بعد تفجيرات بروكسل.. هل ترفع أوروبا شعار "للخلف دُر" مع اللاجئين؟
خبراء توقعوا التضييق عليهم ومواطنون أوربيون تباينت آراؤهم
خبراء سياسيون توقعوا أن يكون للهجمات الإرهابية التي شهدتها بروكسل تأثيرات سلبية على التعامل مع ملف اللاجئين لاسيما المسلمين والعرب منهم
أجمع خبراء سياسيون على أن تزايد الهجمات الإرهابية التي تستهدف دول غربية سيكون له تأثيراته على التعامل مع ملف اللاجئين، لاسيما المسلمين والعرب منهم، والتي اعتادت تلك الدول الإشارة إليهم بأصابع الاتهام والتضييق عليهم فور وقوع مثل هذه الهجمات.
وفتحت تفجيرات استهدفت مطار "زافينتيم" الدولي ومحطات قطار الأنفاق في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، والتي أسفرت عن مقتل ٣٤ شخصًا، الباب أمام مطالب مواطنيين أوروبيين بالتضييق على اللاجئين، وهو ما اعتبره الخبراء "نتيجة متوقعة" مرهونة بتزايد التهديدات الإرهابية والتي تشكل ضغطًا على الحكومات، على حد قولهم.
مانا ساران، مواطن هندي يعيش في باريس كتب على حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، عقب وقوع التفجيرات يقول: " باريس الأولى .. وبروكسل الثانية .. أما آن بعد للاتحاد الأوروبي أن يعيد التفكير في سياسته مع أزمة هجرة اللاجئين؟".
وطالب ساران، الذي يعمل مهندس كمبيوتر، الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف حازم ضد أزمة اللاجئين، مضيفًا: من اليسير دخول أشخاص تربطهم صلة بالإرهاب للدول الأوروبية تحت اسم لاجئين .. قد يكون هناك أزمة مع الإرهابيين ذو أصول أوروبية لكن من الصعب عزل ما يحدث عما يجرى في سوريا".
متفقة معه، تساءلت بينيلوب جاين، طالبة بالولايات المتحدة، عبر حسابها علي "تويتر" عن عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا قبل إزالة لافتات الترحاب باللاجئيين؟
وعلي الجهة المقابلة، تضامن قطاع من المواطنين الأوروبين مع اللاجئين، منهم جرايني دريسكول، مواطنة أيرلندية والتي قالت عبر حسابها: "استخدام ما حدث في بروكسل كسلاح للكراهية واللوم ضد استضافة اللاجئين خطأ ومخجل ولا يساعد أحدًا".
وغردت يوجينيا ريكو، كاتبة أسبانية، قائلة: " تذكروا أن هجمات باريس نفذت بواسطة بلجيكيين وليس لاجئين هربوا من نفس الإرهاب الذي نعاني منه".
صوت العقل الذي ظهر في تعليق يوجينيا، توقعت دالية غانم-يزبك، الخبيرة المتخصّصة في شؤون الحركات الجهادية والإرهاب في مركز كارنيغي للشرق الأوسط ببيروت، أنه لن يكون الأكثر شيوعًا في التعامل مع هذا الحادث.
وقالت إن ما حدث اليوم سيكون له تأثير على ملف التعامل مع اللاجئين، بل وستزداد حالة الاستياء ضدهم، مضيفة أن هذا الغضب لن يكون قاصرًا على اللاجئين فقط، ولكنه سيستهدف العرب والمسلمين المتواجدين في بروكسل وخارجها.
ودللت الخبيرة السياسية على حديثها لبوابة "العين" بالفترة التي أعقبت هجمات "شارلي إبدو" نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، حيث كان لها تبعاتها السلبية على المسلمين والعرب في فرنسا، وكيف تم تخريب المساجد ومهاجمتهما وازداد الاستياء ضدهم بشكل كبير، إلى جانب ارتفاع نسبة الأعمال الناتجة عن الإسلاموفوبيا وإرهاب الأجانب (كرههم) بنحو ٧٠٪، بحسب تجمع مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا.
واتفق خليل الخليل، محلل سعودي، وأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض مع الرأي السابق.
وقال الخليل لبوابة "العين"، إن "تصارع وتيرة هذه الهجمات سيكون له تبعات كبيرة ومؤسفة، ومن أهمها الشك في كل عربي ومسلم من قبل شعوب دول الاتحاد الأوروبي المتعاطفة في حاضرها مع القضية الفلسطينية ومع المهاجرين من العراق وسوريا وأفغانستان بسبب الظروف القاسية والحروب التي تعرضوا لها".
وأضاف الخبير السياسي، هناك قضية أيضٍا خطيرة وهي أن امتداد هذا الإرهاب إلي أوروبا، كما حدث في لندن وباريس وحاليًا في بلجيكا، سيمنح الفرصة الذهبية لصعود اليمين العنصري في تلك الدول ويحرم العرب والمسلمين واللاجئين من العلاقات الاقتصادية والعلمية مع تلك الدول.
ومتفقًا مع الرأي السابق، اهتم مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بمصر (خاص)، بتأثير التفجيرات ليس على اللاجئين وحدهم، ولكن على كل من هو عربي ومسلم.
وقال إن " انعكاسات ما حدث ستطال كل من هو مسلم وعربي وإن لم يكن بنفس القدر في الانعكاس على اللاجئين الذين سيواجهوا الجزء الأكبر من التبعات والشهبات، سواء ما يتعلق في التضييق على دخولهم تلك الدول أكثر من ذي قبل، أو حتى حجم المساعدات التي تُمنح لمساعدتهم".
ما قاله الخبراء الثلاثة هو نفسه ما ذهب إليه رئيس الهيئة العامة السورية لشئوون اللاجئين في مصر، تيسير النجار الذي رأى أن ردة الفعل المتوقعة من جانب أوروبا هي التضييق على اللاجئين السوريين، رغم أنه هناك مراقبة لكل لاجئ لمدة سنة على الأقل، لكن ما حدث من إرهاب اليوم وقبل ذلك في هجمات باريس يجعل الغرب يتهم اللاجئين رغم أنهم أنفسهم هاربين من جحيم الإرهاب.
وفي تصريح عبر الهاتف لبوابة "العين" أضاف النجار: "داعش تحاول أن تستعرض قوتها أمام العالم وتخيف الغرب لكن من يدفع الثمن هم المسلمين والعرب، خاصة اللاجئين، في ظل محاولات أوروبية لتحجيم تدفقهم لأراضيهم ولعل أخر اتفاق مع تركيا يوضح النوايا الأوروبية، والآن جاءت الفرصة لمزيد من هذه الاتفاقات".
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز