هجمات بروكسل.. مؤشر الرعب يرتفع
تفجيرات بروكسل، مؤشر على أن تنظيم "داعش"، يواصل تبنّي استراتيجية نشر أكبر قدر من الرعب والضحايا للتغطية على هزائمه
التفجيرات الدامية في العاصمة البلجيكية بروكسل، الثلاثاء، التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، مؤشر على أن تنظيم "داعش"، يواصل تبني استراتيجية نشر أكبر قدر من الرعب والضحايا للتغطية على خسائره، والثأر من الدول المشاركة في جهود هزيمته.
والتفجيرات التي ضربت قلب أوروبا، تؤكد أنها أصبحت أرضا خصبة لتجنيد عناصر جدد ينضمون للتنظيم، عبر اليونان التي تعد بوابة لعبور عناصره إلى القارة العجوز.
أكبر قدر من الرعب والخسائر
في بداية الحرب، حقق "داعش" مكاسب عن طريق القيام بشيء لم ينجح تنظيم القاعدة في تحقيقه أبدا: إعلان دولة فعلية، تمتد عبر العراق وسوريا إلى جانب سلسلة من الانتصارات في عام 2014، التي سمحت بالترويج له بدعوى أنه جماعة لا تقهر، تضم آلاف المقاتلين في صفوفها، وتعزيز التحفيز الذاتي والزخم حوله.
وعندما بدأ يشعر التنظيم، أنه يخسر أراضي دولته المزعومة، أمام زحف الجيش العراقي، والمليشيات التابعة له والغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، ما يهدد بانهيار رواية النصر والتنظيم الذي لا يقهر، بحث عن وسيلة أخرى لإثبات نفسه، والحفاظ على قوته الأيديولوجية، التي يستمد منها جزئيا قوته العسكرية، وطريقة جديدة ليتصدر عناوين الصحف والاهتمام العالمي.
وعثر على الجواب في الهجمات المنسقة ضد المدنيين. وخلافا لتنظيم القاعدة، الذي اختار أهدافا صعبة واستراتيجية (من وجهة نظره) مثل السفارات أو وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، اختار "داعش" الأهداف الأكثر ضعفا، لأن هذا سينشر أكبر قدر من الرعب والخسائر البشرية. واختبر هذه الاستراتيجية في يونيو/ حزيران 2015، في بلدة سوسة السياحية التونسية حيث قتل 39 شخصا، فأثبتت فعاليتها.
وبحسب آراء عدد من خبراء الإرهاب، إذا كنت تعاني من خسائر إقليمية، يبدو بالتركيز على الحرب غير المنظمة ونقل ساحة المعركة خيارا منطقيا لتعويض خسائرك، وهو ما فعله "داعش" لفرض خسائر على دول تشارك في جهود هزيمته.
اليونان بوابة "داعش" إلى أوروبا
اليونان ليست فقط طريق الإرهابيين الذين يحاولون الوصول إلى العراق وسوريا، ولكن أيضا بوابة إلى أوروبا للمقاتلين العائدين من منطقة الشرق الأوسط، والدليل على ذلك، أن العقل المدبر لهجمات باريس البلجيكي "عبد الحميد أباعود"، استخدم اليونان عدة مرات لدخول أوروبا من سوريا في طريقه إلى بلجيكا، وما لا يقل عن اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا هجوم "ستاد فرنسا"، عبروا اليونان كلاجئين سوريين.
ولا يبدو هذا من قبيل المصادفة، فثمة مؤشرات على أن الإرهابيين يبنون خلايا دعم لوجستي وتجنيد وتمويل في اليونان، لتسهيل سفر عدد متزايد من المقاتلين المحتملين، كما تشير بعض التقارير إلى أن ما يصل إلى 200 شخص في البلاد يرتبطون باثنين من الجماعات المتطرفة التي تضم معظم الأوروبيين، وهما: "داعش"، و"جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
أوروبا و"داعش"
بينما كان يسعى التنظيم إلى استقطاب شباب المناطق الفقيرة ممن يعانون البطالة والتهميش والإحباط في دول الشرق الأوسط، فقد اعتمد على 3 عوامل لجذب الشباب الأوروبيين نحو الانضمام إلى الجماعة، هي العزلة عن طريق استغلال الشعور بالاغتراب و"عدم الانتماء" بين كثير من الشباب المسلم في أوروبا، والكاريزما عبر استخدام الشخصيات الكاريزمية المقنِعة، والدعاية الماهرة التي تتمثل في استغلال الصور، والتصوير السينمائي، والعنف الشديد.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز