اللبناني بديع أبوشقرا لـ"العين الإخبارية": "لا أرفض المشاهد الجريئة"
في سياق مسيرته الفنية أطل الممثل اللبناني بديع أبوشقرا في موسم رمضان 2021 بشخصيتين مختلفتين، عكستا موهبته وتميزه.
وفيما برز كأحد أبطال "المسلسل" اللبناني "راحوا" كان دوره في مسلسل "للموت" محدودا لكنه يصف الشخصية بـ "المميزة" التي جذبته لتجسيدها، في حوار مع "العين الإخبارية".
- كيف تميّزت إطلالتك في "للموت"؟
الإطلالة المميزة كما ورد في تتر المسلسل، هي لشخصية "أمير" الذي خلقته الكاتبة نادين جابر، فيأتي بعد ذلك دور الممثل والمخرج بعملية "تظهير" لها، ولكن في حال لم تكن مميزة بالكتابة على الورق، يبقى ظهورها محصورا بالاسم فقط، ولا أعتقد أن لذلك أي أهمية. أما بالنسبة لي فكانت هذه الشخصية مميزة في الحلقات المعدودة التي ظهرت بها وهذا ما جذبني لتجسيدها.
كذلك أهمية الدور في "للموت" يعتمد على أهمية الأدوار الأخرى من جهة، وسياق النص من جهة أخرى، كونه يأتي في ذروة الأحداث ليصب الزيت على النار، وهذا ما جذبني لتجسيده نظرا إلى كيانه في القصة.
- بم تصف مشاركتك في عمل يجمع بين لبنانيين وسوريين؟
كان لي شرف المشاركة في مسلسل مع أصدقاء ناجحين ومثابرين، من الممثلين إلى الكاتبة والمخرج وشركة الإنتاج بغضّ النظر عن الجنسيات، فالفن ليس له جنسية على الإطلاق، كما أن الإطلالة على الجمهور العربي لها ارتباط ثقافي مع الدول التي تمتلك ثقافات متشابهة، عدا عن التقارب الفني بين المجتمعات يطغى على أي تقارب آخر.
- هل تتعرض الدراما اللبنانية للظلم؟
الدراما اللبنانية لم تُظلم بعدم عرضها على قنوات عربية، بل ظُلِمت من الداخل في بلد لا يشجع حكامه ولا يكترثون للقطاعات المنتجة التي يمكن وصفها بالواجهة الحضارية التي يمكن أن تشكل قطاعا مثمرا للغاية.
- كيف تساهم المنصات الرقمية في انتشار الممثل؟
المنصات الرقمية هي ظاهرة جديدة وأساسية فنيا لأسباب عدة، منها خلق مساحة حرة لطرح المواضيع، وتوقيت المشاهدة بالنسبة للمتابعين، إضافة إلى حرية الفرد باختيار القصص المفضلة لديه، كما باتت منبرا أساسيا لمستقبل الأعمال الدرامية، وللجمهور اليافع البعيد إلى حد ما عن متابعة الإنتاجات التقليدية، أما انتشار المسلسلات على المنصات الرقمية، ينعكس إيجابا على الممثل من ناحيتين: الأولى تتمثل بانتشار خاص به، ما يرفع منسوب التحدي لديه لناحية ضرورة تجسيده شخصيات متعددة في قصص مختلفة نظرا إلى غزارة الإنتاج، أما الثانية فتتمثل بكون هذه المنصات هي الأكثر توسعا في العالم، ما يجعل الدراما العربية تصل إلى العالم.
- تعقيبك على الانتقادات الموجهة لمسلسل "راحوا" اللبناني؟
برأيي نحن علينا سرد القصة الواقعية بحذافيرها ونترك الحكم النهائي للناس، فليس هناك من تبريرات لأي عمل إجرامي تحت أي ظرف، لكن يمكن أن نتعاطف أحيانا مع المجرم لأسباب معينة محكومة بظروف محددة، ولكن التعاطف شيء والموقف شيء آخر، كما أن الكاتبة كلوديا مرشيليان روت قصة حدثت في المجتمع من دون إبداء رأي مباشر بها".
والمسلسل يلقي الضوء على عملية إرهابية حدثت في أحد المقاهي وسقط خلالها عدد من الجرحى والقتلى، وكيف انعكس غيابهم على حياة المقربين منهم.
والمسلسل انتهى تنفيذه من حوالى السنتين، ولم يكن مطروحا للعرض في الشهر الفضيل، لكن الظروف شاءت ذلك، لكن شخصيا أيقنت أننا بحاجة إلى "مدرسة ابتسامة" تنشط في الدراما بوجه كل الظروف، فهذا النوع من الإنتاجات يجب أن لا يغيب عن الشاشة، إنما من خلال دراما عصرية تواكب تغيّر شكل الأحداث التي غيّرت ردود فعل الناس.
- قلت إنك أديت 9 مشاهد عارية خلال إحدى المسرحيات.. فهل أنت مع كسر "تابو" المحرمات في الفن؟
الفن هو وليد بيئته، وبيئتنا بنسبة كبيرة منها ليست منفتحة، ولكن في حال تطلب سيناريو معيّن، مشهدا جريئا، يجب تجسيده من دون تردد بعيدا عن أي حذر، كي نكون حقيقيين إلى أقصى الحدود، فالعمل الفني ليس جائزة ترضية.
ولكن أود الإشارة الى أن الجرأة ليست بالعري والحميمية، بل بالمواضيع الجدلية المنفّذة بأسلوب محترف تمثيلا وإخراجا، والتي تسمح للناس بمناقشة أنفسهم أولا ومن حولهم ثانيا بهدف معالجة المشكلة.
- ما هي أبرز أدوارك حتى اليوم؟
كل أدواري بالنسبة لي، بارزة رغم عدم نجاحها كلها، ولكن عدم النجاح بالفن ناجم عن رؤية غير صائبة للممثل، كوننا تعلمنا في الجامعة أن الممثل يقترح تفاصيل الشخصية ويدافع عن هذا الاقتراح، وبالتالي اللمسة الناقصة هي جزء من العملية الفنية، أما خطوتي المرتقبة ستكون مع شركة "إيغل فيلمز" ضمن مسلسل يحمل عنوان "البريئة" من إخراج رامي حنا.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز