بالصور.. "الإرهابيون الأشقاء" من بوسطن إلى بروكسل

إعلان السلطات البلجيكية أن الانتحاريين اللذين نفذا هجمات بروكسل، شقيقان، يسلط الضوء على ظاهرة "الأشقاء الإرهابيين" أو "الإرهاب العائلي"

إعلان السلطات البلجيكية، اليوم الأربعاء، أن الانتحاريين اللذين نفذا الهجمات التي أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى في بروكسل، هما الشقيقان خالد وإبراهيم البكراوي، يسلط الضوء على ظاهرة تفرض نفسها هي "الأشقاء الإرهابيين" أو "الإرهاب العائلي".
    
وقال المدعي العام البلجيكي فريدريك فان لو، في مؤتمر صحفي، إنه تم التعرف على إبراهيم البكراوي على أنه أحد منفذي اعتداء المطار من خلال بصماته، بينما تم التعرف على شقيقه خالد على أنه منفذ اعتداء محطة مترو "مالبيك" أيضًا من خلال بصماته.

غير أن هذا الهجوم الدامي، الذي أسفر عن مقتل قرابة 30 قتيلًا و270 مصابًا، حسبما أعلنت السلطات، ليس السابقة الأولى التي يشارك فيها أشقاء في هجمات إرهابية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزى جزئيًّا إلى إخفاق الدولة في إنقاذ الشباب المهمش من السقوط في براثن التطرف، والتورط في أعمال العنف والإرهاب، بحسب خبراء.

أشقاء القيروان 
في 7 فبراير/ شباط 2016، تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من القبض على 3 إرهابيين أشقاء (فتاة وشابان)، أحدهم مصاب بطلق ناري في منطقة سجنان بولاية بنزرت شمالي البلاد، كانوا على متن سيارة متجهين نحو ولاية صفاقس وبحوزتهم كمية من الأدوية.

باريس ببروكسل
ضمت الخلية الإرهابية التي خططت ونفذت اعتداءات باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 التي خلفت 130 قتيلًا و368 مصابًا، 3 أعضاء أشقاء، هم إبراهيم عبد السلام (31 عامًا)، الذي فجر نفسه عند جادة فولتير، وشقيقه محمد الذي أوقفته السلطات البلجيكية احترازيًّا، وصلاح عبد السلام الذي ألقي القبض عليه قبل عدة أيام.

هجوم الكويت 
في 7 يوليو/ تموز 2015، أعلنت السلطات السعودية القبض على 3 أشقاء، يعتقد أنهم على صلة بالهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجدًا للشيعة في الكويت، وأدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، الذي أعلن تنظيم بـ"داعش" مسؤوليته عنه.

وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، إن عملية التوقيف جرت "في إطار التحقيقات الجارية بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة بدولة الكويت لتتبع أطراف جريمة التفجير الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في الكويت"، الذي أسفر عن مقتل 27 شخصًا وجرح العشرات.

"أخوان شارلي إيبدو" 
يوم 14 يناير/كانون الثاني 2015، اهتزت فرنسا على وقع هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" وهجوم على محل يهودي بباريس، الهجومان معًا حملا بصمة الأخوين شريف وسعيد كواشي.

لكن تحقيقات الشرطة بعد الحادث أكدت أن المسؤول عن الهجوم على "شارلي إيبدو" لم يكن سوى شريف وسعيد اللذين بالإضافة لتنفيذهما للهجوم، نسقا مع أمادي كوليبالي منفذ هجوم المحل اليهودي.

تفجيرات بوسطن
في 15 أبريل/ نيسان عام 2013، نفذ الشقيقان جوهر (19 سنة)، وتامرلان تسارناييف (26 سنة) تفجيرات ماراثون بوسطن، التي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 264 آخرين عندما فجرا خط النهاية.

أظهر بحث أعده مركز "أمريكا الجديدة"، وهو مركز أبحاث مقره في الولايات المتحدة، أن أكثر من ربع المقاتلين الغربيين ذهبوا للقتال عن طريق العائلة، عبر الأقارب الذين يقاتلون في سوريا والعراق، أو من خلال الزواج أو من خلال بعض الروابط الإرهابيين.  

وأشارت دراسة أجريت أخيرًا في جامعة ولاية بنسلفانيا أن 64% من العائلات أو الأصدقاء، تدرك نوايا أحد أفرادها، لمزاولة نشاط يتعلق بالإرهاب؛ لأن الجاني قالها حرفيًّا لهم.

وأوضحت أن العلاقات العائلية، هي طريقة مهمة لتجنيد هؤلاء وتطرفهم، بالإضافة إلى غسل الأدمغة أو التعرض إلى تأثير خارجي عبر شبكات الإنترنت.

وفي تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعنوان "جهاد العائلة: لماذا تتشكل الخلايا الإرهابية من الإخوة غالبًا؟ "قالت إن المشاركة العائلية، أو ما يطلق عليه "الجهاد العائلي" (jihad by family) قد يفاجئ البعض، إلا أنه لا يجب أن يكون كذلك.

وأوردت أمثلة على وجود أشقاء في الخلايا الإرهابية، وذكرت أن السلطات البريطانية اعتقلت مؤخرًا، آباء مع أبنائهم بتهمة المشاركة في القتال في سوريا.

وأشارت إلى أن مدبر هجمات باريس البلجيكي من أصل مغربي عبدالحميد أباعود، جند شقيقه البالغ من العمر 13 سنة، والذي سافر بدوره إلى سورية، حيث شوهد لاحقًا في تسجيل مصور وهو يقود إحدى العربات المحملة بجثث عناصر من الجيش السوري.

ولفتت إلى أن الإرهاب، مثل أي نشاط، هو أمر اجتماعي للغاية، إلا أن عواقبه استثنائية، إذ أن مجرد اهتمام أشخاص بالأفكار، والأيديولوجيات الإرهابية يمكن أن يقود أشخاصًا آخرين إلى الاهتمام بها.

ونقلت عن الخبير البلجيكي في شبكات المتطرفين "ريك كولسيات"، قوله إن "تجنيد أشخاص يعتمد على الزملاء والأقارب والصداقات أكثر بكثير من الدين أو المناطق أو شيء آخر، فهناك "ظاهرة جماعية قوية".