عام على "عاصفة الحزم".. واليمنيون يحتفلون بعودة الشرعية
عام كامل مضى على اليوم الذي أعلنت فيه المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف دولي ﻹنقاذ اليمن من الانقلاب الذي قاده الحوثيون وصالح.
عام كامل، بالتمام والكمال، مضى على اليوم الذي أعلنت فيه المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف دولي، ضم دولًا خليجية وعربية شقيقة وأخرى ودولية، كان الهدف منه الاستجابة لنداء الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي ﻹنقاذ اليمن من العملية الانقلابية التي قادها تحالف الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح.
عملية عاصفة الحزم سبقتها تحذيرات إقليمية ودولية من خطورة الوضع في اليمن، وتنسيق محكم سعودي إماراتي لتنسيق جهود التحالف بين البلدين بقيادة الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات، أثمر لاحقًا عن تشكيل تحالف عربي دولي لحماية الشرعية في اليمن تحت مسمى "عاصفة الحزم".
عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية، التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية دعمًا للشرعية في اليمن، بدأت في مثل هذا اليوم 26 مارس/آذار 2015 م، بغارات جوية شاملة، استهدفت معسكرات قوات الحرس الجمهوري، الخاضع لسيطرة قوات صالح وحلفائه من مليشيات الحوثيين في صنعاء وبقية المحافظات.
"عاصفة الحزم" التي تغنى بها كثير من الشعراء، توقفت فعليًّا في 21 أبريل/نيسان من العام نفسه، لتبدأ بعدها عملية أخرى أطلقت عليها "إعادة اﻷمل"، ولكن صداها لا يزال يتردد حتى اللحظة في كل مكان، فالمراقبون العسكريون يرون أن "عاصفة الحزم" أفضت إلى سيطرة المقاومة والجيش الوطني على 80% من اﻷراضي اليمنية، وهو أمر لم يكن ليتحقق في هذه المدة الزمنية لولا انطلاق عاصفة الحزم، بحسب المراقبين أيضًا.
وبعد عام من الحملة العسكرية، يبدو اليمن- حسب مراقبين- على وشك تحقيق نصر قريب بإسقاط الانقلاب واستعادة شرعية الدولة كاملة، تزامنًا مع تقدم ميداني للمقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم ومساندة التحالف العربي، ومرابطتها على مشارف العاصمة صنعاء.
ويرى خبراء ومحللون أن التدخل العسكري للسعودية والتحالف العربي الذي أنشأته، أثمر عن تدمير معظم القوة الصاروخية والجوية والأسلحة البرية الثقيلة لمليشيات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، وتأمين جميع الموانئ الإستراتيجية ومضيق باب المندب والمدن الرئيسية والمناطق النفطية والحيوية.
اليمنيون الذين ستنظم بلادهم في عدن اليوم وغدًا احتفالًا جماهيريًّا بذكرى "عاصفة الحزم" يؤكدون أن هذه العاصفة أنهت الأحلام الإيرانية بأن تكون صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تسيطر عليها، وعلى قرارها السياسي بعد بغداد ودمشق وبيروت، وقطعت دابر مليشيا الحوثيين في أن تكون خنجرًا مسمومًا في يد طهران تهدد به السعودية ودول الخليج.
ومن المؤكد أيضًا أن "التحالف العربي" حقق جزءًا مهمًّا من أهداف عاصفة الحزم، بعد إحداث تغيير جوهري في المعادلة العسكرية لصالح السلطة الشرعية، واستطاع أن يدمر ترسانة السلاح التي كان يمكن أن تقوض استقرار اليمنيين لفترة طويلة من الزمن.
وفي الشق السياسي، تسعى دول التحالف العربي، وخاصة السعودية واﻹمارات، إلى رعاية تحول سياسي حقيقي، يبقي اليمن موحدًا وديمقراطيًّا، وجزءًا فعالًا من منظومة مجلس التعاون الخليجي السياسية والاقتصادية والأمنية.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز