منذ 14 عاما.. صيام العامين يضع كلمة النهاية لأسطورة زيدان
صيام عامين عن التتويج بالبطولات مع ريال مدريد وضع كلمة النهاية لأسطورة اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان منذ 14 عاما.. تعرف على التفاصيل
في يوم 25 أبريل/نيسان 2006، أعلن أسطورة الكرة الفرنسية زيدان الدين زيدان إنهاء مسيرته في الملاعب، سواء مع الفريق الأخير في مسيرته الكروية ريال مدريد الإسباني، أو منتخب فرنسا، حيث أعلن أنه سيعتزل الساحرة المستديرة بعد كأس العالم التي كانت منتظرة بعد أقل من شهرين وقتها في ألمانيا.
وأعلن زيزو قراره بالتوقف عن ممارسة اللعبة بعد كأس العالم، في سن 34 عاما، وهي سن صغيرة نسبياً للاعبي كرة القدم بشكل عام ولاعبي جيل زيدان على وجه الخصوص، خاصة أن الاعتزال جاء في إحدى فترات توهج اللاعب الفرنسي.
وقال زيدان، في تصريحات لقناة "كانال بلاس" الفرنسية يوم 25 أبريل/نيسان 2006: "بعد كأس العالم سأتوقف عن لعب كرة القدم، الأمر متعلق بجسدي في المقام الأول، لقد وصلت لسن باتت الأمور صعبة فيها، وأكثر صعوبة بالنسبة لي".
وأسهب: "لا أريد أن أبدأ موسما جديدا يكون مثل الموسم الماضي، فالنادي لديه أهداف وضعها ولم يتم الوصول إليها".
وأقر زيدان بأن تراجع نتائج ريال مدريد في آخر موسمين قبل اعتزاله، 2004-2005 و2005-2006 أجبره على اتخاذ هذا القرار، مؤكداً: "لا أريد أن أبدأ موسما ثالثا وأنا أعرف أنني لا يمكنني تقديم أفضل مما قدمت".
وفي آخر موسمين مع الريال وقتها لم يتمكن زيدان من قيادته لتحقيق أي بطولة، وخرج الفريق من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي وأرسنال الإنجليزي على الترتيب، وحل ثانياً في الليجا مرتين خلف برشلونة آخرهما بفارق 12 نقطة، في 2005-2006.
نهاية مثالية
يعتبر زيدان واحدا من أصحاب النهايات المثالية في مسيرتهم كلاعبي كرة قدم في العصر الحديث، حيث اعتزل بعد مشاركته التاريخية في كأس العالم 2006 مع منتخب فرنسا، والتي حلت فيها فرنسا في المركز الثاني بالخسارة بركلات الترجيح من إيطاليا في النهائي بعد تعادل 1-1، بفضل هدف زيزو.
وبعيداً عن أحداث المباراة النهائية، ومشهد طرد زيزو بشكل درامي لتعديه على الإيطالي ماركو ماتيراتزي بالنطحة الشهيرة التي أدت لخروجه من الملعب لآخر مرة في تاريخه، ثم خسارة فرنسا للمباراة بركلات الترجيح، قدم زيدان في تلك البطولة الوداعية أجمل مبارياته مع منتخب فرنسا.
بداية فرنسا وزيدان في البطولة لم تكن مبشرة حيث حقق المنتخب 5 نقاط من تعادلين وفوز بشق الأنفس على توجو بهدفين نظيفين، لكن الوضع تغير في دور الـ16، بداية من مواجهة إسبانيا، حيث صنع زيزو نجم المباراة هدف التقدم 2-1 لباتريك فييرا قبل أن يسجل الهدف الثالث في مرمى زميله السابق إيكر كاسياس.
وفي ربع النهائي قدم زيدان مباراة ساحرة ضد البرازيل، امتزج فيها الأداء الفعال باللمسة الفنية، حيث صنع هدف الفوز 1-0 لتييري هنري وقدم مجموعة مهارات فردية لا تنسى في ذاكرة الجمهور المحب للكرة الممتعة ومن أشهرها مراوغته للظاهرة رونالدو.
