الطواقم الطبية الإسرائيلية.. رسبت في الاختبار الأخلاقي
تسجيلات فيديو أظهرت تقديم مسعفين طبيين إسرائيليين العلاج لجندي إسرائيلي أصيب بجراح طفيفة، فيما تركوا فلسطينيين على بعد أمتار ينزفان
فتح عدم تقديم الأطباء والمسعفين الإسرائيليين العلاج اللازم لجرحى فلسطينيين الباب واسعاً حول تنصلهم من الالتزام الإنساني تجاه تقديم المساعدة للمصابين، وهو التصرف الذي اعتبره الفلسطينيون "تلويثاً لمهنة الطب وقيمها الإنسانية".
وكشفت تسجيلات فيديو تقديم مسعفين طبيين إسرائيليين العلاج لجندي إسرائيلي أصيب بجراح طفيفة، فيما تركوا فلسطينيين على بعد أمتار ينزفان دون أن يقدم لهما المسعفين أي علاج، قبل أن يقدم جندي من إطلاق رصاصة من مسافة صفر على رأس الجريح عبد الفتاح الشريف، فيفارق الحياة على إثرها.
وكان الإسرائيليون قد هاجموا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، واتهموها بأنها لم تقم بواجبها الإنساني تجاه مجموعة من المصابين الإسرائيليين بالقرب من بلدة السموع قضاء مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهو ما نفته يومها جمعية الهلال بشدة، واضطرت أمامه نجمة داوود الحمراء (مؤسسة الإسعاف الإسرائيلية) إلى التراجع عنه والاعتذار للهلال الفلسطيني وفق الناطق باسمه عرب فقهاء.
وقالت فقهاء لبوابة "العين" الإخبارية: بطبيعة الحال مهمة أي مسعف تقديم الإسعاف لأي مصاب بصرف النظر عن جنسيته أو لونه أو عرقه أو ديانته؛ هذه مهمة إنسانية لا تقدم الاعتبارات السياسية والأمنية على حساب الاعتبار الإنساني.
وأضافت "هناك التزام أخلاقي وإنساني يلزم المسعفين والعاملين في الطواقم الطبية تقديم المساعدة الطبية لأي كان وفي كل الأوقات حتى أثناء وقوع الحروب".
وأشارت فقهاء إلى التزامهم في الهلال الأحمر بتقديم المساعدة الطبية لجميع المصابين بصرف النظر عن جنسياتهم أو ديانتهم، لافتة إلى ما حدث قبل أيام من تقديم علاج لمصابين إسرائيليين أصيبوا في حادث سير بأحد شوارع الضفة الغربية.
وأكدت أن الهلال الأحمر الفلسطيني يتابع انتهاكات الطواقم الطبية الإسرائيلية في التعامل مع الجرحى والمصابين، ويرفع تقارير للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، التي بدورها تتواصل مع الجهات الإسرائيلية.
تصرف طواقم الإسعاف الإسرائيلية أدانته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وطالبت وزارة الصحة الإسرائيلية، بفتح تحقيق مع الأطباء الذين كانوا حاضرين أثناء إصابة عبد الفتاح الشريف لعدم تقديمهم أي مساعدة طبية له، قبل أن يقوم جندي إسرائيلي بإعدامه بعد إطلاق الرصاص على رأسه.
وجاء في رسالة وجهها مور افرات مسؤول دائرة الأراضي المحتلة في المنظمة الحقوقية إلى مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلي "موشه بار سمون طوف"، أن الفيلم الذي وثّق الحادثة يُظهر أن الأطباء لم يقدموا مطلقا أي مساعدة طبية للشاب الفلسطيني الجريح بما يخالف كل التزاماتهم المهنية.
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي، أن الجنود والمستوطنين الذين تجمعوا حول الجريحين الشريف ورمزي القصراوي ولم يسعفوهما بشيء، بالإضافة إلى الجندي القاتل الذي أجهز على الجريح الشريف جميعهم مجرمون قتلة ويجب أن يحاكموا أمام المحاكم الدولية.
وشدد على أن الاطباء والمسعفين الإسرائيليين الذين جاءوا مع سيارات الإسعاف وتركوا الجرحى ينزفون حتى الموت هم أيضا مشاركون في القتل وأنهم لوّثوا مهنة الطب الإنسانية وقيمها بتصرفهم الهمجي.
وقال البرغوثي في بيان صحفي تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، "سنلاحق هؤلاء المجرمين في كل المحافل لمحاكمتهم، ومن واجبنا السعي لطرد ما يسمى بمنظمة داوود الحمراء من منظمة الصليب والهلال الأحمر الدولية".
وشدد على ضرورة قطع كل العلاقات مع مؤسسة كهذه (نجمة داوود) لا تحترم أبسط قواعد القانون الدولي والقوانين التي يجب أن تحكم سلوك سيارات وفرق الإسعاف بتقديم الإسعاف والعلاج للمصابين أيا كان جنسهم أو دينهم أو خلفيتهم.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز