مؤامرة أم قلة ثقة.. هل سقط زيدان ضحية الإعلام في إسبانيا؟
قرر الفرنسي زين الدين زيدان إنهاء علاقته رسميا كمدرب لريال مدريد، بعد أيام قليلة من انتهاء الموسم، وسط اتهامات للإعلام بالتآمر ضده.
وأنهى زيدان ولايته التدريبية الثانية مع ريال مدريد، التي بدأت في مارس/آذار 2019، ولم تشهد تحقيق الكثير من النجاحات، كما حدث في الولاية الأولى التي استمرت بين عامي 2016 و2018.
ومن بين الأسباب المختلفة التي وقفت وراء انتهاء علاقة زيدان مع ريال مدريد، وسائل الإعلام التي دخلت قفص الاتهام، باعتبارها أحد أهم تلك العوامل.
تصدير الضغوط
قد يبدو زيدان شخصا صارما وجاف المشاعر، وقد لا يبدو عليه التأثر مهما كانت الضغوطات، لكن في الحقيقة هو يكترث نوعا ما لما يقال عنه، حتى وإن لم يُظهر ذلك علانية.
الصحفي الفرنسي فريدريك هيرميل، مؤلف السيرة الذاتية لزيدان، قال في مقابلة تليفزيونية عام 2020، إن "زيزو" كان يسأله "ماذا يقول الناس عني في إسبانيا وفرنسا؟.. ما رأيهم فيّ كمدرب؟"، وذلك حين كان مدربا لفريق ريال مدريد الرديف (كاستيا)، قبل حتى أن ينتقل لمستوى أعلى من الضغوط بتدريب الفريق الأول.
وفي ظل المستوى المتذبذب لريال مدريد خلال الموسم المنصرم، الذي أنهاه الفريق دون تحقيق ألقاب لأول مرة منذ 11 عاما، وجهت وسائل الإعلام الإسبانية سهام النقد ناحية العديد من الأطراف، وكان زيدان دائما في المقدمة.
صحيح أن المدرب الفرنسي يتحمل جانبا لا بأس له من المسؤولية، وهو ما أقر به في العديد من المناسبات رافضا نقد لاعبيه، لكن في الوقت ذاته فإن نصيبه من الضغط الذي تسبب فيه الإعلام كان أكثر من البقية.
من أمثلة الضغط غير المنصف الذي تعرض له زيدان، حين سلطت الصحف والقنوات الإسبانية الضوء عليه أكثر من باقي عناصر الفريق، بعد الخروج المخيب من دور الـ32 في كأس ملك إسبانيا على يد ألكويانو وهو فريق من الدرجة الثالثة.
فالبرغم من أن زيدان لم يكن بريئا تماما في تلك الخسارة، لكن لا يمكن إغفال أن فريق بحجم ريال مدريد، يملك تشكيلة من بين الأغلى في العالم، لا يحتاج إلى مدرب لتخطي فريق من الدرجة الثالثة لعب منقوصا لمدة 10 دقائق.
الإعلامية روسيو مارتينيز قالت أثناء استضافتها في برنامج "تشيرينجيتو": "كنا ظالمين للغاية مع زيدان"، وهي مقولة قد تلخص علاقة المدرب الفرنسي بالإعلام الإسباني.
ناد مخترق
ناد بشعبية ريال مدريد يكون دائما بمثابة مادة دسمة للصحافة والإعلام، لقدرة أخباره، خاصة المسربة منها، على جذب ملايين القراء والمتابعين.
يمكن القول إن الإعلام يعرف كل صغيرة وكبيرة تحدث في ريال مدريد، وبالرغم من أن هذا جزء من طبيعة الضغوط التي يعاني منها مدربو الأندية الكبيرة، فإن زيادة الأمر عن حده الطبيعي قد يتسبب في وضع لا يطاق لعناصر الفريق، خاصة إذا تزامن مع تراجع النتائج والإخفاقات الرياضية.
كل ما يحدث بين زيدان وأي فرد آخر داخل منظومة ريال مدريد كان يصل إلى الإعلام بطريقة أو بأخرى، وهو ما يتسبب في مزيد من الضغط على المدرب.
وقيعة مع الرئيس
قالت تقارير صحفية إن ما نشرته وسائل الإعلام مؤخرا بخصوص مستقبل زيدان، كان سببا في حالة من الشقاق بينه وبين فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، رغم العلاقة القوية التي تربطهما منذ سنوات طويلة.
ووفقا لما ذكره الإعلامي مانولو لاما، فإن زيدان لا يغفر لفلورنتينو بيريز تسريبه أخبارا تفيد بأنه سيتم إقالته إذا تم إقصاؤه من دوري أبطال أوروبا.
وأوضح الإعلامي بإذاعة "كادينا كوبي" أن زيدان لا يغفر التشكيك الدائم لبيريز في قرارته كمدير فني للفريق.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز