حذر أمريكي ومخاوف من تصاعد العداء للمهاجرين بعد فاجعة بروكسل
الاعتداءات استغلها ترامب في دعايته
أمريكا تستبعد وجود تهديد محدد ضدها بعد تفجيرات بروكسل، فيما حذر محللون من تزايد حدة معاداة المهاجرين في أوروبا وأمريكا على السواء.
استبعدت وزير العدل الأمريكية وجود تهديد محدد ضد أمريكا بعد تفجيرات بروكسل، الثلاثاء الماضي، فيما حذر محللون من انعكاسات تلك الاعتداءات الدامية بشأن حدة النزعة الشعبوية التي تعادي المهاجرين، في أوروبا وأمريكا على حد سواء.
وقالت وزيرة العدل الأمريكية، لوريتا لينش، اليوم الخميس إن الولايات المتحدة لم تتلقَّ أي تهديدات محددة وذات مصداقية في أعقاب هجمات بروكسل، التي وقعت الثلاثاء، إلا أن مسؤولي وزارة العدل ما زالوا يتوخون الحذر وعلى اتصال بنظرائهم في بلجيكا.
وقالت لينش، في مؤتمر صحفي: "نحن ملتزمون بتوفير كل مساعدة ممكنة مع تقدمنا معًا .. سنظل حذرين لنضمن الحفاظ على سلامة الشعب الأمريكي".
ويحذر محللون من أن انعكاسات اعتداءات بروكسل الدامية يمكن أن تزيد من حدة النزعة الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء.
وشكلت الاعتداءات فرصة استغلها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في خطابه للسباق الرئاسي في الولايات المتحدة، بينما تزيد في أوروبا من احتمال تشدد أكبر إزاء أزمة اللاجئين.
ويحذر محللون من أن الاعتداءات يمكن أن تؤدي إلى انقسامات من شأنها أن تجعل من الصعب التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، في وقت يعتبر فيه اتخاذ موقف موحد تجاهه أمرًا مهمًّا أكثر من أي وقت مضى.
وقال توماس رايت، المحلل لدى "بروكيانغز" حول شؤون الولايات المتحدة وأوروبا: "هناك مخاوف من الوقوع في دوامة تزيد فيها ردود فعلنا على هذا التهديد الفعلي الأمور سوءًا بدلًا من تحسينها".
والسؤال يتعلق بتبعات الاعتداء الأخير لتنظيم داعش الإرهابي.
أزمة اللاجئين:
وصل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر نصفهم تقريبًا من السوريين إلى أوروبا العام الماضي وحده، ما أسفر عن أزمة غير مسبوقة تسببت بانقسامات بين دول الاتحاد الأوروبي حيال طريقة التعامل معها.
وبدا الرأي العام يشهد تشددا إزاء اللاجئين مع تزايد أعدادهم، كما تساهم أنباء حول تسلل جهاديين ضمن صفوف المهاجرين إلى أوروبا في إثارة المخاوف.
وأعادت عدة دول أوروبية فرض مراقبة على حدودها وحددت سقفًا لعدد المهاجرين الذين ستستقبلهم ما أدى إلى بقاء آلاف الأشخاص عالقين على المعابر في ظروف مزرية.
ومن المرجح أن تزيد اعتداءات بروكسل التي أوقعت 31 قتيلًا ونحو 300 جريح الأوضاع صعوبة بالنسبة إلى اللاجئين، فقد سارعت رئيسة الوزراء البولندية، بياتا شيدلو، إلى الإعلان عن عدم الموافقة على استقبال 7 آلاف لاجئ.
ويقول دومينيك مويزي، من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن "أزمتي الإرهاب واللاجئين موضوعان مختلفان تمامًا، إلا أن الرأي العام يربط بينهما".
وتابع: "كلما نشهد اعتداءات إرهابية يزيد نفورنا من اللاجئين، ورغم أنه ليس عدلًا، لكنه جزء من رد الفعل العاطفي للرأي العام".
ولفت رايت إلى أن اعتماد سياسة أكثر تشددًا إزاء المهاجرين لن يساهم فعلًا في الحيلولة دون وقوع اعتداءات أخرى.
وقال رايت: "قسم كبير من هؤلاء الإرهابيين يقيمون في أوروبا أو هم مواطنون أوروبيون، ولن يكون لتشديد قوانين الهجرة أي تأثير عليهم".
صعود أحزاب اليمين الشعبوية:
تدفع أزمة المهاجرين وتنظيم داعش بالناخبين إلى صفوف الأحزاب اليمينية التي وصل أحدها إلى السلطة في بولندا، بينما تشهد أخرى شعبية متزايدة من سلوفاكيا إلى السويد ومن النمسا إلى فرنسا.
والاعتداءات الأخيرة يمكن أن تزيد الدعم لهذه الأحزاب.
وأضاف رايت أن الاعتداءات "يمكن أن تخدم مصالح الشعبويين والقوميين وربما تلقى المطالبة بإغلاق الحدود وعدم التسامح أصداء أكبر بعدها"، إلا أنه شدد على أن مثل هذه السياسات "ستعطي نتيجة معاكسة".
وتابع أن "الحل ليس بإعادة فرض الحدود واستهداف المسلمين أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بل بزيادة التعاون بين الدول وإعطاء دور أكبر للجاليات المسلمة لعزل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
الانتخابات الأمريكية:
ينسب قطب الأعمال الثري دونالد ترامب الزخم المفاجئ في حملته الانتخابية ضمن الحزب الجمهوري إلى اعتداءات باريس الدامية التي تبناها تنظيم داعش.
وقال ترامب في تجمع مؤخرًا: "حدث أمر ما، هو باريس .. واتخذ بعدًا جديدًا فنحن بحاجة إلى الحماية في بلادنا وفجأة أرقام استطلاعات الرأي زيادة كبيرة".
واستغل ترامب تهديد الإرهابيين لتبرير منع المسلمين من دخول البلاد، كما أنه دعا إلى إعادة استخدام التعذيب بحق المشتبه بهم في قضايا إرهابية.
وفيما يتعلق باعتداءات بروكسل، حذر ترامب من أي شخص سيحاول القيام بالمثل في الولايات المتحدة "سيعاني الأمرين".
المحلل رايت يرى أن الاعتداءات "يمكن أن تصب في خانة الداعين إلى إغلاق الحدود، مبررين ذلك بأن الإسلام هو العدو، وبأن الأمر صراع بين الحضارات".
لكنه أشار إلى أن هذا الشعور يمكن أن يتغير بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية عندما يواجه المرشحون الأمة الأمريكية ككل.
وختم رايت قائلًا: "أعتقد أن الشعب الأمريكي أكثر تسامحًا ويريد التعاون مع دول أخرى ولا يرى في الإسلام عدوًّا".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز