أزمة لبنان.. سجال واتهامات بين تياري الحريري وباسيل
لا تزال أزمة تشكيل حكومة لبنان تراوح مكانها حتى برز سجالا جديدا، اليوم السبت، بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر".
فالجهود الأخيرة التي بذلت مع المسؤولين اللبنانيين، والتي كان آخرها زيارة كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري و الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى بيروت، الأسبوع الماضي، لم تستطع إحداث أي خرق في جدار تلك الأزمة.
ومع تصاعد تلك الأزمة استجد سجال، اليوم السبت، بين "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، و"تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.
وفيما تبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة، تتجه الأنظار الى ما سيحمله وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل الذي يصل أيضا إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، للقاء مسؤولين والبحث أيضا في ملف الحكومة.
وعقب مبادرة لم يكتب لها النجاح من قبل رئيس البرلمان نبيه بري وأيدتها القاهرة، تعاد "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، متهما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بتعطيل تشكيل الحكومة ليرد تيار المستقبل ، برئاسة الثاني، ويؤكد أن المعطل هو من يتمسك بالحصول على "الثلث المعطل"، أي باسيل وعون.
وقالت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري برئاسة باسيل، إنه "لم يعد من شك في أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتأخير تشكيل الحكومة، ويأتي في هذا السياق إفشاله للمسعى الفرنسي الأخير"، متهمة إياه "بالسعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة+ 1".
ومن جانبه رد تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، قائلا:" يتبين من بيان التيار الوطني الحر أن قيادة التيار تعاني التخبط والانكار السياسي في أسوأ مراحلهما، وتقدم الدليل تلو الآخر على التصرف كحزب حاكم يستولي على توقيع رئاسة الجمهورية بشأن تأليف الحكومة "، في إشارة إلى باسيل.
وأضاف "من علامات الإنكار المستجدة لدى قيادة التيار ، قولها إن الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤول عن إفشال المسعى الفرنسي الأخير ، خلافاً لكل التصريحات والتقارير والمواقف التي صدرت من باريس ومن بيروت في هذا الشأن".
وتابع:" هناك معلومات أفادت بأن باريس حاولت ترتيب لقاء بين باسيل والحريري، لكن الأخير رفض مشترطا تشكيل الحكومة وحصولها على ثقة البرلمان قبل لقائه بباسيل، معتبرا أن مشاوراته اللازمة يقوم بها مع رئيس البلاد وليس صهره.
وأضاف بيان تيار المستقبل أن "حديث التيار عن نية لدى الرئيس المكلف بالعمل للحصول على النصف زائد واحد في الحكومة، محاولة متكررة للهروب إلى الأمام لتبرير التمسك بالثلث المعطل ".
ولا تزال الشروط وعرقلة الحكومة تقف عند مطالبة عون وباسيل بالثلث المعطل في حكومة من 18 وزيرا من الاختصاصيين، كان قد طرحها الحريري، إضافة إلى السعي للحصول على أبرز الوزارات منها الدفاع والداخلية والعدل، وهو ما يرفضه الحريري.
أما المبادرة الأخيرة التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري وقضت بحل وسط يقضي بتشكيل حكومة من 24 وزيرا لا ثلث معطل فيها نقل عن الحريري وعون موافقته عليها، لكن لم يعلنا بشكل واضح ورسمي ذلك.
ويأتي كل ذلك بعد أكثر من خمسة أشهر على تكليف الحريري واستمرار العرقلة من قبل باسيل وعون ودعم مطلبهما من قبل حزب الله، حيث تتشير المعلومات إلى أنه يربط تأليف الحكومة باتضاح صورة المفاوضات الأمريكية- الإيرانية.
ورفضا لهذا الواقع سجل اليوم السبت تحرك احتجاجي محدود في وسط بيروت رغم رداءة الطقس، تحت شعار: "حقي اغضب، يوم الغضب الشعبي".
وحمل المحتجون الأعلام اللبنانية واللافتات الاحتجاجية ورفعوا صورة لشهداء "الثورة" في وسط العاصمة، مطالين برحيل الرؤساء الثلاثة، وبتشكيل حكومة مستقلة تعمل مع المجلس النيابي على إقرار قانون التدقيق الجنائي والعمل على ملفات وقضايا عدّة يعاني منها لبنان للخروج من أزمته السياسية والاقتصادية.