أمور لا تعرفها عن المحكمة العليا الأمريكية.. 11 حقيقة مثيرة
"الرؤساء يأتون ويذهبون، لكن المحكمة العليا تستمر إلى الأبد"..
هذه الكلمات التي قالها ويليام هوارد تافت، الرئيس الـ27 للولايات المتحدة (1909-1913)، رئيس المحكمة العليا العاشر (1921-1930)، تبرز أهمية الهيئة القضائية، التي تختص بالفصل في قضايا قانونية عامة تشمل الخلافات الانتخابية.
لكن تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باللجوء إلى المحكمة بعد التشكيك في نتائج فرز الأصوات بعدة ولايات، أثار الفضول حول دور أعلى محكمة في البلاد في حسم مصير الانتخابات الرئاسية.
وعقب شغور مقعد عميدة القضاة الراحلة روث بادر جينسبورج، سارع ترامب لترشيح خليفة لها، ورشح القاضية إيمي كوني باريت التي عجل الجمهوريون إجراءات تعيينها قبل الانتخابات، ما أثار شكوك حول تطلعه لتعزيز الفصيل المحافظ في المحكمة لعقود قادمة.
وطوال تاريخها الذي يمتد قرابة 230 عامًا، جعلت الشخصيات والقضايا المثيرة للاهتمام المحكمة ما تبدو عليه اليوم.
ولتسليط الضوء على تاريخ المحكمة الحافل، دعنا نلقي نظرة على هذه الحقائق الغريبة والعجيبة والحقيقية 100٪ حول المحكمة العليا، التي رصدتها وسائل إعلام أمريكية.
1- قلة مختارة
بعد أداء اليمين الدستورية كقاضية جديدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصبحت إيمي باريت القاضية الـ115 فقط في تاريخ المحكمة العليا منذ عام 1789. خلال ذلك الوقت، كان هناك 17 رئيسًا للمحكمة فقط، ومتوسط فترة ولاية القاضي 16 عاما.
باريت هي خامس امرأة تعين في تاريخ المحكمة بعد 4 نساء، واحدة منهن، سونيا سوتومايور، أول قاضية لاتينية في البلاد، بينما كان اثنان من القضاة من أصل أفريقي وثمانية من اليهود إحداهن الراحلة جينسبورج.
2- أطول وأقصر خدمة
القاضي وليام دوجلاس هو العضو الأطول بقاء في منصبه بالمحكمة بفترة 36 عامًا و7 أشهر (1939-1975). قضى القاضي جون روتليدج أقصر مدة كقاض مساعِد، بالكاد عام واحد على المنصة (1790-1991)، وخدم روتليدج أيضًا 5 أشهر فقط كرئيس للمحكمة، وهو رقم قياسي أيضًا.
3- لعبة الأرقام
لا يحدد الدستور عددًا محددًا من القضاة تاركًا ذلك للكونجرس. في البداية كان هناك 6 أعضاء في المحكمة العليا، ثم خمسة، ثم سبعة، ثم تسعة، ثم تناقصًا إلى ثمانية، وما يصل إلى 10 لبعض الوقت، وعادوا إلى ثمانية، ثم في النهاية وصل عددهم إلى تسعة في عام 1869.
4- من القاع إلى القمة
أُنشئت المحكمة العليا عام 1789، وانعقدت لأول مرة في مدينة نيويورك عام 1790، وانتقلت لاحقًا إلى فيلادلفيا ولم يكن للمحكمة العليا مبنى خاص بها حتى انتقلت عام 1935 في عامها الـ146 إلى المبنى الحالي في واشنطن، حيث تنظر القضايا اليوم بفضل جهود رئيس المحكمة ويليام هوارد تافت، القاضي الوحيد في المحكمة، الذي شغل منصب رئيس الولايات المتحدة.
وبعد عقد الجلسات في العاصمتين القديمتين للبلاد نيويورك وفيلادلفيا، التقى القضاة طيلة عقود في قاعة مجلس الشيوخ القديمة، وتقاسموا أماكنهم الضيقة لبعض الوقت مع محكمة شؤون الأيتام بالعاصمة، حتى تصميم المبنى الحالي المقابل لمبنى الكابيتول على الطراز الكورنثي للعمارة اليونانية.
5- رموز وتماثيل
يتجسد تمثيل دور المحاكم والقضاة في كل مكان على أرض ومباني المحكمة العليا. ويجب على الزائرين البحث عن السلاحف المزخرفة التي تحيط بقواعد أعمدة الإنارة الخارجية، التي ترمز لسير العدالة التداولية.
