مخطط كيدم قرب المسجد الأقصى يهدد الهوية الإسلامية للمنطقة بعد مصادقة الاحتلال عليه مساء اليوم
بمصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء على مخطط "كيدم" الاستيطاني المنوي إقامته في بلدة سلوان، مقابل المسجد الأقصى في القدس، تدخل معركة تهويد القدس وفرض الوجود اليهودي على أعتاء الأقصى مرحلة خطيرة جدًا حذر الفلسطينيون بأنها تمس بالطابع العربي للمدينة المحتلة.
وقال مركز معلومات وادي حلوة في بيانٍ له تلقت بوابة "العين" نسخةً منه، إن المجلس القُطري للتنظيم والبناء في إسرائيل صادق مساء اليوم على مخطط جمعية العاد الاستيطانية المعروف باسم "مجمع كيدم – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، المنوي إقامته على مدخل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، مقابل المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن مصادقة المجلس القطري على المخطط الاستيطاني جاء بعد جلسة مصغرة ومستعجلة عقدت في مقر المجلس، وانسحب منها سكان حي وادي حلوة احتجاجًا على التعامل العنصري معهم، والذي تمثل بعدم سماعهم من قبل أعضاء اللجنة القطرية ومقاطعتهم خلال حديثهم عن إضرار إنشاء مجمع استيطاني على أراضيهم دون الاهتمام باحتياجاتهم، ولعدم توفير مترجم للغة العربية خلال الجلسة.
طبيعة المكان ويهدد مخطط "كيدم" مساحة كبيرة من أرضي حي وادي حلوة، كانت تُستخدم للزراعة حتى احتلال مدينة القدس عام 1967، وبعد احتلالها قامت بلدية الاحتلال بمصادرتها وهدم غرفتين فيها تعودان لعائلة فلسطينية، ثم حُولت لموقف سيارات، وفي عام 2003 سيطرت عليها جمعية العاد الاستيطانية بطرق ملتوية.
وأوضح المحامي سامي ارشيد أن المجلس القطري رفض مساء اليوم كافة الاستئنافات المُقدمة على مشروع "كيدم"، وألغى قرار "لجنة الاستئنافات في مجلس التخطيط الأعلى" التي ألغت المشروع، وأرجع قرار اللجنة اللوائية التي صادقت على المشروع عام 2014.
وأضاف ارشيد أن قرار المجلس القُطري كان مختصرًا بصفحتين، حيث ألغى قرار "لجنة الاستئنافات" الذي صدر في شهر حزيران عام 2015 والذي جاء قرارها ب140 صفحة، ولم يوضح المجلس القطري بقراره الأسباب القانونية والتنظيمية والتخطيطية لاعتماد هذا المشروع.
ولفت إلى أن أهالي حي وادي حلوة، ومؤسستي "عير عميم" و"عميق شافيه"، ومجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، كانوا قد قدموا استئنافاتهم على قرار "اللجنة اللوائية" القاضي بالمصادقة على المشروع عام 2014، وبعد سماع الاعتراضات من قبل لجنة الاستئنافات عام 2015 تم رفض المشروع بشكل قطعي.
قرار سياسي
وأقدمت جمعية العاد منذ سيطرتها على المكان بالتخطيط لبناء مشروع استيطاني، حيث قامت بأعمال حفر متواصلة في منطقة المشروع "ساحة باب المغاربة" وهدمت مقبرة إٍسلامية عمرها 1200 سنة، إضافة إلى تدمير آثار عثمانية وأموية وبيزنطية ورومانية، من غرف وأعمدة وأقواس، وأبقت على عدد قليل منها تدعي أنها "آثار الهيكل الثاني".
وأوضح ارشيد أن قرار المجلس القطري سياسي بحت، وليس قانونيًّا أو تنظيميًّا، حيث أعاد المجلس النظر بالاستئنافات المقدمة بعد تدخلات سياسية من أعلى المستويات، حيث تحدث المجلس عن الأهمية السياحية لهذا المشروع متجاهلًا ومتناسيًا احتياجات سكان بلدة سلوان والأضرار الناجمة عنه.
وأكد أرشيد أنه سيقدم التماسًا للمحاكم الإسرائيلية للمطالبة بإلغاء قرار المجلس القطري واعتماد قرار لجنة الاستئنافات.
طبيعة المشروع الاستيطاني
ويهدف المشروع لإقامة مبنى ضخم من 6 طوابق (12 ألف متر مربع) لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، إضافة لقاعات مؤتمرات وغرف تعليمية، ومواقف لسيارات السياح والمستوطنين، ولاستخدامات سياحية، ومحلات تجارية، ومكاتب خاصة لجمعية إلعاد.
واستنكر مركز المعلومات ولجنة حي وادي حلوة في بيان مشترك لهما المصادقة على مشروع جمعية العاد الاستيطانية، الذي سيقام على مدخل الحي.
أجندة استيطانية
وأكد مركز المعلومات ولجنة الحي أن المصادقة على المشروع تخدم الاجندة الاستيطانية، والإعلان عن عقد جلسة في المجلس القطري كان عبارة عن موافقة على المشروع الذي تم إلغاؤه قبل 9 أشهر، وكانت الجلسة صورية فقط وامتازت بالعنصرية لعدم سماع السكان والأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم وأضرار المشروع.
أضافا المركز واللجنة أن الموافقة على المشروع الاستيطاني سيكون مقدمة للموافقة على كل المشاريع الاستيطانية في سلوان، وحذرا من إقامة مثل هذا المشروع الضخم مقابل السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك. وطالبا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التدخل الفوري؛ لأن هذا المشروع هو مساس بمدينة تاريخية مسجلة بالتراث المهدد بالخطر، كما طالبوا المجتمع الدولي مساندة سكان الحي لمنع تنفيذ هذا المخطط.
تهديد الطابع العربي
بدوره، حذر وزير القدس عدنان الحسيني من خطورة المشروع، محذرًا بأنه يهدد الطابع العربي للمدينة.
وقال الحسيني لبوابة "العين"، إن المشروع قريب جدًّا من سور البلدة القديمة، ويوصل ما بين ساحة البراق وملحقاتها، وهو يستهدف منطقة ذات أهمية تاريخية ودينية لها متجاهلة سكانها الأصليين وأصحاب الأرض، الذين يعانون يوميًّا من انتشار البؤر الاستيطانية في معظم حارات البلدة.
وأشار إلى أن أي مشروع تم إيداعه في أي مرحلة من المراحل في القدس قد يكون قد تأخر بعض الشيء في نقاشات صورية، لكن في النهاية يضاف طابق أو يزال آخر أو تقلل المساحة، لكن المشروع في جوهره سيتم تنفيذه، مطالبًا هو الآخر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) للتدخل الفوري، باعتبار أن ما يجري يشكل مساسًا بمدينة تاريخية مسجلة بالتراث المهدد بالخطر.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز