غسان شربل
حجزت ليلة 13-14 أبريل (نيسان) الحالي مقعداً مميزاً في ذاكرة المنطقة. منذ زمن طويل لم تُصب غرف الأخبار في الصحف والمنصات والتلفزيونات بهذه الدرجة من الحمى.
يقول خبراء "التانجو" إن هذه الرقصة تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنها ليست كذلك.
خدَعَنا العالم. توهمنا أنه تعلّم. من حربين عالميتين. ومن انهيارات أصغر لا تقل وحشية. ومن المقابر الجماعية..
كان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 1989. تداعى جدار برلين، وتطايرت هيبته، وبعض حجارته.
كان من الطبيعي أن تدينَ جامعة الدول العربية الاعتداءات الحوثية الأخيرة على الإمارات والسعودية. تحويل الانتهاكات العلنية لأجواء الآخرين بالصواريخ والمسيرات إلى ممارسة شائعة هو ترسيخ لسلوك إرهابي بالغ الخطورة على المنطقة واستقرارها.
فتح النافذة لا يعني بالضرورة دخولَ العاصفة، ولا تسلُّلَ الفوضى، ولا تهديدَ الهوية.. لا مكان في العالم الجديد للخائفين.
هذه المرة لا يمكنُ إلقاءُ التهمة على "فلول صدام حسين"، ولا تعليقُها على شمَّاعة "داعش"، ولا إلصاقُها بـ"الشيطان الأكبر".
يغضَبُ العربُ من الدولة اللبنانية، وهم على حق.. فمنذ سنوات وهم يطالبونها بأنْ تتصرَّفَ كدولة.. أي أنْ تدافعَ عن حقوق مواطنيها..
مواعيد الرياض لا تعني السعودية وحدها.. فحين يشهد بلد بمثل هذا الثقل الاقتصادي والسياسي والديني نهضة شاملة وعملية تحديث عميقة يترك الأمر بصماته على المحيط.