أوروبا تحت حصار الحرائق مع ارتفاع الحرارة إلى 44 درجة مئوية

تعيش دول جنوب أوروبا والبلقان على وقع حرائق غابات غير مسبوقة، تزامناً مع موجة حر شديدة دفعت السلطات في إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، والبلقان إلى إصدار إنذارات حمراء.
في إسبانيا، توقعت هيئة الأرصاد الجوية وصول الحرارة إلى 44 درجة مئوية في إشبيلية وقرطبة، وفي جنوب البرتغال. وسجّلت منطقة تريس كانتوس قرب مدريد وفاة عامل بمركز للفروسية إثر إصابته بحروق بالغة، بعد أن ساعدت رياح تجاوزت سرعتها 70 كيلومتراً في الساعة على تمدد النيران نحو المنازل، ما أجبر مئات السكان على الفرار. وأعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن فرق الإنقاذ تعمل بلا توقف، داعياً المواطنين إلى أقصى درجات الحذر. وتم إجلاء نحو 4000 شخص في قشتالة وليون، و2000 آخرين قرب مدينة طريفة بالأندلس، بينما نشرت وحدة الطوارئ العسكرية قرابة 1000 جندي لمواجهة أكثر من 30 حريقاً، بينها حريق يهدد موقع لاس مدولاس المدرج على قائمة اليونسكو.
البرتغال بدورها تكافح ثلاثة حرائق كبرى، أخطرها قرب ترانكوسو وسط البلاد، بمشاركة أكثر من 1300 رجل إطفاء و14 طائرة، فيما أرسلت المغرب طائرتين دعم بعد تعطل بعض الطائرات المحلية. وحذرت السلطات من حرارة تصل إلى 44 درجة مئوية جنوباً، مع بقاء درجات الحرارة الليلية فوق 25 مئوية.
في إيطاليا، توفي طفل بضربة شمس، وسط توقعات ببلوغ الحرارة 40 درجة مئوية هذا الأسبوع، وصدور تحذيرات حمراء في 16 مدينة بينها روما، ميلانو، وفلورنسا. أما فرنسا، فقد شملت الإنذارات ثلاثة أرباع البلاد مع توقع 36 درجة مئوية في باريس و40 في وادي الرون، وأكدت وزيرة الصحة كاثرين فوترين جاهزية المستشفيات لموجة الحر الثانية خلال أسابيع.
اليونان تواجه أكثر من 100 حريق أججتها الرياح القوية، ما استدعى عمليات إجلاء في جزيرة زاكينثوس وغرب أخائية، وإنقاذ محاصرين بالقوارب من شواطئ خيوس، بينما طلبت السلطات دعماً جوياً من الاتحاد الأوروبي.
في تركيا، سيطر الإطفائيون على حرائق كبيرة في جاناكالي وإزمير بعد إجلاء مئات السكان وإغلاق مضيق الدردنيل ومطار جاناكالي. وفي الجبل الأسود، قُتل جندي وأصيب آخر بانقلاب صهريج مياه خلال مكافحة النيران قرب بودغوريتشا، فيما شهدت ألبانيا إخلاء منازل واحتواء حريق كبير في سبليت بكرواتيا.
المملكة المتحدة لم تسلم من الموجة الحارة، إذ تسجّل رابع ارتفاع كبير هذا العام بدرجات تصل إلى 33 مئوية، مع إصدار تنبيهات صحية باللونين الكهرماني والأصفر، واندلاع حريقين في لندن أتيا على أكثر من 17 فداناً.
ويحذر خبراء المناخ من أن الاحترار العالمي يزيد حرارة وجفاف صيف المتوسط، ما يطيل مواسم الحرائق ويضاعف حدتها عاماً بعد آخر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز