إنجاز علمي يمهد لعلاج انفصام الشخصية قبل ظهور الأعراض
الباحث الرئيسي في الدراسة يقول إن النتيجة التي توصلوا لها تدعم الرأي القائل إن الفصام مرض يمكن اكتشافه وعلاجه حتى قبل ظهور الأعراض.
طور علماء من جامعة فاندربيلت الأمريكية إطارا حسابيا مكنهم من تحديد 104 من الجينات عالية الخطورة المرتبطة بمرض انفصام الشخصية، بما يمثل خطوة مهمة للتوصل لعلاج.
وحددت الدراسات الحديثة، التي أجريت على نطاق الجينوم (GWAS)، أكثر من 100 موضع أو مواقع ثابتة على الكروموسومات المختلفة المرتبطة بالفصام، لكن المشكلة أن هذا المكان قد لا توجد فيه الجينات عالية الخطورة، ويمكن أن ينظم الموقع نشاط الجينات على مسافة قريبة أو بعيدة جدا.
وقدمت الدراسة، التي نشرت في دورية "Nature Neuroscience"، الإثنين، إطارا حسابيا أطلق عليه الباحثون اسم "محدد جينات المخاطر التكاملية"، وحددوا خلاله الجينات الأعلى خطورة من خلال مواضع أبلغ عنها مسبقا بناء على مجموعة من الأدلة الداعمة لذلك، مثل: أي الجينات لديها معدلات عالية من الطفرة؟ وأي الجينات يجري التعبير عنها قبل الولادة؟
وخلص الباحثون إلى قائمة من 104 جينات عالية الخطورة، بعضها يشفر البروتينات المستهدفة في أمراض أخرى، عن طريق الأدوية الموجودة بالفعل في السوق.
وقال بينجشان لي، أستاذ مشارك في علم وظائف الأعضاء الجزيئية والفيزياء الحيوية، والباحث الرئيسي، إن النتيجة التي توصلوا لها تدعم الرأي القائل إن الفصام مرض يمكن اكتشافه وعلاجه حتى قبل ظهور الأعراض.
وأضاف لي، في تقرير نشره موقع جامعة فاندربيلت بالتزامن مع نشر الدراسة، أن "أحد الاتجاهات الأساسية التي يفيد فيها البحث تحديد ما إذا كان يمكن إعادة استخدام العقاقير التي جرت الموافقة عليها بالفعل لأمراض أخرى غير ذات صلة؛ لتحسين علاج مرض انفصام الشخصية، كما يفيد في معرفة أنواع الخلايا الجينية في الدماغ المسؤولة عن المرض، وبالتالي سيكون لدينا فهم أفضل لمدى استعداد الجينات للمخاطر قبل الأوان، وهذا يساعد في تطوير استراتيجيات التدخل المبكر".
وانفصام الشخصية هو اضطراب عقلي حاد مزمن يصيب صاحبه بالهلوسة والأوهام والصعوبات المعرفية، وتبدأ الأعراض عادة بين سن 16 و30 عاما، يمكن للأدوية المضادة للذهان أن تخفف الأعراض، لكن لا يوجد علاج لهذا المرض.