حرائق الصيف تحاصر فرنسا.. ما طرق مواجهتها؟

مع تزايد موجات الحر الناتجة عن تغير المناخ، أصبحت الكوارث الطبيعية أكثر شيوعا، وحرائق الغابات ليست استثناء.
وبينما تتسع رقعة هذه النيران وتزداد شراسة، تتعالى التساؤلات حول مدى استعداد فرنسا لمواجهتها: هل أسطولها الجوي وقواتها البرية كافيان للتصدي للخطر؟.
اندلع حريق هائل في منطقة أود يوم الثلاثاء، التهم آلاف الهكتارات من الأراضي، هذا الحادث دفع أحد القراء، باتريس من مدينة بورنيك (منطقة لوار-أتلانتيك)، للتساؤل: "رأيت أربعة طائرات (داش) وعدداً قليلاً فقط من طائرات (كانادير) القديمة تعمل على إخماد الحريق، فأين أسطولنا الجوي؟"، بحسب صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية.
سؤال يفتح الباب على مصراعيه: ما الإمكانات الفعلية التي تمتلكها فرنسا لمكافحة حرائق بهذا الحجم؟.
أكثر من 250 ألف رجل إطفاء
وفقاً لآخر إحصاءات وزارة الداخلية لعام 2023، تضم فرنسا أكثر من 250 ألف رجل إطفاء، إلا أن 17% فقط منهم محترفون، و5% عسكريون، بينما يشكل المتطوعون النسبة الأكبر بـ78%.
كما يمكن للدفاع المدني استدعاء حوالي 4 آلاف رجل إطفاء إضافي (محترفون ومتطوعون) و500 مركبة لدعم الفرق الميدانية، في إطار ما يُعرف بـ"التضامن الوطني".
أسطول جوي متنوع
وعند اندلاع حرائق كبيرة مثل حريق أود، تعتمد الحماية المدنية على أسطول من 71 طائرة. من أبرزها: 12 طائرة "كانادير" CL-415: قادرة على حمل 6 آلاف لتر من المياه، وتتميز بقدرتها على الوصول إلى مناطق يصعب بلوغها براً، حيث تتزود بالمياه من بحيرات أو أنهار أو حتى من البحر.
طائرة "داش" 8-Q400: أسرع من الكانادير، مخصصة لمهاجمة الحرائق في بدايتها، ويمكنها إلقاء 10 آلاف لتر من الماء أو سائل مثبط للحرائق (سائل أحمر يبطئ تقدم النيران عبر رفع درجة احتراق النباتات)، بالإضافة إلى مروحيات EC-145 وH-145 وثلاث طائرات Beechcraft B-200 للاستطلاع وتقييم وضع الحريق.
أسطول لا يلبي الطموحات
ورغم هذا التنوع، يرى خبراء ومراقبون أن الأسطول الجوي الفرنسي غير كافٍ لمواجهة سيناريو اندلاع حرائق كبيرة في مناطق متباعدة في وقت واحد، ما يجعل سرعة الاستجابة وقدرة التغطية مسألة مقلقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز