قرار إقفال "السفير" معلق وسط تصريحات ملتبسة لإدارتها
"السفير باقية".. هذا ما كشفته تصريحات رئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان بعد ظهر الأحد، الذي أكد لصحيفة لبنانية أن "الجريدة مستمرة".
"السفير باقية".. هذا ما كشفته تصريحات رئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان بعد ظهر الأحد، الذي أكد لصحيفة لبنانية أن "الجريدة مستمرة، وذلك بسبب كمية العواطف الهائلة التي أحاطنا بها الرأي العام اللبناني". سلمان الذي فجر قنبلة صدمت العاملين في الصحيفة قبل الرأي العام الذي يشير إليه، أضاف "رأينا أن نستمر ونتحمّل بعضنا بعضاً ولو كانت مدة الاستمرار شهراً أو شهرين".
الإضافة الأخيرة هذه بدت مثل الشعرة التي قصمت ظهر الثقة بين الجريدة وموظفيها المخلصين لها منذ سنين طويلة.. والذي عبّر بعض منهم عن استهجانهم لقرارات المؤسسة غير النهائية والتي تبدو وكأنها تتلاعب بمصيرهم ومستقبلهم، لاسيما بعدما أشارت مصادر إلى أن قرار الإقفال لم يكن نهائياً أصلاً، بل كان استدراراَ لعطف الممولين من جهة وهرباً من دفع تعويضات الموظفين من جهة ثانية.
وأشارت معلومات إلى أن وزيرا لبنانيا ورئيس وزراء سابقا نجحوا في تأمين "دفعة" تنقذ المؤسسة ولو مؤقتاً، إلا أن التمويل الجديد لا يكفي لاستمرار الجريدة بشكل دائم أو بكل كادرها البشري. ومن المتوقع أن يعقد سلمان اجتماعاً مساء اليوم يعلن فيه قراره في هذا الصدد، مستبقاً الاعتصام التضامني من الصحافيين في لبنان مع الزملاء في المؤسسة عند السابعة من مساء الاثنين.
وعلى الرغم من أن إعلان تعليق الإقفال يسعد ويطمئن أكثر من 150 موظفا في أسرة "السفير"، إلا أن العمل في ظروف غامضة وملتبسة يبدو أصعب بالنسبة لهم من قرار الإغلاق. مصدر في الصحيفة لفت لـ"العين" أن ما يحصل لا يليق بالمؤسسة ولا بصاحبها ولا بموظفيها. نحن الآن لم يعد لدينا ثقة بأحد ولا بشيء، هل سنعود إلى منازلنا؟ هل ستدفع تعويضاتنا؟ هل سنحفظ في غرفة الإنعاش لشهرين ومن ثم بعدها يرموننا خارجاً؟ لا نستحق أي من هذا." ويضيف "ربما من الأجدى الاستقالة حفاظاً على كرامتنا وعلى مسيرتنا وسمعتنا المهنية. كنا نعمل في مؤسسة نفتخر بها، وبتنا نعمل في مؤسسة لا تخجل في أن تعلن أنه "حتى الآن، أحدٌ لم يمد يده إلى جيبه"!.
وكتب الصحافي في "السفير" وسام متى على صفحته على "فايسبوك".. "طلعت عن جد كذبة أول نيسان". وأضاف في تعليق آخر: بصرف النظر عمّا يتم الترويج له تحت شعار "السفير باقية"، فأنا أكثر ميلاً إلى وضع احتمالين: إما أن يكون الأمر مجرّد مناورة لامتصاص غضب العاملين في الجريدة، وشق صفوف حركة الاحتجاج المتصاعدة. - وإما أن تكون هناك صفقة/عملية إنقاذ مفاجئة حصلت .. وعلى المستوى الشخصي، فإنّ هذين الاحتمالين لا يغيران في واقع أن علاقتي بـ"السفير" انكسرت.. وفي حال صدقت خبرية أن "السفير باقية"، فإن ما يعنيني في هذا الموضوع، هو أنني سأغادر هذه المؤسسة مطمئناً (نسبياً وبحذر شديد) إلى أن ثمة زملاء "مشحّرين" لن يُرموا "على الطريق" .. ولو إلى حين!".
وكتب الصحافي عماد الدين رائف أن ما يجري هو "تكتيك "الفرم" الفردي بدل الجماعي وع شهرين تلاتة".
وكتبت صحافية في جريدة "الشرق الأوسط" أنه "بعد كل ما يحصل اليوم يتأكد أن العائلة الحاكمة في #جريدة_السفير كانت تنتحل صفة "صوت الذين لا صوت لهم" طيلة ٤٢ سنة لتكشف اليوم عن حقيقة استغلالها وهدر حقوق من لا صوت لهم ولا سند لهم".
وكتب الصحافي مصطفى رعد "في حال صحت المعلومات التي تشير إلى إيجاد حل سريع لأزمة صحيفة السفير، فهذا يعني أمرين: 1- بعض السياسيين أرسلوا مبالغ مالية لفك الضائقة الاقتصادية التي تحدثت عنها إدراة الصحيفة والتي من الممكن أن تشكل مقدمة لشراء الصحيفة من الناشر. 2- على الزملاء أن يصبحوا أشد حذرا من المستقبل القريب، نظرا لاحتمال إعادة هذا السيناريو ومحاولة صرف الموظفين واحدا تلو الآخر من دون إعطائهم تعويضاتهم، وليبحث من يريد عن عمل يحفظ له كرامته خارج إطار المؤسسة التي قدمت نموذجا سيئا عن النضال لتحصيل حقوق العمال. سقطت الصحيفة بعدما أظهرت نية قضم حقوق العمال. وإنما الأعمال بالنيات.".
الساعات القليلة المقبلة ستكشف مصير "السفير" والموظفين.. وقد تكون صاحبة "صوت الذين لا صوت لهم"، قد نجحت في جذب تمويل يعينها على الصمود ولو مؤقتاً، إلا أنه من المؤكد أنها خسرت صوت جمهور واع وموظفين يشعرون بالخديعة.