مقتل 10 متظاهرين إثر اقتحام مليشيات إيرانية ساحة الخلاني العراقية
المتظاهرون العراقيون يطالبون باستقالة الحكومة وتغيير النظام السياسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية وإنهاء النفوذ الإيراني
قتل 1٠ متظاهرين عراقيين وأصيب نحو ٢٠٠ آخرين، السبت، إثر اقتحام مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران وقوات الأمن العراقية ساحة الخلاني وسط بغداد القريبة من ساحة التحرير، وتفريقها المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي.
ويعتصم المتظاهرون العراقيون في ساحة التحرير منذ ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن، مطالبين الحكومة العراقية بتحقيق مطالبهم المتمثلة باستقالة الحكومة وتغيير النظام السياسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية، مهمتها قيادة البلاد لحين تنظيم انتخابات نزيهة بإشراف دولي وإنهاء النفوذ الإيراني.
وقال الدكتور جلال العبادي، أحد الأطباء العاملين ضمن الأطقم الطبية العراقية المتطوعة في ساحة التحرير لـ"العين الإخبارية": "إن مليشيات الحشد قتلت أكثر من ١٠ متظاهرين وأصابت ٢٠٠ آخرين في ساحة الخلاني، بعد أن اقتحمته في وقت سابق السبت".
وأشار العبادي إلى وجود العشرات من الجرحى في ساحة الخلاني، لكن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع التي تستخدمها المليشيات تعوق نقلهم إلى ساحة التحرير، فيما نقلت سيارات الإسعاف عددا كبيرا من الجرحى إلى مستشفى الكندي ومستشفيات بغداد الأخرى.
واجتازت مليشيات الحشد، عصر السبت، جسر السنك إحدى جسور بغداد الخمسة التي أغلقتها الحكومة العراقية لمنع المتظاهرين من العبور للضفة الثانية ومحاصرة المنطقة الخضراء المحصنة التي تحتضن المقار الحكومية الرئيسية والبعثات الدبلوماسية.
واقتحمت المليشيا ساحة الخلاني باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وتمكنت من تفريق المتظاهرين، لكنهم عادوا مجددا وسيطروا على الساحة التي تعتبر إحدى أقرب الساحات القريبة من ساحة التحرير، المركز الرئيسي للمعتصمين وسط بغداد.
وأكد الرائد حيدر العاملي الضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العين الإخبارية"، أن "القيادة أوعزت إلى القوات الأمنية بعدم استخدام الرصاص الحي، لكن القوات المقتحمة من الحشد غير خاضعة لسلطة قيادة العمليات".
وتابع العاملي: إن ساحة الخلاني تشهد حاليا عمليات كر وفر مستمرة بين المتظاهرين وعناصر الحشد، مبينا أن "الحشد لديه الأوامر باقتحام ساحة التحرير مهما كانت النتائج"، موضحا عدم علمه بوجود قتلى أو مصابين في صفوف المتظاهرين.
في غضون ذلك كشف مسؤول في الاستخبارات العراقية، لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحشد الشعبي بدأت بتنفيذ خطة الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني للقضاء على المظاهرات، وتتمثل بمحاصرة ساحة التحرير من عدة اتجاهات لمنع وصول المساعدات إليها ومن ثم اقتحامها، وسينفذ الاقتحام من قبل لواءين من الحشد تدربا في إيران على حرب الشوارع والأزقة واستخدام مدرعات وأسلحة متوسطة".
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إنه إذا لم تنجح "خطة سليماني" في القضاء على المظاهرات فإن الأخير أعد خطة ثانية، تتمثل في تنفيذ الحشد عملية انقلاب في بغداد والسيطرة على زمام الأمور وتشكيل حكومة منها، ومن ثم مطالبة المتظاهرين بإنهاء مظاهراتهم والاستعداد لانتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة من المليشيات، ومن ثم تنفيذ عمليات اعتقالات واسعة ومجازر ضد كل من شارك في المظاهرات.
وتزامنا مع استخدام القمع في بغداد شنت مليشيات الحشد حملة اعتقالات واسعة في محافظة البصرة، أسفرت عن اعتقال أكثر من ٥٠٠ متظاهر وناشط مدني ما زال مصيرهم مجهولا.
وبلغت أعداد الناشطين والمتظاهرين المعتقلين في محافظة ذي قار جنوب العراق أكثر من ١٢٠ شخصا نقلتهم المليشيات بعد اعتقالهم إلى سجونها ومنعت عائلاتهم من متابعة ملفاتهم.
وذكر مصدر في المديرية العامة لصحة محافظة البصرة، لـ"العين الإخبارية"، أن البصرة شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية مقتل أكثر من ٢١ متظاهرا وإصابة ٣٠٠ آخرين بجروح، مؤكدا أن الضحايا وقعوا إثر استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.
وكان محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي أعلن، السبت، إطلاق مبادرة وطنية تجمع السلطات الثلاث ومختلف الفئات الاجتماعية لمعالجة المشاكل في البلاد.
وقال رئيس البرلمان العراقي "سنعمل على وضع جدول زمني لتلبية مطالب المتظاهرين"، وجدد رفضه "استخدام العنف ضد المتظاهرين"، ومطالبا بحمايتهم.
ويشهد العراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى الآن، مظاهرات واعتصامات وعصيانا مدنيا في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد.