سنوات في يوفنتوس و5 سنوات في ريال مدريد، هناك أمور لا تصدق في حياتي، فزت بـ5 دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد (كلاعب ومدرب)، حين أذهب للفندق أسكن في الطابق الخامس، هناك أمور خاصة".
وحقق زيدان دوري أبطال أوروبا 2002 لاعبا مع ريال مدريد و2014 كمساعد لكارلو أنشيلوتي وثلاثية 2016-2018 كمدير فني.
وعن هدفه في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 ضد باير ليفركوزن الألماني الذي منح ريال مدريد لقب الأبطال: "الأجمل، لا أعرف، ربما يكون كذلك، كنت بحاجة للفوز وقتها بأول لقب لدوري الأبطال في مسيرتي، وكنت حاسما في نهائي كبير، جزء من الهدف لروبيرتو كارلوس، الركلة الخلفية المزدوجة التي صوبت بها الكرة لم أكررها بعد ذلك، حاولت في بعض الإعلانات التجارية، لكنها لم تنجح ولم أفعلها على هذا النحو من قبل".
كريم بنزيما والكرة الذهبية
كان طبيعيا أن يتحدث زيدان عن مواطنه وصديقه كريم بنزيما الذي قاده في ريال مدريد لاعباً ووصفه بأنه بمثابة أخ له، وهو نفس وصف اللاعب لمدربه السابق بقوله: "كريم مثل أخ صغير بالنسبة لي، نتواصل بالرسائل دائما. ما يقدمه لا يفاجئني على الإطلاق، كنت أعرف أنه قادر على ذلك، كان دائما جيدا للغاية في الريال. إنه استثنائي".
وعن إمكانية فوز بنزيما بجائزة الكرة الذهبية من "فرانس فوتبول" الفرنسية رد زيدان: "بالطبع يستحقها هذا ليس رأيي، بل رأي العالم كله".
زيدان توج بالكرة الذهبية من قبل عام 1998 حين فاز بكأس العالم مع فرنسا، وقال: "عندما فزت بها في 1998 كنت في الـ26 من عمري، كنت أفضل لاعب في العالم وهو أمر جميل، لكني كنت كارثياً بعد ذلك، أصدقائي كانوا يقولون لي، إن ابن عمي هو من عاد ليوفنتوس بعد كأس العالم وليس أنا، ولكن حين تفوز بكأس العالم تميل إلى الاسترخاء وهذا ما حدث، العودة تكون صعبة ومكلفة، اعتقد أن أفضل موسم لي كان 1999-2000، ليس لي فقط ولكن للمنتخب الفرنسي أيضا".
يذكر بأن زيدان رغم عدم تتويجه بأي لقب في عام 2000 مع يوفنتوس لكنه قاد فرنسا ببراعة واقتدار للتتويج بكأس أمم أوروبا للمرة الثانية في تاريخها بأداءات مذهلة مسجلاً هدفين وصانعاً آخر في مشوار "الديوك" بالبطولة.
الحياة بعد الخمسين
وعن وصوله إلى 50 عاما من عمره تحدث زيدان: "الحياة تستمر، أبقى طفلاً كبيراً وهكذا أفكر، أريد الاستمتاع بكل شيء، أحب حياتي، أنا أفعل ما أشعر به، لا أفكر في كل شيء، أفعل الأمور من قلبي وهذا يجعلها تسير بشكل جيد".
وشدد زيدان على حرصه على الاستمتاع بحياته الشخصية "رفاهيتي مهمة جداً، وأنا أعتني بنفسي. أحب التنزه ولعب التنس بشكل منتظم، كل شيء جزء من حياتي. زوجتي مثلي، ونحن نعيش الأشياء بنفس الطريقة".