في نصف النهائي تكفلت ركلة جزاء وقع عليها زيزو في إقصاء البرتغال بقيادة اثنين من أفضل اللاعبين في تاريخها، لويس فيجو وكريستيانو رونالدو، وفي النهائي سجل هدف التقدم ضد الطليان بركلة جزاء في مرمى جيانلويجي بوفون، قبل أن تنقلب المباراة لاحقاً.
حاز زيدان جائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2006 عن جدارة واستحقاق رغم أنه لم يحصل عليها في 1998 حين توج بالمونديال، وذهبت وقتها للبرازيلي رونالدو.
رجل المباريات الصعبة
عرف زيزو اللاعب بأنه رجل المباريات الصعبة والمواقف الحاسمة، وهناك قائمة كبيرة من المباريات التي تدلل على تلك الحقيقة، مثل تسجيل ثنائية في نهائي كأس العالم 98 ضد البرازيل في مباراة انتهت 3-0 للديوك ومنحتهم أول كأس عالم في تاريخهم، رغم أنه لم يكن قد سجل في أي لقاء بالبطولة قبلها.
وفي 2002 حقق زيدان لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الوحيدة في مسيرته كلاعب، بعدما قاد ريال مدريد لتحقيق فوز صعب بنتيجة 2-1 على باير ليفركوزن الألماني، مسجلا هدف الحسم بتصويبة تاريخية على الطائر، بعد تلقي عرضية البرازيلي روبرتو كارلوس، وهو اللقب التاسع في تاريخ النادي الملكي.
وفي تلك البطولة افتتح زيزو في نصف النهائي ضد برشلونة في كلاسيكو ملعب كامب نو أهداف فوز الريال بثنائية نظيفة، بتصويبة من فوق حارس المرمى، مما مهد الطريق نحو النهائي وقتها بعد التعادل الإيجابي إيابا 1-1.
وكان زيدان خسر قبلها النهائي القاري مرتين مع يوفنتوس الإيطالي في 1997 و1998 ضد بروسيا دورتموند الألماني وريال مدريد نفسه.
وفي حملة فرنسا نحو إحراز لقب كأس أمم أوروبا 2000 سجل زيزو الهدف الذهبي الذي قاد فرنسا إلى إقصاء البرتغال من نصف النهائي بركلة جزاء في الوقت الإضافي، وقبلها كان قد افتتح أهداف الفوز 2-1 على إسبانيا في ربع نهائي مثير.
وفي أمم أوروبا 2004 ورغم الخروج من ربع النهائي ضد اليونان ترك زيزو بصمة خاصة بقلب الطاولة على إنجلترا في افتتاح لقاءات المجموعات، حيث قاد فرنسا للفوز 2-1 بتسجيل هدفين من ركلة حرة متقنة وركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، ليحتفظ للديوك بكبريائهم في الفعاليات الكبرى.
زيدان في الذاكرة
حقق زيزو الكثير من الإنجازات في مسيرته كلاعب على مستوى الألقاب، فقاد فرنسا لأول مرة في تاريخها لإحراز كأس العالم وبعدها كأس أمم أوروبا، معادلاً إنجاز ألمانيا في السبعينات بجمع اللقبين بالتتويج بكأس أمم أوروبا 1972 ومونديال 1974.
على صعيد تجربته مع بوردو الفرنسي قاد الفريق لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) 1996، قبل الخسارة في النهائي ضد بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 5-1 بمجموع المباراتين، ومع يوفنتوس حقق لقبين للدوري والسوبر الأوروبي في 1996 وخسر نهائي أبطال أوروبا مرتين.
وفي نهاية الرحلة مع الريال توج بدوري أبطال أوروبا للمرة الوحيدة في تاريخه عام 2002 ولقب الليجا في 2003.