وهناك تماثيل تجسد "العدالة"، تحمل السيف والميزان، و"الأقدار الثلاثة" التي تنسج خيط الحياة. وتزن الأبواب البرونزية الأنيقة أعلى الدرج الأمامي 6 أطنان ونصف لكل منها. يعرف الكثيرون النقش الخارجي الشهير على أعتابها "مساء أمام القضاء بموجب القانون"، وفي الجزء الخلفي من المبنى توجد رسالة أخرى منحوتة قوية تقول "العدل حارس الحرية".
6- "رابطة اللبلاب"
تخرج القضاة الثمانية الحاليون في المحكمة من كليات "رابطة اللبلاب" (Ivy League)، وهي رابطة رياضية تجمع 8 جامعات تعتبر من أشهر وأقدم جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.
درس 4 قضاة في كليات الحقوق بجامعة هارفارد، و3 في كلية الحقوق بجامعة "ييل"، بينما التحقت القاضية الراحلة جينسبورج بجامعة هارفارد لكنها تخرجت من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، أما أحدث الأعضاء إيمي كوني باريت فتخرجت من جامعة "نوتردام".
7- رداء العدالة على الموضة
كما يوضح أمين المحكمة: "لطالما كان يُعتقد أن أردية القضاة تضفي الكرامة والوقار على الإجراءات القضائية. واتباعا لعرف القضاة الإنجليز، تبنى بعض القضاة الاستعماريين الأمريكيين ارتداء العباءة إلى جانب العديد من العادات والمبادئ الأخرى لنظام القانون العام الإنجليزي".
وعندما اجتمعت المحكمة العليا لأول مرة عام 1790، لم يتخذ القضاة قرارًا بشأن ارتداء العباءة، ولكن في فبراير/شباط 1792 ظهروا في مجموعة قياسية من العباءات لأول مرة، أشار إليها أحد المراسلين باسم "رداء العدالة".
يُعتقد أن هذه العباءات كانت سوداء ومزينة بالأحمر والأبيض من الأمام وعند الأكمام، واستخدم لبضع سنوات فقط قبل أن يتبنى القضاة جميعا الجلباب الأسود في القرن التاسع عشر، حيث يعود تاريخ العديد من تقاليد المحكمة ومنها وضع أقلام الريشة على مكاتب المستشارين عندما انعقاد جلسة.
8- الجلوس بالأقدمية
يجلس القضاة حسب الأقدمية، فيشغل رئيس المحكمة الكرسي الأوسط، ويجلس مساعد القاضي الأقدم إلى يمينه، والثاني في الأقدمية على يساره، والباقون يتناوبون يمينًا ويسارًا بالأقدمية.
وإذا انضم قاضيان إلى المحكمة في نفس اليوم، فإن الأقدمية وبالتالي ترتيب الجلوس يتحدد حسب العمر.
9- خدمة مدى الحياة
بمجرد تعيين القاضي من قبل الرئيس والتصديق على ترشيحه في مجلس الشيوخ، يمكن للقاضي أن يخدم مدى الحياة.
10- ممنوع بث الجلسات
كان حفل أداء اليمين للقاضية سونيا سوتومايور عام 2009 أول حفل على الإطلاق يبث على شاشة التلفاز، بينما جلسات المحكمة العليا لا تبث أبدًا.
وفي غضون ذلك، تتواصل عملية فرز الأصوات لحسم اسم الساكن الجديد للبيت الأبيض الذي يتنافس للوصول إليه الرئيس الحالي والمرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.
وبحسب المؤشرات شبه النهائية حتى الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش الخميس، حقق المرشح الديمقراطي 264 صوتا بالمجمع الانتخابي، مقابل 214 لصالح ترامب، ما يعني أن الأول على بعد 6 أصوات فقط من حسم السباق لصالحه حيث يكفي حصول أي من المرشحين على 270 صوتا من إجمالي 538.
11- قضية الطماطم
هل دخلت في نقاش من قبل حول ما إذا كانت الطماطم فاكهة أم خضار، كذلك فعلت المحكمة العليا، عندما قررت في نهاية المطاف أنها خضار في قضية قضية "نيكس ضد هيدن "، التي حُسمت عام 1893.
رفع الدعوى القضائية جون نيكس وهو بائع كبير للمنتجات في مدينة نيويورك، ضد جابي ميناء نيويورك إدوارد إل هيدن اعتراضا على قانون التعريفة الجمركية الصادر في 3 مارس 1883، بأنه يجب دفع الضرائب على الخضار المستوردة، وليس على الفواكه.
ونظرًا لكون الطماطم حاملة للبذور، فقد اعتبرها الكثيرون ثمارًا، ولكن في النهاية، حكم القاضي هوراس جراي في قرار بالإجماع، بأن الطماطم لم تكن ثمارًا لأنها كانت تؤكل عادةً مع الوجبة الرئيسية وليس كحلوى.