أزمة النص العربي تتجدد في يوم المسرح العالمي
أسئلة كثيرة يطرحها المتابعون للمسرح العربي يومياً، لا تتوقف عند الحديث عن أزمة هذا المسرح.
أسئلة كثيرة يطرحها المتابعون للمسرح العربي يومياً، لا تتوقف عند الحديث عن أزمة هذا المسرح. وفي يوم المسرح العالمي، المصادف ليوم الأحد، 27 مارس / آذار، تُثار هذه الأسئلة مجدداً.
نُقاد يتباكون على حال المسرح، فيما يتفاءل آخرون بمستقبله، مستشهدين بتجارب وحالات مسرحية هنا وهناك في أكثر من دولة عربية.
فعند الحديث عن أزمة النص في المسرح العربي يتبادر إلى الذهن فوراً الأهمية الهائلة لهذه الوسيلة الاتصالية الشخصية الهامة في تكوين الرأي العام لدى الشعوب، وتقفز إلى مخيلتنا آلاف الأفكار المسرحية التي تنتظر فرصة الموافقة الرقابية، وبالتالي الخروج من دائرة النص المكتوب إلى الصورة البصرية المتحركة الحية.
ولطالما كان النص هو الأداة الأولى والأهم ضمن منظومة العناصر المسرحية، فها هو المبدع الروسي قسطنطين ستانسلافسكي يرى أن "الكاتب المسرحي هو الوحيد الذي يشرّع القوانين على خشبة المسرح"، ويستنتج أن "أفضل طريقة في اكتشاف الكاتب المسرحي هي العثور على الفكرة الحالمة والفعل المتغلغل في المسرحية".
وعليه، يمكن الاستدلال بثلاث حقائق وفرضيات في أزمة النص المسرحي العربي:
- الكاتب المسرحي هو قائد العمل وبالتالي هل يملك حقوقه كاملة؟
- هروب المخرجين المسرحيين من النصوص المحلية إلى نصوص أجنبية إما أنها قليلة أو غير قوية، قد لا تلائم مجتمعنا.
- عدم الإيمان أساساً بأهمية المسرح في توعية الجماهير.
أبرز مشكلات أزمة النص المسرحي العربي
- ما يعول على المسرح العربي أنه لا مسرح بدون أزمة، فما من قطر عربي لا يشكو واقع المسرح فيه، ويرى البعض أن وزارات الثقافة هي المسؤولة عن تردي المسرح، فالمبدع ليس موظفاً ولا يحتاج إلى من يفكر عنه ويقونن أفكاره وآراءه.
- مشكلة النصوص الركيكة التي تعالج قضايا مستهلكة خالية تماماً من عناصر الدراما، فالجمهور ملّ مشاهدة عروض تحاكي حالات اجتماعية معينة تفرغ لتوها المشاهد من مشاهدتها على التلفزيون.
- ضعف المخرج في إخراج النصوص الجيدة؛ فهناك من يقول بأن المخرج هو الذي يسبب أزمة النص عند عدم مقدرته على إخراج النصوص بصورة مهنية ودرامية في بعض الأحيان.
- قلة النصوص المنتجة محلياً خلقت فجوة صعبة لدى المؤلف المقتبس والمولّف، في حين أن النص المترجم قد لا يتقاطع مع القضايا العربية مثلاً، رغم أن البعض يؤكد على مبدأ (الفن للفن)، فالمسرح هو المسرح إذا توافرت فيه العناصر الدرامية، وليس من الضروري أن تحاكينا كمجتمعات شرقية بشكل مباشر على حد قولهم.
- يعاني الكاتب المسرحي من قلة الدعم المادي، فضلاً عن أقسام الدراسات المسرحية في المعاهد المسرحية التي تخرّج طلاباً لا يعلمون أسس النقد المسرحي.
- ثقافة الكاتب المسرحي، كي لا نلاحظ وجود فجوة عميقة تفصله عن مهنته، وضرورة التسلح بقراءة مسرحيات عالمية ومعرفة الجوانب الدرامية اللازمة.
يمكن إيجاز كل ما سبق في أن أزمة النص المسرحي العربي مرهونة بالوعي الثقافي والفكري والإدراك الحقيقي لدور المسرح، فضلاً عن آليات العمل والإنتاج وتشويش مفهوم الإبداع والتجريب بسبب غياب الثقافة الحقيقية بالمسرح وتطوره العالمي وغياب النقد المسرحي الجاد وتغييب المؤلف عن الساحة المسرحية وغياب القيم الفكرية.
لكن، هل من اقتراحات لتطوير النص المسرحي العربي للخروج من أزمته؟
1-المزيد من الدعم المادي والمعنوي للكتاب المسرحيين.
2-النظر إلى المسرح على أنه جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع.
3- الاهتمام أكثر بالنصوص المسرحية القوية القريبة من الجمهور البسيط.
4- اقتباس النصوص المسرحية الأجنبية التي تحاكي واقعنا.
5- الإكثار من ثقافة المهرجانات التي تتنافس على قوة النص المسرحي.
6- إقامة دورات تدريبية للشباب ممن يود تعلم الكتابة للمسرح.
7- تخفيف الرقابة قدر الإمكان عن النصوص المسرحية وجعل ضمير الكاتب هو الأساس.
8-الإيمان بوجود المسرج الجماهيري في المجتمع كنواة للتطوير.
9-منح جوائز للكتاب المسرحيين الشباب والمزيد من التحفيز والتشجيع على كافة الصعد.
10-إقامة مسابقات طوال العام لإبراز مدى تنافسية النصوص، وإعطاء الفرصة للشباب.
11- الاهتمام أكثر بقسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية.
12- إدخال مادة (فن الكتابة للمسرح) كجزء من منهاج المرحلة الابتدائية وجعلها اختيارية.
13- الإيمان بدور المسرح في توعية وتطوير والمجتمع الذي يبدأ من النصوص القوية.
14-الاهتمام أكثر بالإعلام المسرحي بكافة وسائله.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز